دخلت الدكتورة فايزة أبوالنجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولى، على الخط مع الإعلاميين فى مجلس الوزراء، وصارت متحدثة رسمية نيابة عن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، ولا أعنى بعبارة متحدثة رسمية أن قراراً صدر بهذا الشأن ولكن يمكن أن تكون ثقة من «الجنزورى» فى «أبوالنجا»، هذه الثقة عمرها طويل وبحكم خبرة «أبوالنجا»، ودقتها فى إعلان المعلومة، وقد يكون لرضاء الصحفيين والإعلاميين عن التواجد اليومى للوزيرة بينهم، وإجاباتها عن كل الأسئلة مهما كانت محرجة وحساسة، وقد تكون مرحلة جس نبض للعلاقة الجديدة بين الإعلام و«الجنزورى» وقد تكون هناك أشياء أخرى خافية عن المشهد. ومهما يكن من أمر، فإن الخطاب الإعلامى لحكومة الجنزورى يعبر نحو الأفضل من وجهة نظرى وأعتقد أن أغلب الصحفيين راضون عن الأداء الإعلامى ل«الجنزورى»، حيث صمم رئيس الوزراء على التواجد بنفسه بين أجهزة الإعلام المختلفة طوال فترة التشكيل الوزارى التى امتدت أسبوعين وفى الأيام ذاتها تحدث إلينا «الجنزورى»، وصرح أكثر من 6 مرات فى يوم واحد، وهذا رقم قياسى أسعدنا نحن محررى مجلس الوزراء، ولم نر ذلك من قبل، وكانت سعادتنا، أن جرائدنا اطمأنت يومياً على المانشيت مبكراً، بسبب كثرة المعلومات الواردة من مجلس الوزراء ونأمل أن يستمر ذلك. تواصل التجاوب الإعلامى لرئيس الوزراء الجديد حتى انتقل إلى المقر المؤقت الثانى، فى هيئة الاستثمار بدلاً من المقر المؤقت الأول وزارة التخطيط، ولأن المكانين قريبان، ويقعان فى شارع واحد، وفى الصف نفسه، فإن «الجنزورى» فضل الاستثمار رغم انتقال المظاهرات الفئوية، والاعتصامات من التخطيط إلى الاستثمار، وكأن لسان حال المتظاهرين يقول ل«الجنزورى»: «مش هانسيبك» و«وراك وراك»، ورغم كل ذلك لم تتأثر أجندة العمل، وواصل رئيس الحكومة نشاطه بكل همة، باعتبار أن حكومته، حكومة إنقاذ وطنى بمعنى الكلمة، لذلك فلا راحة، حتى أيام الجمع والعطلات، وحتى مع حلول الليل، هذا الرجل رئيس الوزراء يطلب فقط منحه فرصة لكى يواصل عملية «الإنقاذ» ونتمنى له التوفيق. حتى هذه اللحظة، لا ندرى ماذا يفكر «الجنزورى» تجاه وسائل الإعلام، وخصوصاً الصحافة، انتظم الرجل فى عقد مؤتمر أو اثنين فى الأسبوع بنفسه، وترك باقى الأيام للدكتورة «فايزة» وبعض الوزراء، حسب الحضور، وحسب نوع اللجنة، وحسب الاختيار من بين الوزراء، ونحن لا ندرى من يختار الوزراء المرشحون للحديث إلى الإعلام هل «الجنزورى» أم «أبوالنجا»، وهذا يدفعنا إلى التساؤل: هل يمكن إشراك الصحفيين فى الاختيار، لو حدث ذلك لكان أمراً جيداً. التحرك بإيجابية نحو إيجاد علاقة جديدة مع وسائل الإعلام تقوم على الاحترام والثقة، وتقدير ظروف الإعلاميين فى سرعة الحصول على المعلومة غير المنقوصة، فى الوقت المناسب قبل بدء ماكينات الطباعة من التحرك لإصدار الطبعة الأولى كل ذلك يسير بخطى مقبولة، وكل ما نريده من «الجنزورى» وحكومته أن يدرك ما عانيناه طوال السنوات العشر الماضية، وتحديداً منذ عهد حكومة عاطف عبيد، حيث منعنا من الحصول على المعلومة، والتحرى عن أى معلومة نريد التأكد منها، كما حرمنا من وجود خطاب إعلامى منسق مع رئيس الحكومة ووزرائه، وتبين لنا أن عصر «عبيد» كان أفضل من «نظيف»، وعصر «نظيف» كان أفضل بكثير من عصر «شرف» لدرجة أنه تأكد لنا أن العجلة تسير نحو الأسوأ، فلا خطاب إعلامى، ولا معلومات نحصل عليها من المتحدث الرسمى المعين، وليس له أدنى علاقة بالإعلام كما حدث فى عصر «شرف». لو أصدر الدكتور «الجنزورى» قراراً ينهى رحلة عذاب الصحفيين فى مجلس الوزراء، لكان خيراً ولو قرر استمرار تكليف «أبوالنجا» للتحدث باسم الحكومة، فلا اعتراض على ذلك، المهم أن نحصل على المعلومة بسهولة، و،نقابل أى وزير لمواجهته بالأسئلة فى أى وقت مناسب له ولنا، ولو أصدر «الجنزورى» قرارات تتعلق بإعادة تشكيل المكتب الإعلامى، لكان شيئاً جيداً، المهم أن يعلم رئيس الوزراء أن هدفنا المعلومة، وبسرعة، هذا لصالح الحكومة، ولصالح مصر، ولصالح الوطن، وفى النهاية أقول إن ما أضاع حكومة «شرف» هو محاربتها أجهزة الإعلام، ونتج عن ذلك عدم وصول أى نشاط للحكومة إلى الرأى العام، وهذا عجل بالرحيل.. وأعتقد أن «الجنزورى» فهم المسألة وتعامل معها بذكاء وحكمة وخبرة.