قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن العام الماضي شهد ارتفاعًا في عدد الهجمات الإلكترونية الخطرة التي استهدفت الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوتر بين أوروبا وروسيا التي تتهمها واشنطن بعمليات قرصنة هدفت إلى التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن المفوضية الأوروبية تعرضت لأكثر من 110 محاولات اختراق إلكتروني في 2016، بارتفاع نحو 20% عن العام الماضي. وأشارت إلى أن بروكسل رصدت في شهر نوفمبر الماضي أكبر موجة هجوم إلكتروني، الأمر الذي عزز المخاوف من احتمال إقدام روسيا على شن هجمات إلكترونية في فرنسا وألمانيا في محاولة للتأثير على الانتخابات في هذين البلدين. تأتي هذه المخاوف بعد تأكيد وكالات المخابرات الأمريكية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أصدر توجيهات بشن حملة إلكترونية لمساعدة فرص نجاح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية من خلال تشويه صورة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. والأحد، قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان، إن الأنظمة الأمنية الفرنسية أحبطت 24 ألف هجوم معلوماتي خارجي استهدفت أجهزة الدفاع خلال سنة 2016، مؤكدًا، في الوقت نفسه، أن الجيش الفرنسي سيعزز موارده للتصدي لهذه الهجمات. وردًا على سؤال ل"لو جورنال دو ديمانش" عما إذا كانت فرنسا بمنأى من مثل هذه الهجمات، قال لو دريان "بالطبع لا ينبغي أن نفكر بسذاجة. لا يمكن استبعاد أن تسعى عمليات من طبيعة تلك التي تم رصدها في الولاياتالمتحدة إلى بلبلة الانتخابات الفرنسية". وستنظم فرنسا انتخابات رئاسية في أبريل ومايو 2017، وأعرب المرشح المحافظ البارز، فرانسوا فيون، إنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا وأشاد به بوتين، الذي يحظى أيضًا بتأييد من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان الساعية بدورها لتحسين العلاقات مع موسكو. وتوترت العلاقات بين أوروبا، خصوصًا فرنسا وألمانيا، وروسيا بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، وبسبب دور موسكو في الحرب في سوريا التي أسفرت منذ 2011 عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد الملايين. وقال لو دريان إنه لو كان قد تم التلاعب فعلًا في الانتخابات الأمريكية، فإن ذلك سيعد تدخلًا غير مقبول لأن استهداف النظام الانتخابي لبلد يعني مهاجمة مؤسساته الديمقراطية وسيادته، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة "بحثت الموضوع لاستخلاص الدروس من أجل المستقبل". وتعرضت "محطة تي في 5 موند" التلفزيونية الفرنسية لهجمات إلكترونية عام 2015، قبل أن تتحدث مصادر قضائية عن أن متسللين روسًا لهم صلة بالكرملين (الرئاسة الروسية) ربما هم المسئولون عن هذا الاختراق الذي أدى إلى وقف بث المحطة لوقت وجيز.