فى شهر سبتمبر الماضى عقد ياسين عبدالصبور، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار مؤتمراً شعبياً حاشداً بدائرته نصر النوبة، وطالب فيه بتدويل قضية النوبة وجمع توكيلات وأمهل الحكومة ثلاثة أشهر لحل مشاكل أبناء النوبة وإلا سيكون هناك حديث آخر.. وتزامن مع هذا المؤتمر عقد اجتماع فى القاهرة لمنظمة «المبادرة الشخصية لحقوق الإنسان» التى يتزعمها الناشط الحقوقى عمرو عزت.. وهى منظمة مشبوهة تهتم فيما تزعم بحقوق الأقليات فى مصر.. حضر الاجتماع ممثلون عن النوبة والشيعة والبهائيين وقد نجحت الأجهزة الأمنية فى رصد الاجتماع وتسجيل ما دار فيه، ومن أبرز ما دار فى الاجتماع ما قاله محمود جابر - أحد زعماء الشيعة - من ضرورة أخذ حقوق الشيعة ب «العافية»، وقال أيضاً لازم نعمل «دوشة» للحكومة المصرية، أما طاهر الهاشمى وهو شيعى أيضاً فقد قال: «لابد من أخذ الحقوق بالقوة وحتى الأمن الوطنى يحرض علينا الناس، وأنهم من قتلوا حسن شحاتة فى زاوية أبو مسلم». وطالب بتنظيم وقفات ضد الجيش وهاجم الرئيس السيسى بضراوة ووصف اشتراك مصر فى عاصفة الحزم بأنه اعتداء على سيادة اليمن، وقال لازم نأخذ حقوقنا بالقوة حتى لو اقتضى الأمر مواجهة الدولة، ما دار فى هذا الاجتماع تحريض علنى وصريح على الدولة وكان كفيلاً بالقبض عليهم ومحاكمتهم ولكن الدولة اتبعت ولا تزال سياسة النفس الطويل. مخطط التقسيم طويل المدى والمؤامرة متعددة الأطراف، فبعد فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تنفيذ خطتها بتسليم مصر إلى الإخوان ونجاح ثورة 30 يونيو لجأت إلى أسلوب آخر لتقسيم مصر باستخدام ملف الأقليات بالتعاون مع إيران وأقباط المهجر.. أمريكا تسعى لفصل النوبة منذ عشرين عاماً من خلال منظمة المرأة الزنجية ومنحهم الحكم الذاتى، وإيران تدعم وتحول إقامة دولة شيعية فى الجنوب عقب ثورة 25 يناير، وأقباط المهجر يدعون لدولة مسيحية فى الجنوب أيضاً ولا يتبقى من مصر الجغرافيا والتاريخ سوى العاصمة والوجه البحرى، المؤامرة الأمريكية - الإيرانية تهدف إلى إحداث القلاقل وزعزعة الاستقرار، كما تهدف أيضاً إلى الضغط على مصر من ناحية الجنوب لإدراكهم أهمية الجنوب باعتباره الممر الأوحد لمياه النيل، وعندما نضع على الطاولة ملف مياه النيل وإثيوبيا وتشجيع الامريكان على بناء سد النهضة تتضح الصورة كاملة للمؤامرة الدنيئة وحصار مصر وتطويقها وإسقاط الرئيس السيسى، والمؤامرة تعمل على تحريض النوبيين للمطالبة بالحكم الذاتى والتهديد بتدويل القضية.. وكذلك الشيعة وأقباط المهجر. المطالب واحدة.. وخطورة المؤامرة أن القانون الدولى يعطى لأى أقلية يصل عددها إلى 150 ألف شخص متحدين فى اللون أو الجنس أو الدين حق الحكم الذاتى ويخضعون لحماية الأممالمتحدة طبقاً للبند السابع من ميثاقها، وهنا يكون من حق الأممالمتحدة تشكيل قوة عسكرية تتوجه إلى النوبة لمنحها الحكم الذاتى ثم دولة الشيعة فدولة الأقباط. وبالطبع منظمة الأممالمتحدة لا تستطيع رفض طلب أمريكا وحلفائها لتنفيذ هذا المخطط فما أسهل جمع توكيلات وتقديم طلبات اعتراف وتسجيل حقوق من جانب هؤلاء للأمم