جلال الشافعي قبل الإنترنت والفضائيات والملايين التى تحرك رياضة كرة القدم، كان هناك لاعبون مغمورون فى الأحياء الشعبية يحظون بنفس مهارات كبار نجوم الجيل الحالى وربما أكثر، أمثال سعيد الحافى وإبراهيم العسكرى وغيرهم، لكنهم خريجو ملاعب الشوارع وملوك الكرة الشراب، ودون الاستعانة بلجنة للمسابقات أو أخرى للانضباط، كانت تقام كبرى بطولات المناطق فى كرة القدم، والتى كانت تحظى بشعبية جارفة. متعة الكرة الشراب التى عرفها الكثيرون فى المناطق الشعبية تلاشت تمامًا بفعل الزحام، وتبدلت الآن بملاعب النجيل الصناعى، وإذا كانت تلك الملاعب قد أسهمت فى استمرار ممارسة الشباب لكرة القدم، فإنها لم تعد مجانية وباتت من أهم مشروعات «البيزنس» الناجحة، عدد الملاعب فى زيادة مستمرة حتى إنه تضاعف على مدار 9 سنوات، خصوصا أن أرباحه تصل إلى 40 ألف جنيه شهريا، مع انخفاض معدلات مخاطره وقلة تكاليفه، لذلك أصبح طريق الكثيرين للوصول إلى حلم الثراء. الفكرة بدأت تجد طريقها فى الانتشار على مستوى الجمهورية منذ عام 2006، حيث كانت الانطلاقة من نادى وادى دجلة، الذى قام مجلس إداراته بتأجير أحد ملاعبه لكرة القدم لعدد من الشباب من غير أعضاء النادي، ثم تبعه فى هذا الشأن بعض الأندية الأخرى، وهو ما لقى استحساناً وتجاوباً كبيرين من جانب الشباب وأولياء أمورهم, نظراً لعشقهم الكبير لكرة القدم وأفضلية ممارستها على ملاعب مكسوة بالعشب الأخضر، خاصةً فى ظل جنون وارتفاع قيمة عضوية الأندية الرياضية التى تتكلف مئات الآلاف من الجنيهات. ولجأ الكثير من أصحاب الأراضى الفضاء سواء كانت أراضى مبان أو زراعية، إلى إقامة المشروع نفسه، كنوع من الاستثمار، ما كان سببًا فى انتشار ملاعب النجيل الصناعى بشكل كبير وبصورة عشوائية، وسط الشوارع وعلى الطرق، وأصبحت المسافة بين الملعب والآخر لا تتعدى بضعة أمتار فى بعض الأحيان، نظراً للربح الكبير الذى يجنيه أصحابها من وراء تأجير الملعب بالساعة، فى ظل، الإقبال عليها من جانب الشباب وتحديداً الفئة العمرية (15 و 35 عاما)، طوال العام خاصةً أيام العطلة الأسبوعية يومى الجمعة والسبت من كل أسبوع. مشروع قومى يجب تقنينه فى تصريح خاص ل «الأهرام العربى»، أكد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة أن إنشاء الملاعب الخماسية من قبل الشباب ورجال الأعمال يعد مشروعا قوميا يهدف إلى جذب الشباب وتوسيع القاعدة الرياضية وتطوير البينة التحتية لمنشآت الشباب، ولا يقل دورهم عن الدور الذى تقوم به الوزارة من تنجيل وتطوير مراكز الشباب فى مصر منذ أكثر من 15 شهرا، حيث نجحت الوزارة فى تطوير ما يقرب من 200 ملعب من الملاعب الخماسية والقانونية بمراكز الشباب والأندية الرياضية على مستوى المحافظات، وأن تطوير الملاعب تم بسواعد الشباب، وهو ما أسهم تحقيق فرص عمل لهم، لافتاً النظر إلى سعى الوزارة لتنمية الميزانية الخاصة بمراكز الشباب لتوسيع القاعدة الإنشائية بشكل أكبر, وأضاف أنه مقتنع جيداً بالمنافسة مع القطاع الخاص ويتمنى أن يتم تقنين تلك الملاعب الخاصة فى حالة وجود أى سند قانونى بدلا من إلغائها لأنها نجحت فى تحقيق نجاح كبير لا يمكن إنكاره، وأضاف أن الوزارة ستنشئ أول مصنع للنجيل الصناعى بالمشاركة مع الهيئة العربية للتصنيع، لتلبية احتياجات إنشاء ملاعب كرة القدم الخماسية والقانونية المنجلة صناعيا بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية، وسيلبى أيضا تلبية احتياجات السوق المحلى فى مختلف استخدامات النجيل الصناعي، وإن التكلفة المبدئية للمصنع تبلغ حوالى 50 مليون جنيه بطاقة إنتاجية 2.5 مليون متر مربع سنويا، مشيرا إلى أن هذا المصنع سيقوم بتلبية احتياجات مشروع وزارة الشباب والرياضة القومى لإنشاء ملاعب كرة