أثار خبر نشرته " بوابة الوفد " عن احتفال أمازيغ مصر برأس السنة الأمازيغية يوم 12 يناير الجارى بواحة سيوة انتباه كثيرين خاصة ممن لا يعرفون شيئا عن أمازيغ مصر ، وأرسلوا يستفسرون عن أمازيغ مصر وماذا تعنى رأس السنة الأمازيغية ؟ . ما لا يعرفه كثيرون أن الأمازيغ يعدون جزء من الثقافة المصرية بل وشاركوا فى كتابة دستور مصر الحالى ، وتلخصت مطالبهم فى الحفاظ على المكون الثقافى الأمازيغى من الاندثار كأحد مكونات الثقافة المصرية. نبدأ من التسمية .. لم يسمع الابن الشجاع المغامر كلام أبيه عندما عزم على الرحيل، ولم تفلح نصائح الأب لابنه وهو يحذره قائلا أن السير في الصحراء مهلكة وسوف تزيغ عن الطريق.. فيرد الابن وهو ممتلئ ثقة ( لامازيغ ) يا أبتي أنني أعرف الطريق فتناقلتها الألسن عن الابن "لا مازيغ.. لا مازيغ، ونجا الابن وتزوج فأصبحت ذريته تكنى ب "لا مازيغ.. لا مازيغ " تلك قصص الأجداد عن تسمية الأمازيغ. يستوطن المصريون من أصول أمازيغية الصعيد والإسكندرية أما المتحدثون منهم بالأمازيغية فيستوطنون واحة سيوة معقل الثقافة الأمازيغية ويبلغ عددهم حوالى 30 ألف نسمة. والأمازيغ هم ما أطلق عليهم البربر الذين تحدث عنهم ابن خلدون والذين فتحوا الأندلس مع طارق بن زياد والذين كانوا جزءا من السيرة الهلالية . يختلف دارسو الأنثروبولوجيا فيما بينهم حول أصولهم ما بين آراء ترجح الأصول الإغريقية للأمازيغ وأخرى يرجعهم للسلالة الهندأوروبية. بينما يوجد رأى يقول بالأصل المزدوج للبربر، ومع ذلك فإن معظم الدراسات ترجح الأصل الأفريقي للأمازيغ ، وتتوقف صفحات التاريخ عند البربر فى مناسبة مهمة وهو أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا فى معظمهم أمازيغ بقيادة طارق بن زياد وهناك حدث آخر هوقيام دولة الفاطميين فى المغرب بمساندة واحدة من أهم قبائل البربر وهى قبيلة كتامة . وعندما اعتنق الأمازيغ الإسلام جاء من بينهم شخصيات مهمة فى تاريخ الحضارة الإسلامية منهم يحيي بن كثير الذي نشر المذهب المالكى فى الأندلس والمخترع عباس بن فرناس صاحب أول محاولة للطيران فى التاريخ وقد أتى الفاطميون إلى مصر بجموع كبيرة من قبائل البربر خصوصا من قبيلة كتامة التى ساندت الفاطميين فى تأسيس دولتهم فكان منهم الأعيان فى تلك الدولة وكان لهؤلاء البربر فى مصر حارة خاصة بسكنهم عرفت باسم "حارة كتامة" . كماجاءت قبائل أمازيغية أخرى مع كتامة. منها قبيلة زويلة وأطلق اسمها على إحدي بوابات القاهرة الفاطمية المعروفة الآن بباب زويلة. وقبيلة شعرية التي أطلق اسمها على بوابة أخرى للقاهرة والمعروفة الآن بباب الشعرية. وهناك قائد أمازيغي اسمه سعادة أطلق اسمه على منطقة بالجمالية اسمها درب سعادة. ومن أشهر القبائل الأمازيغية التي جاءت إلى مصر في هذا العصر قبيلة هوارة. الذين سكنوا صعيد مصر. وعندما جاء الأمازيع إلى مصر سكنوا أرض الصعيد وتحديدا في جرجا وقنا وعملوا بالزراعة وأصبحوا من أغنى القبائل ويقال إن قبائل الهوارة لها أصول أمازيغية. كما تم تسمية بعض الحارات والأحياء في مصر بأسماء قادة الأمازيغ ومنهم "باب الشعرية" و" باب زويلة" و"سيدي براني" و"درب سعادة". وعن طقوس الاحتفال في أعياد الأمازيغ وخاصة عيد رأس السنة الأمازيغية ؛ يجتمع الأمازيغ عادة على العشاء ليلة العيد، والذي يتكون من الكسكسي بالخضراوات، والدجاج، والفاكهة، واللبن، كما يشعلون الشموع؛ التي ترمز في الثقافة الأمازيغية إلى النور والأمل. أما يوم العيد فيحتفلون به بارتداء الملابس الجديدة، والخروج للتنزه، والاستماع إلى الأغنيات الأمازيغية.، ويعد هذا العيد من أشهر أعياد الأمازيغ القومية على الإطلاق. إلا أن التقويم الأمازيغى يدلنا على أن وجود الأمازيغ فى مصر يعود إلى أبعد من ذلك بقرون ، فرأس السنة الأمازيغية يوافق يوم الثانى عشر من يناير وهو اليوم الذي هزم فيه شيشنق جيوش الفرعون المصرى ليكون أحد أهم حكام الأسرة الثانية والعشرين التى حكمت مصر،وشيشنق الذي عرف بعدة أسماء منها حورس والنسرالذهبي والفرعون الفضى ،هو من البربر وتحديدا قبيلة المشواش - توجد حاليا فى ليبيا -، والبربر يحتفلون بهذا اليوم لهذا السبب وإن كان بعض المؤرخين يشكك فى هذا التفسير ويرون أن التقويم الأمازيغى قد يعود إلى آلاف السنين ومع هذا فإن الأمازيغ يعتقدون أن عام 950 ق. م هو بداية التقويم الأمازيغي ويتكون من اثنى عشر شهرا : يناي – خبراير – ماغريس – ايقرير – ماقو – يونيو – يوليوز – عشت – شوتنمبر – توبر – دونبر – دوجنر . ويبلغ تعداد الأمازيغ فى كل دول العالم حاليا حوالي 40 مليون نسمة ، منهم حوالي 35 مليونا فى موطنهم الأصلي شمال أفريقيا والذي يطلقون عليه "تمازغا" وحوالي 5 ملايين موزعين على دول المهجر وعدة آلاف متناثرين فى الأمريكتين الشمالية والجنوبية واسرائيل أما أمازيغ مصر فالممثل الرسمى لهم هى أمانى الوشاحى نائب رئيس منظمة الكونجريس العالمى الأمازيغى فى مصر، وهى فى الأصل من مواليد مدينة بورسعيد من اب مغربى وأم نصف أمازيغية ونصف مصرية من أمازيغ الريف وتحديدا من قبيلة آيت شيشار. قامت أمانى الوشاحى فى يوليو 2010 بتأسيس "الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ"، والتي تعد أول كيان في مصر يعمل من أجل الأمازيغية، وفي يونيو 2013 أسست "مركز ميزران للثقافات المحلية"، وهو أول مركز من نوعه في مصر والشرق الأوسط، فهو يعمل من أجل الحفاظ على الثقافات المحلية باعتبارها جزءًا من الثقافة المصرية مثل: (الأمازيغية – النوبية – القبطية – الكوردية – الأرمنية – البجاوية)