من تفجير بالقرب من مسجد في الهرم إلى تفجير الكنيسة البطرسية.. ظل الإرهاب يثبت أنه لا دين له ولا وطن، فبعد يوم من استشهاد 7 من رجال الشرطة في تفجيرين استهدفا كمين بمحافظة الجيزة يوم الجمعة، أمام مسجد السلام بالهرم، تم استهداف الكنيسة البطرسية الواقعة بجوار الكاتدرائية في العباسية، وسط القاهرة، وقاموا بزرع عبوة ناسفة بجوار قاعة الصلاة، مما أدى ألى وقوع 28 قتيل وإصابة 50 آخرون أغلبهم. ولم تكن تلك الحادثة هي الأولى التى تستهدف الكنائس، فقد وقعت قبلها العديد من الاعتداءات منذ عهد السادات حتى يومنا هذا، حيث نرصد فى هذا التقرير أبرز حوادث استهداف الكنائس: عصر السادت.. بداية"الفتنة الطائفية" فى عصر ''السادات''، عام 1972 بدأت المشكلة عندما حاول بعض الأقباط تحويل منزلهم ب''الخانكة'' إلى كنيسة، مما أدى إلى مواجهات مع المسلمين، حيث أسرع البابا شنودة الثالث (بابا الأقباط الأرثوذكس)، وأرسل وفدًا كنسيًا لإقامة الشعائر الكنسية فى المنزل محل النزاع؛ كنوع من التحدى للرئيس السادات، حيث كانت العلاقة متوترة بينهما آنذاك. وانتهى الأمر بلجنة تقصي حقائق شكلها البرلمان برئاسة الدكتور جمال العطيفى، زارت أماكن الأحداث، والتقى مع الشيخ محمد الفحام، شيخ الأزهر، والبابا شنودة الثالث، وأصدرت تقريرًا في نهاية عملها استطاع احتواء الأزمة بسلام. وفي العام الأخير لحكم ''السادات''، وقعت صدامات دامية بحي ''الزاوية الحمراء''، راح ضحيتها أكثر من 100 مواطن أغلبهم من الأقباط، كما ألقي القبض على عدد كبير من الأهالي والمشتبه بتورطهم في ترويع الآمنين، وتم اتهام وزير الداخلية آنذاك ''النبوي إسماعيل''، بتنفيذ خطة لحصار أهالي ''الزاوية'' مما أدى لزيادة أعداد الضحايا. ''خناقة بين الجيران بسبب الغسيل''.. تحولت لحرب شوارع وأعمال سلب ونهب لمتاجر مملوكة لأقباط بالمنطقة، ساعد عليها خطاب ديني متشدد، والتهاب للمشهد السياسي عقب زيارة ''السادات'' للقدس وتوقيعه لاتفاقية السلام مع دولة الاحتلال، مما زاد من كراهية الجماعات الإسلامية له والسعي للإطاحة به. وتفاقم الأمر فوصل ل''عزل'' البابا شنودة، ونفيه للإسكندرية فيما يعرف ب''اعتقالات سبتمبر''، ولم يعود إلا بعد أيام قليلة من اغتيال السادات، وهي النبوءة التي سرت في أوساط الأقباط، بأن الانتقام سينزل على من اضطهدهم خلال ''40 يوم''. استهداف الكنائس في عصر مُبارك خلال سنوات تولي ''مبارك'' للحكم، تحولت قضايا التوتر الطائفي لجهاز أمن الدولة، وكان من بين تلك القضايا ''قرية الكشح بصعيد مصر''، والتي تقطنها غالبية من الأقباط، قتل أحدهم وتوزع الاتهام بين أفراد مسلمين وآخرين أقباط، لكن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من ألف مسيحي. الانفجار جاء على مرحلتين، الأولى عام 1999 والثانية عام 2000 والتي سقط فيها 21 قتيلاً بينهم مسلم واحد وعشرون قبطيًا في ليلة رأس السنة، بمشادة بين تاجر قبطي ومشتري مسلم من أهل القرية، قتل بعدها أكثر من 20 قبطي، وجرح