المتحدة. ملف الأقليات تعمل عليه الولاياتالمتحدة منذ سنوات طويلة، ففى عام 2007 قدم الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، تقريراً لوزارة الخارجية الأمريكية زعم فيه أن عدد الشيعة فى مصر يبلغ 5 ملايين شخص وفى عام 2013 جدد إحصاءه الخيالى للشيعة أما عددهم الفعلى فلا يتجاوز ثلاثة آلاف شيعى، إذن فإن الهدف هو تضخيم أعدادهم لتنفيذ المخطط طويل المدى ودليل ضعف أعداد الشيعة ما حدث عند قيام الشيعى الدكتور أحمد راسم النفيس وهو أستاذ بكلية طب المنصورة بالدعوة لتشكيل حزب بعد ثورة 25 يناير ولم يستطع تجميع توكيلات من 5 آلاف شخص، كما ينص القانون وكل ما استطاع تجميعه هو 2600 توكيل منها 36 توكيلاً جمعها بنفسه، أما الباقى فقد ساعده فيها فنان تشكيلى من المنصورة يدعى وليد عبيد الذى اختلف مع النفيس وتقدم ضده ببلاغ يتهمه فيه بسرقة التوكيلات. لم يقدر «النفيس» على جمع توكيلات لإنشاء حزب سياسى يكون بوقاً لإيران ويدافع عن مصالحها فكيف يكون عدد الشيعة فى مصر 5 ملايين.. إنها المؤامرة ومخططات تقسيم الدول لا تكون بين ليلة وضحاها وإنما تتسم بالنفس الطويل، هل لنا أن ندرك خطورة ما يجرى حالياً على أرض النوبة من أحداث مرتبة وتصعيد منظم ومحسوب بدقة؟.. هل لنا أن نستوعب تهديدات النائب عضو حزب المصريين الأحرار، وأن هذه الأحداث هى جزء من الحديث الآخر، وهل انتهت المهلة التى حددها للحكومة؟ حكاية المرأة الزنجية منظمة المرأة الزنجية فى أسوان هى فرع للمجلس القومى الأمريكى للمرأة الزنجية الذى يصنف كمنظمة يهودية تعمل فى الأوساط العرقية خاصة السودان ترأسه سيدة أمريكية زنجية تدعى دورثى أى هايت قامت بتحرير توكيل للدكتور أحمد كمال أبو المجد ورجل الأعمال الهارب إلى لندن «مالك فرع مكتب بيكد آند ماكينزى اليهودى فى مصر» بأن يكون أبو المجد ومعه تسعة محامين بالمكتب هو الوكيل عن تمثيل منظمة المرأة الزنجية فى مصر وتم توثيق التوكيل بتاريخ 21 أكتوبر عام 1996 تحت رقم 11423 ومصدق عليه من القنصلية المصرية فى واشنطن، والعنوان المسجل بالتوكيل بشارع المنيل وهمى، كما أن العنوان المسجل للمجلس القومى الأمريكى فى التوكيل هو مقر وزارة الخارجية الأمريكية والمسئولة عن فرع المنظمة في أسوان ناشطة نوبية تدعى منال الطيبى سبق وأن أقامت ضدى دعويين قضائيتين، هذه المنظمة تركز نشاطها فى منطقة النوبة وسبق لها العمل فى جنوب السودان، وساهمت بشكل كبير فى انفصال جنوب السودان، وتعمل فى مصر دون تصريح أو ترخيص منذ عشرين عاماً وتهدف إلى استقطاب سيدات النوبة وتنظيم رحلات لهن إلى الولاياتالمتحدة كنوع من الاستقطاب الفكرى، وتدعو هذه المنظمة إلى فصل النوبة عن مصر ومنحها الحكم الذاتى، وفى أقوالها أمام المحقق فى قضية التمويل الأجنبى ذكرت السفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى أنها سألت أبو المجد فى اجتماع المجلس الاستشارى الذى أنشأه المشير حسين طنطاوى عن هذا التوكيل الذى قدمت له نسخة منه وسألته أيضاً عن دور منظمة المرأة الزنجية فى مصر فأجابها بأنه لا يعرف شيئاً عن التوكيل، ولما أعادت عليه السؤال رد عليها