فضحت الوسائل الأوروبية اليوم امتداد يد البطش للاستخبارات السورية، لتطول الناشطين السياسيين المعارضين لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى الخارج، وذلك بمحاولة اغتيال عضو حزب الخضر الألمانى الناشط السياسى السوري "فرهاد أحمي" فى المانيا، باقتحام منزله فى برلين، وعلى اثر ذلك أصدر حزب الخضر الألمانى بياناً أدان فيه الحادث، وحمل مسئوليته للمخابرات . وطالب فيه وزارة الخارجية الألمانية باستدعاء سفير الجمهورية السورية لدى المانيا، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة منعاً لتكرار مثل هذه الحوادث، التى اعتبرها حزب الخضر اعتداء على الديمقراطية . كما رفض البيان كل أنواع العنف السياسى، مشيراً الى ان المانيا باعتبارها عضوا فى الاتحاد الأوروبى يجب عليها رفع دعوى قضائية ضد النظام السورى فى محكمة العدل الأوروبية، وان الحادث يُعد انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان . يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه جمعيات حقوق الانسان الأوروبية ان الجيش السورى سحب مُعداته العسكرية قبل وصول الوفد العربى الى مدينة حمص، وقام بإخفائها فى مبانى حكومية، تمهيداً لتحريكها من جديد، بعد مُغادرة وفد الجامعة العربية، مشيرة الى ان الاتفاقية التى وقعتها الحكومة السورية مع الجامعة العربية شابتها قصور، استغلتها السلطات السورية منذ اليوم الأول لوصول الوفد، وتساءلت هل ستلتزم سوريا بمنح بعثة الجامعة حرية التنقل بين المعتقلات والسجون والمراكز العلاجية ؟!، وهى المهمة المقرر لها ان تستمر لمدة 30 يوماً . وتعد تجربة الجامعة العربية فى سوريا اختباراً حقيقياً لمدى قدرتها على حل المشاكل والصراعات الاقليمية، دون تدخل خارجى من منظمات وهيئات دولية، فى الوقت الذى وصل فيه عدد القتلى الى اكثر من 5000 مواطن منذ منتصف مارس الماضى، اضافة الى حوالى 11 الف معتقل فى السجون السورية . كما وصفت تقارير حقوقية ان عملية خداع رئيس البعثة "محمد أحمد مصطفى الدابي"، أدت الى خروج قرابة 70000 ثائر اليوم فى مدينة حمص السورية التى تبعد حوالى 130 كم شمال العاصمة دمشق، فى مظاهرة تعتبر واحدة من أعنف المظاهرات الاحتجاجية على نظام بشار الاسد، وقد واكب ذلك وصول مراقبي الجامعة العربية، الى مدينة حمص التى تعتبر أهم مراكز المعارضة فى سوريا، منذ تفجر ثورات الربيع العربى . كما جاء ذلك بعد يوم واحد من ارتكاب قوات الجيش مجزرة جديدة فى بابا عمرو وباب سبأ والخالدية، ورفع المتظاهرون لافتات تضمنت شعارات تطالب بالحماية الدولية، والمُطالبة بالثأر من الذين ارتكبوا جرائم قتل وإبادة المتظاهرين، خاصة بعد مقتل اكثر من 60 قتيلاً قبل وصول مراقبي الجامعة العربية بساعات قليلة .