منذ أن بدأت عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال الإسبوعين الماضيين، ويحبس العالم أنفاسه، إيذانًا بترقب كارثة إنسانية تخلفها تلك المعركة الحامية، التي أخذت المدنيين بالعراق تحت رحاها، وبدأت تظهر بوادرها مؤخرًا على أصعدة عددة. "تحذيرات دولية" بدأت القصة، حين أعطى حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، إشارة البدء في عملية تحرير المدينةالعراقية، واشترك في العملية نحو 7 أطراف، وهم: "الجيش العراقي، قوات مكافحة الإرهاب العراقي، الشرطة العراقية، قوات البيشمركة الكردية، التحالف الدولي، تركيا وإيران والحشد الشعبي" مؤخرًا. وعلى الفور، حذرت الأممالمتحدة من نتائج العملية العسكرية، مؤكدة أن الكارثة الإنسانية في الموصل ستكون الأكبر هذا العام، لأن هناك ما يقرب من 700 ألف شخص سوف يحتاجون إلى مأوى بعد نزوحهم من الموصل. ورجحت وقتها المنظمة، أن يكون "داعش" قد فخخ عددًا كبيرًا من مباني الموصل، ومن غير المستبعد استخدامه أسلحة كيمياوية أو احتجاز المدنيين كدروع بشرية، وسط توقعات بنزوح 200 ألف شخصًا في الأسبوع الأول من العمليات العسكرية. وتلاها تحذير من "ستيفن أوبراين" نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، الذي أعرب عن قلقه البالغ بشأن سلامة نحو مليون ونصف شخص يعيشون في مدينة الموصل قد يتأثرون من جراء العمليات العسكرية هناك. وأكد أن العائلات العراقية معرضة لخطر شديد إذ إنها قد تجد نفسها ضحية لتبادل إطلاق النار أو مستهدفة من جانب قناصة، مشيرًا إلى أنه في أسوأ الأحوال، ونظرًا إلى شدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم. من جانبها قالت "ليز غراند" منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، أن العالم على أعتاب أكبر كارثة إنسانية منذ الحروب العالمية، مضيفة: "نفعل ما بوسعنا لاتخاذ كل الإجراءات في حال حدوث أسوأ السيناريوهات الإنسانية". وعلى المنوال ذاته، ذكرت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين، إن نحو 100 ألف عراقيًا قد يذهبون إلى سورياوتركيا، فرارًا من العملية العسكرية بالموصل، مناشدة بتقديم 61 مليون دولار، لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين داخل العراق والدولتين المجاورتين له، حال نذوحهم. "كثافة العراق" تحذيرات الأممالمتحدة وقت بدء العملية، جاءت نتيجة إن العراق تعاني من كثافة سكانية حيث يصل تعداد سكانها نحو مليون شخصًا، وهو ما يحتمل هروبها من المدينة وقت بدء المعركة، فضلًا عن إمكانية وقوع ضحايا من المدنيين العراقيينبالمدينة، وقت القصف الدامي من الجبهتين. وبالفعل دخل المدنيين اللعبة مبكرًا، بعدما أكدت صحيفة "نفط العراق"، بإن عملاء تابعين لتنظيم "داعش" اعتقلوا، في الشهر الماضي فقط نحو 90 شخصًا بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية، وقتلوا منهم 60 شخصًا، والباقي ظل في يده رهائن في لحظة تحرير المدينة لاستخدامهم كدروع بشرية. "دروع بشرية" كذلك فإن بوادر الكارثة الإنسانية، ظهرت حين أفاد موقع "روسيا اليوم"، بأن تنظيم داعش يستخدم المدنيين دروعًا بشرية، ونقل الموقع عن شهود من السكان بأن عناصر التنظيم يمنعون الأهالي من الخروج من الموصل ويوجهونهم للتجمع في مبان كان يستخدمها التنظيم. كشف سكان محليون في مدينة الموصل للموقع، أن تنظيم داعش وزع نحو مائتي منزل، تعود لسكان الموصل، من المقيمين في المدينة، والذين يمتلكون أكثر من عقار، على مقاتليه الأجانب الذين دخلوا إلى المدينة مؤخرًا. وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "جيف ديفيز" للصحفيين بقوله: "إنه من المعروف أن المدنيين يُستخدمون دروعا بشرية، هذا يحدث منذ عدة أسابيع حيث شهدنا احتجاز المدنيين قسرًا ومنع تحركاتهم بحيث لا يمكنهم الخروج من الموصل،إنهم محتجزون رغما عن إرادتهم". وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن التنظيم قد يستخدم عشرات الآلاف من السكان دروعًا بشرية للتمسك بآخر معقل لهم في العراق، هو ما أدانه مجلس الأمن التابع للأمم المتحده، معربًا عن قلقه إزاء قيام "داعش" يقوم بتهجير السكان المدنيين ويستخدمهم كدروع بشرية، مؤكدًا أن عملية تحرير الموصل إذا اتسمرت على هذا النهج ستخلف كارثة إنسانية. "نزوح ولاجئين" كان ذلك حال جزء من السكان، أما باقي أهالي الموصل فقد بدءوا في النزوح من المدينة مع بدء العملية العسكرية، وهو ما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن مئات من النازحين العراقيين القادمين من مدينة الموصل وصلوا إلى مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرق سوريا. وأضافت أن مئات النازحين لا يزالون عالقين في منطقة الدشيشة عند الحدود السورية العراقية، في ظل نقص كبير في الغذاء والدواء، وهو ما ينذر بإن العالم على وشك مواجهة أزمة لاجئيين عراقيين جديدة، في الوقت الذي يعاني منه من أزمة اللاجئين السوريين. "الحشد الشيعي" وآخر الكوارث الإنسانية التي يتخوف منها الكثيرون، هي مشاركة الحشد الشعبي الشيعية التي سبقت مشاركتها تصريحات طائفية تدعو إلى القتل والثأر, وسبق واتهمت بارتكاب جرائم في حق سنة العراق.