بأنه سوف يستفسر عنه عندما يذهب إلى مكتبه ومن ساعتها لا حس ولا خبر فلا الوزيرة ولا الدولة اتخذت الإجراءات اللازمة لوقف نشاط المنظمة واكتفت برصد نشاطها وتحركات أعضائها أمنياً ولا الدكتور كمال أبو المجد اهتم بالرد على اتهام واضح وصريح. الوفد ومنظمة المرأة الزنجية كان لجريدة «الوفد» فضل السبق والترصد لهذه المنظمة فى عام 2012 ورغم متابعتى وإلحاحى وتحذيراتى المتكررة من خطورة هذه المنظمة ومطالبتى بوقف نشاطها منذ ذلك الوقت وحتى أكتوبر الماضى، إلا أن الدولة لم تتخذ أى إجراء قانونى طوال هذه السنين، وعندما تقدم رمضان الأقصرى المحامى بالنقض ببلاغ ضد المنظمة واتهم فيه صراحة «أبو المجد» بالسعى لفصل النوبة عن مصر من خلال هذه المنظمة فى ديسمبر 2012 بعد نشر «الوفد» وكشفها لنشاط المنظمة.. البلاغ الذى يحمل رقم 4649 تم وضعه فى الثلاجة بمعرفة النائب العام الإخوانجى المستشار طلعت عبدالله تمت إحالته فى أكتوبر الماضى إلى نيابة وسط القاهرة للتحقيق. التوكيل الذى تسلمه أبو المجد من دورثى آن هايت ينص على حروب «P. V. O» وهى اختصار لأحد أهداف المنظمة الأمريكية وهى قهر الظلم وحماية الأقليات.. منظمة المرأة الزنجية التى تعيث فساداً وتبث سمومها فى صفوف المجتمع النوبى وتشجعه على الانفصال تدار من السفارة الأمريكيةبالقاهرة تحت إشراف المخابرات المركزية «سى آى إيه» لقد طالبت فى 27 أكتوبر الماضى بوقف نشاط هذه المنظمة وقلت تحركوا قبل أن تقع الفأس فى الرأس.. وسؤال للدكتور أحمد كمال أبو المجد هل تنام قرير العين بعد أحداث الأسبوع الحالى بالنوبة؟ هل تشعر بالسعادة بعد نجاح المنظمة التى أنت وكيلها وممثلها فى مصر فى إحداث القلاقل بالنوبة؟ هل بمقدورك أن تذكر لنا كم من الأموال حصلت عليها هذه المنظمة فى مصر على مدار العشرين عاماً باعتبار أن سيادتكم الوكيل الحصرى عن كل شئونها؟ هل صحيح أن المبلغ الذى حصلت عليه المنظمة يصل إلى 83 مليون دولار؟ وفيما أنفقت؟ وأسأل عضو حزب المصريين الأحرار الذى أكد فى حواره ل «الوفد» أن أهالى النوبة أول المطيعين وآخر العصاة، وأن 90٪ منهم استقروا ومش عايزين يرجعوا هل ما زالت تعتقد أننا نصدقك بعد هذه الأحداث الأخيرة؟ ولماذا هذه الإثارة بعد صدور قانون الجمعيات الأهلية والمنظمات المدنية. إن المواطن المصرى مسلم أو مسيحى نوبى أو صعيدى أو بحراوى فى الهم سواء نتقاسم اللقمة ونعانى من الفقر والمشاكل.. أهل النوبة يتميزون باللطف والرقة ويعيشون فى سلام مع جيرانهم قدر ما يستطيعون وخاصة العربان وكانوا يلجأون إلى الاحتماء بالصخور عندما يشن العربان غاراتهم عليهم حيث تعجز الخيول عن الوصول إليهم.. هذا ما جاء عن النوبيين فى كتاب وصف مصر فمن أين أتوا بهذا العنف.. إنها المنظمات المشبوهة التى تدربهم على التظاهر والتصدى للدولة وأعمال العنف.. كيف يستجيب أهالى النوبة لمخططات المنظمات الحقوقية بتغذية النعرات العرقية والقبلية وهم معروفون بالاستقامة والأمانة والإخلاص.. لا تكونوا أداة لأمريكاوإيران لتقسيم الوطن، لماذا تكررون سيناريو رابعة بقطع الطريق ونصب الخيام وإعداد موائد الطعام ومواقد الطبخ.