«أوباما الذي تمكن من أن يعتلي عرش العالم وكان حلماً صار حقيقة، ونحن - اليوم - نفتش عن أوباما بمواصفات مصرية ونلتف حوله ومعه نلبس ثوب العز وتاج الملك». والآن والصراع الفكري والعقائدي والسياسي والفلسفي والاذاعي والصحفي على أشده بحثاً عن الاجابة عن ذلك السؤال الحائر الذي بدأ يتردد «علانية» على ألسنة الرأي العام في مصر: من يا ترى سيكون رئيس مصر الخضراء أم «ثوب أخضر» و«فستان أبيض في أبيض» كعروس حلوة الملامح أبدية الجمال على «قنطرة الزمن»؟؟ من هو الآتي «عريساً مقبولاً شكلاً وموضوعاً وعنده كل المؤهلات اللازمة» في أن يقدم لها المهر.. وليكون «سي السيد» حاكماً محترماً مجتهداً صاحب رأي وحكمة، يحب الشعب ويحبه الشعب.. ويدعونا إلى «يوم الفرح»، قامت الثورة الشعبية الكبرى وبدأت تظهر الأسماء واحداً بعد الآخر عارضاً نفسه أمام الرأي العام المصري، منفعلاً وفاعلاً مع الأحداث الجاريات محاولاً بذلك ما أوتي - كل منهم - أن يعرض نفسه أمام الجماهير الظمأى لمعرفة رئيسهم القادم، والحق يقال إن كلاً منهم له جوانبه الايجابية وقدرته على حكم البلد بعد أن مكثت ردحاً من الزمان بعيدة كل البعيد عن حقها في الاختيار، ويبقى الفارس القادم مع الزمن مجهولاً من حيث حسن الاختيار؟؟ الجدير بالتنويه والإشارة أن الانتخابات النيابية التي دارت رحاها في عموم البلاد وكانت بحق وصدق من أروع وأنجح ما تم في تاريخنا المعاصر من انتخابات كشفت عن «مكنون ما في صدور الشعب المصري» الظمآن إلى الحرية الحقة والديمقراطية كما يجب أن تكون، وقد أعلن الشعب حماسه المنقطع النظير في حسن الاختيار وطوابير الناخبين بالملايين توجهوا لإبداء رأيهم - وهي المرة الأولى في تاريخنا المعاصر - لم تعرف نتيجة الاختيار إلا بعد أن تم فرز كل صناديق الانتخاب، بمعنى انتصار حرية الرأي.. لا تزوير.. ولا تزييف.. ولا رشوة ولا شراء للأصوات، وإنما هي الحرية التي غردت معلنة «انتصار عظيم لثورة الشعب المصري، وها هو الشعب قد وضع خطوة علي الطريق المستقيم، وعادت إليه إرادته بعد سنوات وسنوات إثر حكم جائر.. أراد فيه الحاكم المخلوع أن يحكم - حكماً أبدياً وبلا نهاية - وليس هذا فحسب وإنما أن يورث الحكم لابنه وكان الغليان في كل الصدور والشعب يتفرج ويتألم.. وجاءت الثورة العملاقة لتهدم الصرح على بانيه.. وتعلن في بهاء وانتصار عاش الشعب عاش.. الشعب يريد الحرية.. وكانت له على ميعاد.. «عودة الروح». إن كان هذا هو اتجاههم ودائرة فكرهم، إلا أنهم في حماسهم هذا قد نسوا أو تناسوا جميعاً «دور الشعب المصري في الاختيار» نسوا أو تناسوا أن الكلمة الأولى والأخيرة في الاختيار هي للشعب صاحب العصمة وصاحب الكلمة العليا».. «وإذا قالها ابناء الشعب الجميع السمع والطاعة» وهذه حكمة الأيام، وبالمناسبة ان ارادة الشعب المصري - نقولها بكل صدق - قادرة على التمييز والاختيار، وقد صبر سنوات وسنوات على نظام حكم واحد يدور في «فلك محدود» واستنفد كل طاقته العلمية والحياتية وما عاد في جعبته ما يقدمه