فى الوقت الذى أنفقت فيه الدولة_حسب تصريحات وزير الشباب والرياضة_ 128 مليون جنيه على البعثة المصرية فى الأولمبياد التى أقيمت مؤخرا بالبرازيل والتى خرجنا منها ب3 ميداليات برونزية فقط وتراجع ترتيب مصر دوليًا نجد الدولة قد أهملت مراكز الشباب والتى توقف دورها فى خدمات الشباب فى توفير الملاعب والأنشطة المختلفة وتحولت إلى مجرد مكاتب يتم إعداد التقارير الكتابية بأن كل شىء على مايرام بعد خفض ميزانية تلك المراكز والتى تصل إلى بضع مئات من الجنيهات فى بعض المراكز. وأدى ذلك إلى انتشار ملاعب خاصة لخماسى كرة القدم بصورة واضحة فى مدن وقرى ونجوع وهى عبارة عن ملاعب كرة قدم لمباريات الخماسى والتى لا تتجاوز مساحتها 300 متر مربع يتم تغطيتها بالنجيل الصناعى ويتم تركيب مرميين وتخطيط الملعب وعدد من كشافات الإضاءة لممارسة اللعبة ليلا وأحيانا يتم سرقة التيار الكهربائى من الأعمدة المجاورة وسط صمت تام من الأجهزة المحلية وتحظى تلك الملاعب بإقبال شديد بين الأهالى الذين يترددون لممارسة لعبة كرة القدم ولا يقتصر تواجدهم على صغار السن والشباب فقط بل كبار السن الذين تخطوا الخمسين من العمر يمارسون فيها رياضتهم المفضلة خاصة مساء على الأضواء الكاشفة. وتعتبر هذه الملاعب مشروعا مهما للقائمين عليها، حيث تدر عليهم أرباحا طائلة تصل إلى الآلاف من الجنيهات شهريا ويتم تأجير الساعة للراغبين فى لعب الكرة بما يتراوح بين المائة والمائة والخمسين جنيها حسب مكان الملعب الذى لا يتكلف إنشاؤه أكثر من 20 ألف جنيه، بالإضافة إلى الإيجار الشهرى لقطعة الأرض التى يتم احتسابها حسب المنطقة التى يوجد بها الملعب. الغريب أن العديد من أبناء المزارعين فى القرى قاموا باقتطاع مساحات من الأراضى الزراعية وتحويلها إلى ملاعب كرة قدم بعد تغطيتها بالنجيل الصناعى وتجهيزها بالأضواء الكاشفة حيث يقضى أبناء القرى سهراتهم فى ممارسة الرياضة بعيدا عن المقاهى. وفى محافظة البحيرة أرجع الأهالى سبب انتشار تلك الملاعب إلى عدة أسباب هى الربح الوفير وكذلك توقف دور مراكز الشباب عن ممارسة الرياضات المختلفة واقتصار نشاطها على التواجد داخل المكاتب وكذلك قيام هيئة الأبنية التعليمية بالقضاء على الرياضة المدرسية من خلال بناء فصول جديدة على ملاعب المدارس وكذلك ظهور أكاديميات كرة القدم التى تجذب الشباب من خلال تشجيع أولياء أمورهم الذين يحلمون بأن يكون أبناؤهم لاعبين محترفين فى الدول الأوروبية مثل محمد صلاح والنني.