عقد مؤتمر صحفى لإطلاق تقرير عن تحديات مرض السكر، ويعتبر هذا التقرير الأول من نوعه الذى يقدم مسحاً شاملاً لمشكلة السكر فى مصر والأسباب والحلول المقترحة، ويعد مرجعاً شاملاً لكافة الجهات المعنية بعلاج المرض، حضر المؤتمر عدد كبير من الأساتذة المتخصصين فى علاج السكر وسوزان شاين سفيرة الدنمارك فى القاهرة. يقدم التقرير الذى تم إطلاقه برعاية وزارة الصحة واللجنة القومية للسكر وشركة نوڤو نورديسك تحليلاً كاملاً لمرض السكر بالإضافة إلى الخطط التوعوية للحد من انتشار المرض بين فئات المجتمع. يشير التقرير إلى أن مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً فى مصر التى تحتل المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العشر الأولى من حيث معدلات انتشار المرض، حيث بلغ عدد مرضى السكر فى مصر عام 2015 طبقاً لإحصائيات الاتحاد الدولى للسكر 7.8 مليون شخص، ولكن طبقاً للدراسات التى أجريت فى مصر يصل العدد إلى 11 مليون شخص من إجمالى عدد البالغين فى البلاد. كما أشار التقرير إلى أن عدد الحالات التى لم يتم تشخيصها بلغت 3.2 مليون شخص، وفقاً للإحصائيات الصادرة عن الاتحاد العالمى لمرض السكر وهو ما يعد أمراً خطيراً للغاية نظراً لما يسببه ذلك من مضاعفات كثيرة، وبالتالى المزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى والحكومة مما يجعل التحكم فى معدلات انتشار السكر وعلاجه واحداً من أهم الأولويات الصحية على المستوى القومى. ويمثل مرض السكر أحد أبرز التحديات الصحية التى تواجه قطاع الرعاية الصحية خاصة فى ظل الأعباء الفردية والاجتماعية والاقتصادية المصاحبة للمرض. ففى عام 2015، بلغ إجمالى النفقات الصحية لرعاية مرضى السكر وعلاج مضاعفاته فى القطاعين العام والخاص بمصر حوالى 25.2 مليار جنيه مصرى منها 11% فقط تكلفة علاجات السكر بينما تمثل الأغلبية العظمى (89%) تكلفة علاج المضاعفات والتحاليل وغيرها من النفقات الطبية، مما يؤكد أهمية السيطرة على المرض من خلال التوعية بأهمية الالتزام بالعلاج واتباع أسلوب حياة صحى والمتابعة المستمرة مع الطبيب. ويضيف التقرير أن السلوك الاجتماعى والحياة اليومية للمصريين يؤثران على ارتفاع معدلات الإصابة بالسكر فمن ناحية النظام الغذائى يتناول المصريون وجبات غنية بالدهون والكربوهيدرات، كما أنهم يتناولون وجبة العشاء فى وقت متأخر ويعتمدون فى كثير من الأحيان على الوجبات السريعة وهى كلها عوامل تساعد على ارتفاع مخاطر الإصابة بالسكر مع زيادة الأعباء التى يعانى منها مرضى السكر الحاليون. ويشير التقرير إلى أن 2 من كل 3 مصريين يعانون من الوزن الزائد وأن 1 من كل 3 يعانون من السمنة، كما أكد التقرير أن 72% من المواطنين فى مصر لا يمارسون أى نشاط جسمانى أو رياضى بشكل منتظم وهو ما يزيد من مخاطر انضمام المزيد منهم لطابور مرضى السكر. ولا تقتصر المخاطر فى أعراض مرض السكر فى حد ذاته ولكن الأخطر معاناة المريض من المضاعفات الصحية الناتجة بشكل مباشر عن إصابته بالسكر التى قد تصل إلى الإعاقة والوفاة، ويشير التقرير إلى أن مريض السكر يعانى من مخاطر الإصابة بالجلطات أكثر مرة ونصف من الأشخاص الطبيعيين، كما أن 71% من المرضى مصابون بضغط الدم و33.2% بأمراض الكُلى و19.7% بالفشل الكلوى المزمن و65% لديهم ارتفاع فى مستوى الكوليسترول الضار. أما عن احتمال الوفاة بأمراض شرايين القلب والإصابة بالأزمات القلبية فهى أكثر من 1.7 مرة على التوالى لدى مرضى السكر مقارنة بالأشخاص الطبيعيين كما أن 60% من حالات بتر الأطراف السفلية (غير الناتجة عن الحوادث) تحدث بسبب الإصابة بمرض السكر. فى الختام قدم التقرير مجموعة من التوصيات المهمة للحد من انتشار السكر فى مصر من أهمها زيادة حملات التوعية بين المرضى والأطباء والمسئولين الرسميين بخطورة مرض السكر وزيادة فرص مرضى السكر فى الحصول على الرعاية الطبية اللازمة من خلال متابعة المريض لحالته مع شبكة أطباء الرعاية الأساسية للمرضى والتوسع فى برنامج بطاقة تعريف مرضى السكر وتوفير برامج توفير الدواء بالتعاون بين وزارة الصحة وشركات الأدوية المتخصصة فى هذا المجال. أما ثالث التوصيات التى قدمها التقرير فتتمثل فى زيادة برامج الكشف المبكر عن المرض خاصة فى المناطق الريفية، وأخيراً إقامة مراكز أبحاث مركزية لدراسة السكر فى مصر. وقال الدكتور محمد الضبابى الرئيس التنفيذى لشركة نوڤو نورديسك مصر عن إطلاق تقرير شامل عن مرض السكر فى مصر الذى يخدم بشكل كبير وزارة الصحة وغيرها من الجهات الصحية المسئولة عن علاج السكر فى مصر والتى قدمت مساهمات هامة فى إعداد هذا التقرير الذى يعكس صورة واضحة ومتكاملة عن المرض فى مصر، حيث يأتى هذا التقرير كمحاولة لوضع إطار عام لمرض السكر فى مصر بما يساعدنا على مواجهته بالشكل الأمثل ويُعد التقرير أيضاً مساهمة هامة فى تحديث قاعدة بيانات مرض السكر فى مصر للسير فى الطريق الصحيح والتعامل مع تلك التحديات بأسلوب علمى.