ما يزيد عن 30 آخرين من مسلمي وأقباط القرية. وأدى التسليط الإعلامي ونداءات الاستغاثة بأن قام ''بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني'' بزيارة مصر، خاصة بعد توجيه الاتهامات من قبل جماعات حقوق الإنسان بحق ''الشرطة'' لضلوعها في اعتقال مواطنين أقباط وتعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها، إلا أن الأمر انتهى بتبرئة الضباط، وتحويل اسم القرية إلى ''دار السلام'' لطمس ذكرى المذبحة هناك. وفى عام 2011 وبعد 20 دقيقة فقط من عيد الميلاد انفجرت ثلاثة سيارات مفخخة أمام ''كنيسة القديسين'' بسيدي بشر بالإسكندرية، قتل فيها 24 ممن حضروا القداس وأصيب آخرون، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشتبه بهم، أشهرهم كان ''سيد بلال'' الذي لقى حتفه إثر التعذيب في ''أمن الدولة'' لإجباره على الاعتراف، حسب قول أسرته. لم تكن "كنيسة القديسين'' الأولى في الاحتجاجات وإثارة البلبلة الطائفية، فقبلها ''أحداث مارجرجس'' بمحرم بك، إثر عرض مسرحية ''كنت أعمى والآن أبصرت'' عن شاب مسيحي اعتنق الإسلام، ثم عاد للمسيحية، ليكشف رحلته العقائدية بها، وتخرج فيها مظاهرات لمسلمي الإسكندرية لما اعتبروه ''إساءة للإسلام''. وبعد وقوع أحداث ثورة يناير، عادت من جديد بعض أعمال العنف الطائفي، التى كان أبرزها أحداث إمبابة وكنيسة مارمينا، كما تم تفجير ''الكنيسة المصرية بمصراتة'' بليبيا، وحرقت كنيسة مارجرجس بحدائق القبة بالقاهرة، ومحاولة تفجير كنيسة برفح المصرية ليلة ميلاد عام 2013. لكن ''أحداث ماسبيرو'' في أكتوبر 2011 كانت الأقوى، وحركت الرأي العام بعد خروج مظاهرات ''أحداث كنيسة الماريناب بأسوان''، لتتصدى لها قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي، ويسقط فيها أكثر من 30 قتيل ويصاب 3 من أفراد الأمن في فض اعتصام ''إئتلاف شباب ماسبيرو'' بالقاهرة. عهد الرئيس المعزول كما شهدت محافظة ''المنيا'' لأكثر من مرة أحداث عنف متبادل بين مواطنين مسلمين ومسيحيين، إضافة إلى أحداث طائفية أخرى في البحر الأحمر، بسبب سور أحد الأديرة الذي وقع وأرادت الكنيسة بنائه بدون الرجوع للجهات الأمنية كما هو متبع. وعقب تظاهرات 30 يونيو التي انتهت بعزل الرئيس الأسبق مرسي، اندلعت أعمال تخريب وعنف خاصة بمحيط بعض الكنائس المصرية، كان أبرزها حريق ''كنيسة دلجا''، والتي تولت القوات المسلحة إعادة بنائها كما فعلت مع ''القديسين'' من قبل، ورغم الدمار والتخريب، إلا أن القداس نقل من داخلها وحضره مئات المصلين. '' كنيسة الوراق''.. من عُرس إلى مآتم وتعرضت كنيسة الوراق لهجوم من قبل مسلحون قاموا بإطلاق النار على حفل عُرس خارج ''كنيسة الوراق''، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم طفلة تدعى ''مريم'' وتبلغ من العمر حوالي 8 سنوات، وأكثر من 18 مصابًا، و توجهت أصابع الاتهام إلى ''جماعة أنصار بيت المقدس''، بحسب ما أعلنته الجهات الأمنية في اليوم التالي من وقوع الحادث.