للشعب، وهكذا تقول الأيام ويؤيدها الواقع «بلسان صدق مبين» ومن هنا بدأت المشاعر الوطنية - اليوم - تقود معركة الاختيار ومعركة الشعب ضد «الجمود» وضد «الاحتكار» والمناداة: بتعديل الدستور - وفك السلاسل والقيود من القوانين سيئة السمعة والانتهاء من فرض قانون الطوارئ وطمس مشروع قانون الارهاب، لأن الشعب المصري - بحكم الفطرة - وعوامل الحضارة التي تحرك وجوده، أصبح قادراً قدرة منقطعة النظير على «حسن الاختيار» وهذا موعده وهذا يومه، وهذه ثورته الكبرى خير برهان على ما نقول. ونقولها مثنى وثلاث ورباع: «في حب مصر فليتنافس المتنافسون» حب نابع من القلب والعقل والضمير، وصدى لكفاح السنين: «نموت نموت وتحيا مصرنا هكذا علموني منذ كنت وليداً». ويظل السؤال المطروح، بعيداً عن المتنافسين على «كرسي الرئاسة» وذات مرة تساءلنا عند «فاتح الفنجان وقارئ الكف: من سيكون رئيس مصر بدءاً من مولد عام 2012» أليس في الامكان، وليس ذلك ببعيد أن يأتي من وراء الغيب فارس آت مع الفجر الوليد الذي بدأ يطل على ضفاف النيل فيملأها عشقاً وحباً وحياة بل وأملاً في هذه الحياة.. صوت التجديد، صوت آت من بعيد.. بعيد مكانه خريطة مرسومة على شغاف القلوب، ومصر تهيئ له يوم النصر المبين، فارس قادم سوف يرتضيه الشعب ويتواكب حول موكبه.. وتعود بنا الرؤى الصادقة الى حكاية رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية - إذ أنه: «من كان يفكر أن شاباً أسود من قلب القارة السمراء سوف يتربع علي عرش الدنيا، ظهر لهم من وراء الغيب، وكانت بلاغته وخطابته التي سحرت العقول قد أهلته لينتصر في معركة شرسة قادها باقتدار.. وانتصر انتصاراً تاريخياً وغير مسبوق. ونحن الآن نشتاق الى تجربة رائدة، تقدم الأمة فيها - من يمشي على ذات الدرب، «أوباما المصري» معجوناً بتراب مصر، عاش في أزقتها وحواريها ومقاهيها ونواديها وأفراحها وأحزانها.. ويقف في أكبر الميادين.. هنا في القاهرة أم في الاسكندرية أم في بورسعيد أم في الأقصر وأسوان.. ينادي برسالته وعنوانها: التغيير.. التغيير.. التطور.. التطور.. وهو سنة الحياة.. في انتظار أوباما المصري.. تعالوا معاً نحلم بمجيئه.. فإن الليل قد بدأ يلملم أثوابه.. ودقات الفجر الوليد بدأت أشعتها في سماء الوجود، ومن جانبي سأعطيه صوتي: من أجل إعلاء صوت الحق والعدل والقانون وإعادة الديمقراطية الحقة وتداول السلطة وقد عادت من غربتها التي طالت وطال معها شوقنا والحنين. وأصبح - الآن - الطريق ممهداً لحسن الاختيار، خاصة عرف الشعب طريقه، واسترد حريته في الاختيار وحطم قيوده، وحقاً وصدقاً كما قالها الشاعر التونسي في فم الدنيا: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابديل لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر وبكل فخار أراد الشعب المصري الحياة، فاستجاب له القدر.. وكان رحيماً.. حكيماً.. ومرحباً بالفجر الوليد.. ومرحباً ومليون مرحباً ذلك الرئيس القادم يحمل شعلة الحرية والأماني البيضاء.. الدكتور محمود السقا