يواجه مرضي السكر أزمة شديدة بسبب نقص الأنسولين بعد أزمة الدولار الأخيرة. وقيام الشركات بتخفيض كميات الأدوية المستوردة. وتحديد نسبة لكل صيدلية. حيث قررت الشركة المصرية لتجارة الأدوية بتوزيع 5 أمبولات انسولين فقط لكل صيدلية رغم إرتفاع عدد المصابين بمرض السكر الذي وصل مؤخرا الي 12 مليون مريض. يقول فارس رياض - موظف ومريض سكر - إن الأنسولين غير متواجد في الصيدليات. فأصبح من الصعب الحصول عليه نظرا لنقصه في السوق. وقد حدد لي الأطباء تعاطي امبول انسولين كل يومين مما يجعلني أضطر للجوء للدميكرون وغيره من الأدوية الأخري حتي لا يحدث مضاعفات لحالتي الصحية. يضيف كمال عبدالشافي - بواب - أقوم باستهلاك ما يقرب من 3 عبوات انسولين شهريا ولكني أعاني منذ 4 ايام معاناة شديدة فلم أستطيع ايجاد حتي ولو عبوة واحدة بجميع الصيدليات وقد أخبرني الصيادلة أنه تم خفض كميات الأدوية المستوردة بالصيدليات مما تسبب في تدهور حالتي الصحية. ويوضح عبده حميد - بالمعاش - ان معظم مرضي السكر يعتمدون علي الأنسولين المستورد ليس المحلي نظراً لان المادة الفعالة وتأثير المستورد أقوي وعند البحث عنه في الصيدليات حاليا أجد المحلي والمستورد غير متوفر. بخلاف بعض الأدوية التي مازال يتواجد لها البديل وغير متوافر الأصلي منها. ويلتقط أحمد ابراهيم - بالمعاش - طرف الحديث قائلا : مرض السكر مزمن ونسبة كبيرة من الشعب المصري يعانون منه والأن نجد صعوبة في التعامل معه بسبب عدم توافر الانسولين بالصيدليات. حتي الذي يتم صرفه علي نفقة الدولة غير متوفر بانتظام. فبعد أن كنت اصرف 3 عبوات أصبحت اصرف عبوتين فقط مما يجلعني أضطر للبحث عنه باقي الشهر. بخلاف باقي الأدوية الأخري الخاصة بالأعصاب والتي لا يتم صرف معظها ولا تتوافر في الصيدليات أيضا. تطالب علا عبدالعظيم - بائعة - المسئولين بوزارة الصحة وشركات الأدوية ان تراعي مريض السكر وخاصة ان عدم توافر العلاج قد يسبب له مضاعفات وخاصة غيبوبة السكر التي من الممكن أن تؤدي الي وفاته فأتمني مراعاة الغلابة وتوفير العلاج لهم. الدكتورة هالة زكريا - صيدلية - تقول إن هناك كميات من الانسولين متوفرة بالصيدلية حتي وقتنا هذا ولكن في الفترة القادمة من الصعب معرفة ما سيتم طرحه في الصيدليات. لذا نقوم بصرف عبوة واحدة فقط لكل مريض حتي يتاح توفيره للمرضي الآخرين وحتي لا يحدث عجز. تؤكد الدكتورة عفاف محمود عبده - صيدلية - أن الأنسولين متوافر في الأسواق ولكن خوف المرضي من نقصه هو سبب الأزمة حيث يقومون بشراء كميات أكبر. موضحة أن الشركة المصرية والشركات الأخري "مالتي فيرما" و"نوفو" لديهم مخزون يكفي لمدة أكثر من 6 شهور. أما بالنسبة للانسولين المحلي فهو متوافر في الشركات المصرية والمصل واللقاح ولكن المادة الخام تستورد من الخارج. وبعض الاطباء يطالبون مرضاهم بالاعتماد علي المستورد بدلا من المحلي. بينما يري الدكتور اسامة فهيم - صيدلي - انه بالفعل كان هناك نقص في الانسولين في الأسواق ولكن حاليا بدأ يتوافر في الصيدليات. لذا نعمل علي اعطاء المريض الكمية المناسبة حتي لا يحدث عجز وأزمة جديدة. ويشير الدكتور محمود فؤاد - رئيس المركز المصري للحق في الدواء - الي ارتفاع سعر الأنسولين حتي وصل الي 150 جنيها بسبب قلة المعروض بعد أزمة الدولار ووقف الاستيراد موضحا أن الحل الوحيد هو اعطاء الفرصة للشركات المصرية بتصنيع الأنسولين لاعادة السيطرة علي السوق التي تستحوذ الشركات الأجنبية علي 70% منه. الدكتور أحمد فاروق - الأمين العام لنقابة الصيادلة - أفاد أن قرار الشركة المصرية لتجارة الأدوية بتحديد نسبة لكل صيدلية تسبب في نقص كميات الأنسولين المعروضة خاصة ان معظم مرضي السكر يعتمدون علي الأنسولين المستورد وطبقا للاحصائيات فنحن نحتاج حوالي 15 مليون زجاجة أنسولين ويتم توفير ما يقرب من 7 ملايين زجاجة من الانتاج المحلي من قبل 3 شركات وهي مصنع المهن الطبية والمصل واللقاح ومصنع سيدكو بينما يتم الاعتماد علي المستورد لتغطية باقي احتياجات السوق مؤكدا علي حل الأزمة مؤخرا حيث تم التواصل مع شركة "نوفو" العالمية لاستمرار توريد الأنسولين وبالفعل وافقت الشركة علي تحمل فرق زيادة سعر الدولار. كما قامت الشركة المصرية لتجارة الأدوية بسحب قرارها الأخير وزيادة نسبة الكوتة الي 25 عبوة لكل صيدلية بدلا من 5 موضحا أن المخزون الحالي بمخازن الشركة المصرية لتجارة الأدوية حوالي 4 مليون عبوة وهو ما يكفي ل 7 أشهر لحين وصول الكميات الجديدة.