رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن مهمة منع اندلاع الحرب الأهلية من جديد فى العراق تقع على عاتق أمريكا . وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم إنه فى الوقت الذى تتجه فيه دول الربيع العربى نحو الهدوء والاستقرار، أخذت العراق اتجاها آخر، فمنذ انسحاب آخر جندى أمريكى من العراق، دخلت البلاد فى دوامة من الأحداث العنيفة والقوية، فقد وقعت العديد من الانفجارات المميتة والقاتلة التى أودت بحياة العشرات فى بغداد ، وبدأ رئيس الوزراء "نور المالكى" حربا بلا هوادة على خصومه السياسين من السنة ، فى استعراض للقوة، فهاهو "طارق الهاشمى" نائب الرئيس العراقى السنى ، يفر من العاصمة بغداد خوفا من الملاحقة القضائية بعد ان صدر امر اعتقال ضده، وهاهو "صالح المطلق" نائب رئيس الوزراء السنى ، مهدد بالاستبعاد، وكل ذلك ينذر بمواجهات طائفية خطيرة . وتساءلت الصحيفة عن اسباب الحملة التى يشنها "المالكى" الشيعى على السنة الذين يشكلون ثانى اكبر اقلية فى العراق . واكدت الصحيفة انه اذا كان الرئيس العراقى الراحل صدام حسين قد فرض الديكتاتورية على العراقيين ، فأن "المالكى" يمارس ديكتاتورية الشيعة على السنة حاليا. وأضافت أن "المالكى" ، قضى على اتفاقية اقتسام السلطة التى ادت الى تشكيل الحكومة بعد انتخابات العام الماضى، والتى حصل بمقتضاها السنة العرب على منصب نائبى الرئيس ورئيس الوزراء ورئاسة البرلمان، بينما حصل الشيعة على رئاسة الوزراء وهى الاهم ، وحصل الاكراد على رئاسة البلاد، وكانت امريكا هى الضامن لهذه التسوية. وقالت الصحيفة ان استبعاد السنة من الحياة السياسية ، هو الخطر الاكبر على العراق. وأشارت إلى أن "اياد علاوى" رئيس الكتلة العراقية اكبر الاحزاب السنية ، والخصم الاكبر للمالكى حذر من انجراف البلاد للحرب الاهلية . ورأت الصحيفة أنه على أمريكا أن تمارس مزيد من الضغوط على "المالكى" ، لتجنب شبح الحرب . وأضاقت أن الأزمة الحالية فى العراق هى اختبار مبكر وحيوى لمدى النفوذ الأمريكى فى هذا البلد الذى استنزف الكثير من الدماء والأموال الأمريكية.