القدم، والذى يحتاج سنويا من 1.5 إلى 2 مليون متر مربع من خامات النجيل الصناعي، فضلا عن احتياجات السوق المحلية من خامات النجيل الصناعى باستخداماته المختلفة. ساعات اللعب الفعلية يقول سامح طه صاحب أحد الملاعب فى منطقة الدلتا وتحديداً فى قرية ميت عساس التابعة لمركز سمنود (غربية) إن الملاعب يتم تأجيرها ما بين 6 إلى 10 ساعات يوميا، ويختلف إيجارها وفقا لساعات اليوم، فإيجار الساعات النهارية لا يتجاوز 60 جنيها، ولا يمكن أن يقل بأى حال من الأحوال عن 30 جنيها نظراً لتوفير الطاقة الكهربية، وفى ساعات الليل من 100 جنيه أو 200 جنيه ، علماً بأن هذه القيمة تختلف من مكان لآخر وفقاً للدخل الشهرى وللظروف الاجتماعية الخاصة بكل منطقة، ويقول بأن المنطقة التى يعيش فيها تعد من المناطق صاحبة السعر الأكثر انتشاراً فى مصر وهو 100 جنيه فى الساعة ليلاً و40 جنيها نهاراً وهو السعر المتداول فى جميع المناطق الشعبية والريفية ومنطقة الدلتا بشكل عام باستثناء الجامعات والملاعب المتطورة، وأضاف بأن ساعات العمل فى التوقيت الصيفى قد تتخطى حاجز 16 ساعة نظراً لتفرغ الطلاب من المدارس فى ذلك التوقيت ودائماً ما تقوم الطلاب بتأجير الساعات النهارية نظراً لقلة التكاليف على الأهالي، بعكس الأعمار التى تزيد على 20 عاماً والتى تعمل وتتربح أموالاً فدائماً لهم أوقات معينة فى الليل فمنهم من يقوم بتأجير الملعب طوال العام فى ساعة معينة، وهذا يسمى الزبون الدائم ولكل ملعب زبونه المتواصل معه باستمرار. التكلفة أقل من ثمن سيارة محمد أبو زيد مهندس فى إحدى الشركات المتخصصة فى تصميم الملاعب الرياضية وتوريد وتركيب النجيل الصناعى بجميع أنواعه، يقول إن التكلفة الكلية للملعب تتراوح ما بين ال170 إلى 200 ألف جنيه، وهذا على حسب خامة النجيل المستخدم وأيضا على حسب خامات الأرضية وأعمال الحدادة والكهرباء والشبك، حيث تقف تكاليف المتر من 120 جنيه إلى 155 جنيها، أى تكاليف المشروع بشكل عام لا تتجاوز ثمن عربية فى حالة توافر الأرض لدى من يقوم بإنشاء المشروع، وأضاف أن الشركات المتنافسة الآن فى مصر فى التصميم وصلت إلى أربعين شركة تغطى أنحاء الجمهورية، وأن منطقة الدلتا هى رقم واحد فى إنشاء الملاعب نظراً لتوفر الأراضى فى هذه المنطقة وعشق أهلها لكرة القدم، كما أكد أن النجيل الصناعى حالياً يتمتع بمزايا فريدة جعلته ينافس النجيل الطبيعي، حيث يقوم الخبراء يومياً بعمل أبحاث وتجارب معملية فى الملاعب من أجل تطويره، وأن النجيل الصناعى المبتكر والفريد بخصائصه ومظهره وملمسه يشبه تماما النجيل الطبيعي، وأن النجيل التركى هو السائد فى مصر بشكل عام ويوجد منه أكثر من نوع وهم (دو جراس أوميجا أرينا وسوبر مونو إيكول جراس) بالإضافة إلى مونو فلومينت وسوبر ديماتيك وهما صناعة صينية واستخدامهما أقل بكثير من الأعشاب التركية. بيزنس نجوم الكرة دخل أكثر من نجم كروى معروف عالم البيزنس فى أكثر من مشروع، ويعد إنشاء الملاعب الخماسية واحدا من أهم تلك المشاريع فى الفترة الأخيرة، ويعد اللاعب أحمد شعبان لاعب وسط بتروجيت الحالى والفائز ببطولة أمم إفريقيا 2008 مع المنتخب المصري، أول من دخل مجال إنشاء الملاعب الخماسية بين نجوم اللعبة عندما قام بإنشاء ملعب خماسى فى مسقط رأسه بقرية كفر حسان التابعة لمحافظة الدقهلية، وكذلك نجم الزمالك الأسبق ومنتخب الشباب أحمد سمير، والذى قام بإنشاء ملعب بمدينة المحلة، ولم يكن نجم لاعب المصرى الحالى صاحب الفكرة بالمدينة الصناعية بين نجوم الكرة، فاللاعب رضا العزب ظهير أيمن الزمالك يمتلك هو الآخر ملعبا بمدينة المحلة، ويعد مدافع الزمالك الحالى حمادة طلبة آخر نجوم اللعبة حتى الآن دخولا هذا المجال فهو ينشىء ملعبا فى الوقت الحالى بمدينة بورسعيد.