نظمت وزارة الاوقاف إحتفالية الليلة المحمدية لإحياء المولد النبوى بمسجد التقوى بالمقطم، بحضور عدد من قيادات حزب الوفد بينهم المستشار ياسر الهضيبى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وبمشاركة النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، والنائب الوفدى محمد إسماعيل ، واللواء محمد الفولي وعدد من أئمة الأوقاف على رأسهم الشيخ عبدالرحمن أبوالعينين مدير إدارة أوقاف المقطم والشيخ أحمد لطفي أمام مسجد التقوى، وعدد من الأخوة الأقباط على رأسهم القس باسيليوس جرجس ممثل كنيسة العذراء مريم بالمقطم. بدأ الحفل بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء، تلاها قراءة آيات من الذكر الحكيم، بعدها قدم الشيخ عبد الرحمن أبو العينين كلمة تحدث فيها عن أخلاق النبى محمد، داعيًا الحضور بالاقتداء بأفعال وأخلاق الرسول الكريم فى كل أمور الحياة. وحرص القس «باسيليوس جرجس»، مُمثل كنيسة العذراء مريم بالمقطم، على الجلوس بجوار الشيخ عبدالرحمن أبو العينين، مُدير أوقاف المقطم، على طاولة واحدة، في مشهد يعكس مدى التماسك والوحدة الوطنية فى مصر، كرسالة قوية لمُحاولة إثارة الفتنة الطائفية في البلاد. وشهدت قاعة الحفل جلوس أبناء منطقة المُقطم سويًا على مائدة واحدة مُسلمين ومسيحيين، فى أجواء تملؤها البهجة والسعادة. كما شهدت الاحتفالية وقوف الحضور دقيقة حدادا على ارواح ضحايا الحادث الارهابى الذى وقع صباح يوم الاحد الماضى بالكنيسة البطرسية وراح ضحيته 25 شهيدا واصابة 50 اخرين. وقال المستشار ياسر الهضيبى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الإحتفال جاء فى توقيت مناسب نظرا لأنه إحياء لمولد الرسول الكريم، فضلا عن أنه جمع الأخوة الأقباط مع الأخوة المسلمين فى ظاهرة لم تحدث من قبل فى إحتفالات المولد النبوى. أضاف فى تصريحات ل «الوفد» أن الحفل جمع كوكبه من أعضاء مجلس النواب، وبحضور وكيل المجلس وحرص حزب الوفد بيت الأمة على المشاركة. وتابع قائلا إن بوجود الرسول انتقل العالم والإنسانية من عبادة الوثانية إلى عبادة الخالق، وبالتالى آمنوا بعد خوف وأصبحوا أمام العالم فى سكينة وأمان بمولد النبى محمد فهو أعظم من خلق الله. وأوضح قائلا: "نتمنى أن يقتضى المصريين برحمة رسول الله وتسامح رسول الله، للتسامح فيما بينهم والتراحم فيما بينهم لبناء هذة البلد ووضعها على خريطة التنمية الصناعية والزراعية والإجتماعية"، مضيفا أن مصر ستظل سندا لأهلها لأنها محميه بالله سبحانه وتعالى. وأكد أن ظهور الإخوة الأقباط فى إحتفال اليوم له معنيان، الأول اننا نسيج واحد ولا توجد أى أمور نفسية داخل الأخوة الأقباط وخاصة بعد الحادث الإرهابى الذى طال الكنيسة، مقدما لهم التحية على حضورهم، وأقول لهم أنتم برهمتم للمرة الألف على وطنيتكم ولا أحد يستطع المزايدة عليكم، دعيا الله أن يرحم موتاهم وموتا المسلمين، أما الرسالة الثانية فهى حرصهم على المشاركة فى إحتفالية لرسول غير رسولهم، رافعين شعار الدين لله والوطن للجميع. ووجه الهضيبى، رسالة للمسلمين بأهمية مشاركة الأخوة الأقباط فى أعيادهم والتى ستحل علينا خلال الفترة القليلة المقبلة ومعاملتهم المعاملة الواجبة كأبناء وطن واحد، وذلك لتوفيت الفرصة على المتأمرين لأن الخطر الوحيد على مصر هو الفتنة الطائفية. وعن مشاركة حزب الوفد، قال عضو الهيئة العليا للحزب، إن الوفد هو بيت الأمة فهو من حارب الإستعمار وبقيادة فؤاد باشا سراج الدين كان حزب الوطنية والكرامة، خاصة أنه أول من رفع شعار «الهلال مع الصليب»، مؤكدا أن إتحاد المسلمين والمسيحين فى حكومات الوفد كانت هى أكبر إتحاد والذى كان له أثر فى تماسك النسيج الوطنى حتى الان. وقدم النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، التهنئة للمصريين بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، وقال كل عام وانتم بخير، مؤكدا أنه كان حريص على التواجد فى هذة المناسبة لمشاركة أهل منطقة المقطم. وأضاف، أن اللافت فى هذة المناسبة مشاركة الأخوة الأقباط فى هذا الحفل مشيرا إلى أنها لافتة طيبة بتواجدهم اليوم بجوار الاخوة المسلمين ما يعكس مدى تماسك أبناء الوطن الواحد. وأكد وهدان، أن مشاركة الأخوة الأقباط اليوم له طعم خاص، خاصة بعد الحادث الإرهابى الأخير الذى حاول التاثير على النسيج الوطنى، لافت إلى أن ذلك يعنى بإن الشعب المصرى عاصى على أى محاولة تخريبية، الشعب المصرى واعى للحرب التى تحاول هدم الدول، ولن تؤثر عليه الشائعات فهو يقوى ويزداد عزيمة بعد الضربات التى يواجهها ونتمنى أن يرى العالم هذة النماذج الطيبة. وقال الشيخ عبد الرحمن أبو العينين مدير إدارة أوقاف المقطم، إن الليلة المحمدية التى نظمتها وزارة الأوقاف لإحياء ذكرى المولد النبوى الشريف جاءت للتذكير بمولد سيد الخلق، مؤكدا أن الإحتفال بمولد الرسول محمد ممتد طوال شهر ربيع الأول. أضاف فى تصريحات ل «الوفد»، أن الحفل سيشهد خطبة للحديث عن أخلاق النبى وتسامحه وكيفية ربطه أفراد الأمة بعضهم البعض كما جاء فى الحديث النبوى، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضا ويشبك بين اصابعه". وأكد، على أهمية تذكير الحاضرين ما كان عليه النبى محمد ومدى حرصه على معاملة جميع أفراد الأمة بطريقة حسنة بعض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو دينهم، مما شكل عاملا هاما فى بقاء الأمة حتى الوقت الحاضر وإلى قيام الساعة وإن واجهتها بعض الصعاب. وقال الشيخ أحمد لطفى إمام مسجد التقوى بالمقطم خلال كملته، إن حفل اليوم جاء لإحياء سنة وأخلاق ومحبة النبى محمد التى من أجلها، وأرسل المولى عز وجل جميع الرسل والأنبياء لينشروا الأخلاق والمحبة وكل ما يفيد البشرية. وكشف الشيخ أنس حجازى أستاذ المقامات الشرقية والمنشد الدينى، أن فريقه الإنشادى سيحيى الحفل بعدد من الاناشيد الدينية منها "مديح أشرقت أنوار نبينا، إنشودة المسك فاح، قصائد المولد النبوى من البردة الشريفة، ،مولاى صلى وسلم، انت فينا، طلع البدر علينا".