سادت حالة من الاضطراب والتخبط لدى الفلاح المصرى عقب تطبيق نظام كارت البنزين الذكي،ما بين أنه قرار صائب من ناحية وقرار فاشل يضره من ناحية أخرى. في هذا الصدد أجمع عدد من الفلاحين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أنهم يؤيدون التكنولوجيا ومع أي قرار يهتم بمصلحة الفلاح ويقدم له يد العون، ولكن نظام الكارت الذكي حتى الآن غير موضح لهم مدى الفائدة العائدة عليهم من تطبيقه. ومن جانبه، قال مجدي أبو العلا، نقيب الفلاحين بمحافظة الجيزة، إن نظام الكارت الذكي غير موضح مدى نفعه للفلاح أو الضرر منه حتى الآن، فهو لا يحقق للفلاح أي انخفاض في الأسعار، ولكن سيتضح ذلك وقت الأزمات التى تصيب المواد البترولية من نقص أو ارتفاع الأسعار، متسائلاً: "هل وقت الأزمات يستطيع الفلاح صرف السولار للماكينات الزراعية التي تمكنه من زراعة أرضه". وواصل حديثه قائلاً: "المفروض مفيش حاجة تغلى على الفلاح ولكن حدث العكس لذا لا بد من توافر السولار بالسعر المناسب له فهناك مادة بالدستور تنص على شراء المحاصيل من الفلاح وتوفير مستلزمات الانتاج له كالماكينات والسولار والسماد والبذور والمبيدات الأمنة علشان كده لازم أي قرار جديد يوضح فائدته للفلاح". وأوضح نقيب الفلاحين بمحافظة الجيزة، أنه مقتنع من وجهة نظره بالكارت الذكي باعتباره شيئا منظما ومتطورا، فضلاً عن انشاء البطاقة الخاصة بالحيازة الزراعية بشكل الكترونياً، وجميعها وسائل ستحد من التزوير بشكل كبير، وتكون مصدر أمان للفلاح ولكن حتى تكون كذلك لا بد أن تكون درع الفلاح وقت الأزمات. وأوضح أنهم لم يعرفوا نظام استخدام الكارت الذكي للفلاح حتى الآن، لعدم حصولهم على المنشور الخاص به واستخداماته وهل سيحدد عدد الماكينات الخاصة بكل فلاح ونسب معينة لكل فلاح أم لا، منوهاً بأنه لو تم تحديد حصة معينة لكل فلاح سيوقع ضررعليه، لأنه في بعض الأحيان تتلف الماكينات وتسرب السولار، وبالتالي لو حدث مشكلة في الجرار على سبيل المثال لا يستطيع شراء غيره، لذا لا بد من توضيح فائدة الكارت الذكي للفلاح وقدرته على اسعافه في الاوقات الحرجة. وأضاف سامي سيد، احد فلاحي منطقة شبرامنت بالجيزة، أنه على علم بالكارت الذكي وانه سوف يتم تطبيقه على الفلاحين ولكن بدون أي تفاصيل، بجانب عدم وضوح طريقة استخدامه وفائدته للفلاح. وأكد "سيد" أن الكارت الذكي لو حدد حصة معينة للسولار "هتخلق مشكلة كبيرة"، قائلاً: "لو الزرع احتاج مية تاني لازم اسقيه واكفي احتياجاته، وبالتالي هستخدم ماكينة روي الأرض والتي ستحتاج سولار مرة أخرى وساعتها هيكون في مشكلة، لكن لو محددش نسبة السولار هقدر اسقي الارض واديها حقها والفائض هيكفي الماكينة لتاني يوم". بينما قال فريد واصل النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين، انه يشجع التكنولوجيا والتطور ولكن توقيت تطبيق نظام الكارت الذكي خاطئ، وسيكلف الدولة مليار الجنيهات، واعتبره مشروع سياسي فقط، مشدداً أنه كان لا بد من توضيح الدعم والفائدة العائدة على الفلاح من الكارت الذكي ثم يطبقوه عى الفلاحين. وتابع "واصل" قائلا إن الكارت الذكي هدفه دعم الفلاح بصورة كبيرة، متسائلاً: "المفروض أنه معمول لدعم الفلاح وهو فين اصلا دعم الفلاح في أي حاجة، فين الدعم اصلا من البداية سواء التأمين الصحي للفلاح الذي لم يطبق بعد منذ عام 2014، وليس له معاش وحقوقه مهدرة، وعدم دعمه باعتباره فئة مهمة ويجب مراعاتها خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وفين وجه الاستفادة منه محدش وضحلنا حاجة". واستنكر النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين، من عدم توافر آليات شبكة موحدة للجمعيات الزراعية علشان يستطيع الفلاح أن يتعامل مع الكارت الذكي، صعب تنفيذه الفلاح عليه اعباء كثيرة ولا يحتاج أي عبء جديد خاصة وأن الدولة لا تقدم دعم واضح للفلاح.