تعاني العديد من الصيدليات فى مصر عدم توافر الأدوية المستوردة، دون وجود بديل يعطي نفس كفاءة المادة الفعالة الموجودة بالأدوية المستوردة، بجانب عدم توافر الدواء البديل لبعض الأمراض المزمن منها والعادي كمرضى السكر وقرحة المعدة وسيولة الدم وغيرها من الأمراض ووحده المريض من يدفع الثمن. وأجرى محررو "الوفد" جولة داخل الصيدليات فى منطقتي الدقي ووسط البلد، لمعرفة ما وراء الأزمة ومدى توافر تلك الأدوية لهؤلاء المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة ينتظرون ما يخفف ألامهم، لنجد الصيادلة بحالة من الاستياء والرفض للكاميرات التي تصور دون جدوى على حد قولهم، بجانب استنكارهم للوضع الحالي وسوق الأدوية وتلك المعاناة التي يواجهها المريض الذي يصب كل غضبه عليهم فقط حين لا يجد علاجه أو يجد بأسعار مرتفعة. فيما أجمع الصيادلة في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هناك أزمة كبيرة في نقص الأدوية المستوردة والتي سوف تتفاقم بعد نفاد الكميات المخزونة لدى الشركات، فضلاً عن زيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه مما يصيب المريض بالذهول أثناء الشراء. ومن جانبه أكدت الطبيبة المسئولة عن إحدى الصيدليات الكائنة بشارع التحرير بالدقي، أنه بعد قرار الشركة المصرية للأدوية بتطبيق نظام الكوتة "تخصيص حصة لكل صيدلية"، أصبح لكل صيدلية عدد معين من الأدوية ولا يصرف دونها، قائلة:"على سبيل المثال أدوية قرحة المعدة يمكن أن تكون نصيب الصيدلية خمس علب فقط فيما يتناول المريض منها علبتين بالشهر الواحد والصيدلي لا يسمح له أن يصرف للمريض إلا علبة واحدة فقط حتى يتمكن مريض أخر بالحصول على الدواء". وأشارت الطبيبة إلى أن أسعار الدواء زادت، خاصة مع ارتفاع الدولار وأزمة الاستيراد وعدم تحرير سعر الدواء الذي هو سبب رئيسي وراء تلك الأزمة، مطالبة بحل فوري لتلك الأزمة والنظر للدواء والمادة الخام التي نستوردها لتصنيع الدواء بنظرة مختلفة عن باقي السلع، مؤكدة أن بعض الدواء المتوافر حاليا المستورد سعره لم يزيد ولكنه غير متوافر وهناك من يستغل الأزمة". ونوهت بأن جميع مستحضرات التجميل ومنها أدوية الشعر والبشرة قفزت أسعارها كثيراً في الفترة الأخيرة. وأضافت الدكتورة إيمان طبيبة بصيدلية في منطقة الدقي، أن ما تردد من قبل المسئولين عن عدم المساس بالأدوية رخيصة الثمن أمر كاذب وغير صحيح لأن جميع الأدوية ارتفع ثمنها بأكثر من 20% وهناك أدوية زاد سعرها للضعف. وأكدت الطبيبة أن هناك أزمة في توافر الإنسولين الذي لا يوجد له بديل والأدوية الخاصة بسيولة الدم التي تستخدم بكثرة في العمليات الجراحية، موضحة أن هناك الكثير من المرضى الذين قاموا بتخزين الأنسولين لديهم خشية من عدم توافره فيما بعد مما أدي لزيادة الأزمة سوءاً. واعربت الطبيبة عن أسفها لتلك الحالة لأن الذي يعاني من تلك الأزمة أضعف فئة وهم المرضى قائلة :" أحنا نفسنا تعبانين ومش بنلاقي الدواء واهلنا كمان والمريض بيكون عايز اللي يخفف ألمه سريعا ويسكنه حتى المسكنات سعرها زاد". وفي إحدى الصيادليات ارتفع صوت أحد المرضى قائلاً:" ليه بسبعة ونص أنا كنت بجيبه ب3 إلا ربع"، ليجيب طبيب الصيدلية "هذه الأسعار الجديدة ونحن ملتزمون بالأسعار التى تقرها الشركات ولا نملك شيئا في قرار تحديد السعر". وقال صيدلي بأحد صيدليات وسط البلد، أن مريض التأمين الصحي لا يعترض على استخدام الدواء البديل المصري دون المستورد، لأنهم غير معنيين بنوع الدواء وتصنيعه، والأغلب منهم يرغب في أن يحصل على حقه من التأمين فقط، مشدداً على أن المرضى المترددين على الصيدلية يرفضوا العلاج البديل لبطئ مفعوله وعدم كفائته بالنسبة للدواء المستورد. ولفت الصيدلي إلى أن المخزون من الأدوية المستوردة غير كافٍ لجميع المرضى وبدأت بالفعل الصيدليات تواجه أزمة نقص أدوية كثيرة والبديل منها المادة الفعالة به ضعيفة التأثير عن المستورد، فضلاً عن ارتفاع الأسعار المتزايد وعدم تحرير سعر الدواء الذي يكون سبب من أسباب حل تلك الأزمة. من جانب آخر، قال الدكتور أحمد، صيدلي، الذي يعمل ضمن فريق أطباء بكبرى الصيدليات بوسط البلد، إن الصيدلية يأتي لها "الكوتة" أي حصة الصيدلية من دواء بعينه بعدد غير كافٍ تماما مع عدد المرضى فمن الممكن أن تكون حصة الصيدلية علبة من أصل عشر مرضى يترددوا لإحتياجهم لها".