أمام مكتب التسوية وقفت الطبيبة حائرة ونظراتها زائغة تريد أن تقول شيئاً. اقتربنا منها وطلبنا منها أن تحدثنا عن أسباب لجوئها إلى خلع زوجها.. قالت الطبيبة: زوجى يريد منى أن أتبع المذهب الشيعى الذى يتبعه ويفرض علىّ أشياء شاذة لم أعتدها، وبدأت تروى مأساتها معه، والتى حدثت بينه وبين زوجى خلافات شديدة بسبب اتباعه هذا المذهب. تشهد ملفات محكمة الأسرة العديد من دعاوى الخلع من قبل سيدات متزوجات لأسباب متنوعة، فكثيراً ما تكون منطقية إما بعض تلك القضايا حملت أسباباً قد تكون غريبة وأخرى طريفة. هنا محكمة الأسرة خلف اللافتة التى استقر عليها ميزان العدل تختفى آلاف القصص التى تسرد واقعاً تعيشه المرأة المصرية التى فاض بها الكيل ولم يعد أمامها ملاذ آخر سوى اللجوء للمحاكم للتخلص من حكايات زواج فاشلة وأخرى لم تكتمل أو قصص أخرى أبطالها الضرب والإهانة والمعاملة السيئة التى تصل لكسر الساق أو اليد أو تشويه الوجه وغيرها من القضايا التى رصدتها الوفد على باب محكمة الأسرة بدمياط زوجة تهرول مسرعة بوقع أقدامها الذى لفت انتباه من حولها لرفع دعوى خلع ضد زوجها، وكأنها تنتظر قرار القاضى لتتنفس الصعداء. وإجبارها على اتباع معتقداتهم والانضمام لدروس وجلسات المذهب بمنازل أصدقائه وأنها تزوجته منذ 8 سنوات بعد أن تعرفت عليه أثناء عملها بإحدى شركات الأدوية العالمية وارتبطت بعلاقة عاطفية معه وتمت بعد ذلك مراسم الزواج وتابعت بعد زواجنا سافر للعمل بإحدى الدول العربية لمدة ست سنوات متصلة أنجبت خلالها طفلتها هند وأكملت الزوجة: بدأت ألاحظ بعض التغيرات فى تصرفاته وبدأ يترك الصلاة ويمتنع عن صيام شهر رمضان وساءت معاملته لى بطريقة غريبة منذ عامين وبدأ يأمرنى بالقيام بأعمال لم تكن مفهومة بالنسبة لى وبعد ذلك عدنا للإقامة فى مصر حيث بدأت أفكاره المتطرفة تزداد يوماً بعد يوم، إلا أننى فوجئت به ذات ليلة يحضر لى زلطة ويأمرنى بالصلاة عليها، فامتنعت واستعنت بأهله دون جدوى مضيفة تطور الأمر إلى اصطحابه لسيدة إلى منزل الزوجية وطلب منى أن أجهز لها غرفة النوم وأنه فرض عليها أن تقوم على خدمتها، لأنه فرض عليها أن توفر لزوجها كل وسائل المتعة، وإن اعترضت أكون آثمة وسيعاقبنى الله وبدأ فى الاعتداء على بالضرب المبرح وإهانتى والآن أقيم فى منزل والدى منذ أكثر من عام ونصف وتابعت لم أتخيل أن تصل حياتى معه لهذا الوضع فلقد صارحنى بأنه يريد منى أن اعتنق المذهب الشيعى، ولم أستوعب الموقف فما كان منى إلا ان تركت له المنزل وطلبت الانفصال ولكنه رفض وأصر على موقفه فلم أجد غير أبواب محكمة الأسرة لأحصل على الطلاق والخلاص من هذا الزوج الشاذ دينياً، فإنه يريدنى أتخلف عن ديانتى تماماً وأعيد ما يعيد وأن أستضيف لمستحقاته وأن هذا فرض علىّ فى مذهبه، وطلبت من القاضى التفريق بينى وبينه فوراً وأنتظر الحكم بفارغ الصبر فإننى لا أطيق الحياة على ذمته يوماً آخر..!