أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ثوابت سياسة مصر الخارجية، تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، أو التآمر ضدها، مشيراً إلى حرصها على تكثيف التنسيق والتشاور مع جيبوتي؛ إزاء التحديات القائمة بمنطقتي البحر الأحمر والقرن الإفريقي. جاء ذلك، خلال استقباله، إسماعيل عُمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي- اليوم الإثنين- بقصر الاتحادية الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الجيبوتي، أعقبها جلسة أخرى موسعة ضمت وفدي البلدين. وأوضح أن رئيس الجمهورية استهل المباحثات بالترحيب بالرئيس "إسماعيل عمر جيلة" والوفد المرافق له، مُعرباً عن تقدير مصر لمواقف جيبوتي الداعمة لها في إطار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في أعقاب ثورة 30 يونيو، وما عكسته من قوة وعُمق العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين. كما أكد حرص مصر على تعزيز التعاون مع جيبوتي في مختلف المجالات، وخاصة في القطاع الاقتصادي والتجاري. وأشار الرئيس إلي استمرار مصر في دعم جيبوتي في المجالات التنموية وبناء القدرات من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وحرصها على تلبية احتياجات أبناء جيبوتي التنموية. وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس جيبوتي "إسماعيل عُمر جيلة" أعرب من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً على ما يجمع بين البلدين الشقيقين من تعاون وثيق وعلاقات تاريخية، ومشيداً بوقوف مصر إلى جانب بلده منذ استقلالها. ورحب الرئيس إسماعيل عمر جيلة بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري، منوهاً إلى إمكانية الاستفادة من موقع جيبوتي لتكون قاعدة انطلاق للمنتجات المصرية إلى منطقتي القرن الإفريقي وشرق أفريقيا. وعبَّر رئيس جيبوتي عن ضرورة تعزيز التعاون بين هيئتي موانئ جيبوتي وقناة السويس؛ وذلك لتعظيم الاستفادة من الممر التجاري الذي يربط بين ميناء جيبوتي وقناة السويس عبر البحر الأحمر. وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات شهدت تباحثاً حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث تم التطرق إلى الوضع في منطقة القرن الأفريقي، واليمن، وحالة السلم والأمن في أفريقيا وما تشهده من تحديات نتيجة تعدد الأزمات بالقارة وتزايد مخاطر الإرهاب، فضلاً عن الإعداد لقمة الاتحاد الأفريقي المُقبلة المقرر عقدها في شهر يناير 2017. وشهد الرئيسان- عقب انتهاء المباحثات- مراسم التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات "الاقتصاد، والتجارة، والصحة والدواء، والتعليم الفني، واستيراد وتصدير اللحوم، والاشتراك في المعارض والأسواق الدولية"، بالإضافة إلى التعاون بين هيئتي قناة السويس والموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي. ثم عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً.