حمل حقائبه منذ أكثر من 14 عامًا، قاصدًا بلاد الأزوري، بحثًا عن حلم طال انتظاره لسنوات طويلة، وأمل ظل يداعب مخيلته، منتظرًا اللحظة التى يجد فيها ضالته.. سفير التحكيم المصرى بإيطاليا، الحكم محمد عطا الله، الذى يلقبه الإيطاليون ب«الظاهرة». ينتمى الحكم المصرى المولود بمحافظة القليوبية، لعائلة تحكيمية، تضم 5 حكام، أشهرهم منى عطا الله، المُحكمة الدولية، وعمل قبل سفره إلى العاصمة الإيطالية روما، وعمره 25 عامًا، حكمًا مساعدًا فى دورى الدرجة الثانية بمصر. يقول «عطا الله»: «بعدما سافرت روما، اشتغلت مع خالى فترة فى مجال الرخام، وبعدها اشتغلت فى حاجات تانية كتير، لكن حلم التحكيم فضل جوايا، وطبعًا أكبر عائق ليا كان موضوع اللغة، علشان كده قررت اتعلمها، وفعلا قدرت أحقق ده فى وقت قياسي». ويكمل: «بالصدفة كنت راكب المترو، ولقيت بنت إيطالية بتقرأ كتاب عن التحكيم، ولما سألتها عن الكتاب، اكتشفت أنها مُحكمة كرة قدم، فطلبت منها عنوان لجنة الحكام، فساعدتنى فى الوصول للمقر، ولما وصلت عرفتهم بنفسي، فطلبوا منى شهادة تثبت انى كنت حكم فى مصر، وبالفعل قدمتها، فوافقوا على اعتمادى حكم راية». «حسيت بالفخر لما شاركت فى ماتش باليرمو وميلان على استاد باليرمو، كحكم مساعد، لأنه نفس المكان اللى شهد مباراة مصر مع هولندا، بكأس العالم، فى اللقاء اللى انتهى بالتعادل الايجابي، بعد هدف مجدى عبد الغني».. هذا ما أكده «عطا الله»، مضيفًا: «أول ما نزلت أرض الملعب، افتكرت جملة الكابتن محمود بكر، وتنزل عدالة السماء على استاد باليرمو، ساعتها دموعى نزلت مني، وعلى الرغم من انى حكمت مبارايات مهمة، زى روما ولاتسيو، لكن الماتش ده هايفضل الأهم فى مشواري». عدد كبير من الفرق شارك «عطا الله» فى التحكيم لها كحكم مساعد، منها: «روما، لاتسيو، بيسكارا، كومو، ليتشي، فيورنتينا،...». يرى «عطا الله» أن التحكيم فى مصر مازال يحتاج مزيدًا من الوقت حتى يستطيع أن يواكب نظيره فى إيطاليا: «منظومة التحكيم هى السبب الرئيسى لما وصل له مستوى الحكام، فالحكم يحتاج إلى التدريب بشكل يومى لأن المستوى الفنى العالى بدون لياقة بدنية مش كفاية، وطبعًا ده مابيحصلش، وكمان المقابل المادي ضعيف جدا، فى الوقت اللى بيصل فيه أجر الحكم فى الدورى الإيطالى ل5 آلاف يورو فى المباراة». أما عن أهم المواقف التى أثرت فى مسيرته مع التحكيم: «زمان وأنا فى مصر كان فى مكان مشهور بقهوة الحُكام فى العباسية، وعلشان الحكم ياخد ماتشات، كان لازم يروح القهوة دى ويتحايل ويتودد على الكُبار، وبجد كنت باشوف إن ده إهانة كبيرة لينا، ومن وقتها قررت إن لازم أمشي». «احنا عاملين شغل جامد والحُكام الشباب زى الفل» كان رد الكابتن عصام عبد الفتاح، عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة، على محمد عطا الله، عندما عرض عليه فى مكالمة تليفونية، أن يحضر له خطة التحكيم السرية الخاصة بالدورى الايطالي، وهو ما اعتبره الحكم الشاب بمثابة رفض لعرضه. وحول سمعة الحُكام المصريين فى بلاد الأزورى يقول:« الطليان مايعرفوش حاجة عن الحُكام المصريين، حتى الكابتن جمال الغندور اللى شارك فى كأس العالم، مش معروف هناك، لكن الحمد لله قدرت أحقق جزء من النجاح اللى يرضينى كمصرى وحسيت بالفخر لما طلبت منى جريدة لاجازيتا ديللو سبورت إجراء حوار صحفي».