تحتفل اليوم الثقافة المصرية بالذكرى ال81 لميلاد الشاعر صلاح جاهين الذى استطاع ببساطته وتلقائيته التعبير عما يشغل المصريين بأسلوبه البسيط الذي يسهل على البسطاء فهمه واستيعابه، وهو ما جعله فارساً يُحلق برسوماته وكلماته ويطوف بهما بين مختلف طبقات الشعب المصرى، بل كانت تعد جواز سفره لمختلف البلدان العربية التى رددت كلماته حفزاً للعمل والانجاز. وفي ثورة 25يناير ربط شباب الثورة بين رباعيات جاهين وأحوال المصريين التي دفعتهم إلى القيام بالثورة من خلال فيديوهات تناقلها نشطاء سياسيون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعى "الفيس بوك"، و تلك الفيديوهات إحدى شرارات الثورة خاصة وأن أشعار جاهين أثبتت أنها تصلح فى كل الأوقات لما تتميز به من صدق في المشاعر وروعة في التعبير، مما جعل جاهين ثائرا من ثوار 25 يناير. ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي الشهير بصلاح جاهين في 25 ديسمبر 1930 بحي شبرا بالقاهرة؛وكان جاهين شاعرا ورساما وممثلا مصريا يساري الفكر؛ عمل والده المستشار بهجت حلمي بالسلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة. عمل جاهين رساما للكاريكاتير بصحيفة الأهرام، حيث كان يُعد كاريكاتير جاهين في ذلك الوقت أقوى من بعض مقالات الرأي مما دفع الصحيفة إلى تخصيص باب ثابت لأعمال جاهين لما كانت تحتله أعماله من مكانة خاصة ومميزة لدى القراء؛ ولم يستطع أحد ملء هذا الفراغ حتى اليوم بنفس مستوى جاهين الذي يتميز بخفة الدم المصرية الخالصة والقدرة على النقد البناء بخفة ظل لايختلف عليها اثنان. رسمت أشعار جاهين الخريطة الثورية لمصر والمقاومة ضد الاحتلال الإنجليزى، حيث كانت قصائده تركز على النخوة والشهامة التى تعد أهم الصفات التى يتحلى بها المصريون والرفض التام لحكم بريطانيا لدولتهم، وربط المقاومة ضد الاحتلال بالقمح والغذاء والشرف فى قصيدة "القمح" وغيرها من القصائد. ومن قصائده التى رسم فيها المصريين بكلمات معبرة، قصيدة "المصريين أهمه" التى كانت أبياتها وقودا لشحن نفوس وصدور المصريين بالكرامة. كما ناقشت قصائد ورباعيات جاهين المشكلات التى تهم المواطن؛ كالانتخابات والدعاية الانتخابية للمرشحين، فقدم المشهد لمرشح متلون حسب ظروف الانتخابات فى قصيدة "دعاية انتخابية". كانت حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو 1952 مصدر إلهام لجاهين حيث سطر عشرات القصائد والأغاني تخليدا للزعيم جمال عبد الناصر. لكن هزيمة 5 يونيو 1967م أصابته بالاكتئاب - خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة- ثم أصبحت النكسة بعد ذلك الملهم الفعلي لأهم أعماله مثل الرباعيات التي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، حيث اعتبرها الكثير من النقاد فيما بعد أقوى ما أنتجه جاهين. ثم جاءت وفاة الرئيس عبد الناصر لتكون السبب الرئيسى لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته ولم يستعد بعدها جاهين تألقه وتوهجه الفنى الشامل. قدم التليفزيون المصري بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته مسلسلا يتحدث عن رباعيات صلاح جاهين في 21 أبريل 2005. كما ألف أوبريت الليلة الكبيرة والذى يعد أشهر ما قدم مسرح العرائس؛ حيث يصف المولد الشعبي من خلال شخصيات: (الأراجوز - بائع الحمص - بائع البخت - القهوجي - المعلم - العمدة - الراقصة - مدرب الأسود - الأطفال - المصوراتي - معلن السيرك - المنشد - الفلاح). فيديو.. روائع صلاح جاهين