فنان شامل وممثل بارع، خفيف الظل مبدع في جميع أدواره؛ لم يكن من نجوم الصف الأول، ولكنه استطاع أن يصنع لنفسه بصمة من خلال تأديته للدور الثاني بإجادة أحبها منه الجمهور. إنه الفنان ممدوح وافي، الذى ولد 11 مايو 1951 الذي بدأ مشوار حياته بالعمل في إحدى البنوك الحكومية، إلا ان اتجه إلى التمثيل فيما بعد، وقدم أعمال كوميدية بالسينما والتليفزيون والمسرح. أهم أعماله اتجه إلى المسرح عام 1979م، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية المتميزة، منها: "حمري جمري" و"الهمجي" و"هي والتلامذة" و"حضرات السادة العيال" و"تزوير في أوراق عاطفية" لم يقتصر على المسرح فقط بل قدم العديد من الأعمال التليفزيونية، أهمها : "رجل في زمن العولمة"، و"عائلة الحاج متولي"، و"الفجالة"، و"السيرة الهلالية"، و"يوميات ونيس"، و"قط وفار"، و"حارة المحروسة"، و"سنبل بعد المليون"، و"الزوجة أول من يعلم". ومن أهم أعماله السينمائية التي نالت إعجاب مواطنيها في جموع أنحاء الوطن العربي فيلم "الإنس والجن، رحلة مشبوهة، ناصر 56، الأوباش". زواجه رغم حبه للتمثيل وإعجابه بالفنانات إلا أنه قرر الزواج من خارج الوسط الفني فتزوج من امرأة واحدة ظلت معه طوال حياته وأنجب أبنائه الثلاثة "نورا وياسمين وهاني". علاقته بالفنان أحمد زكي ورغم الاختلاف بين البيئة التى ولد وترعرع فيها الراحل أحمد زكى، والبيئة التى تربى فيها الراحل ممدوح وافى، فإن الصداقة التى جمعت بينهما، لم تكن متوقعة، قبل أن تتحول إلى مضرب للأمثال، فى الحب، والإخلاص، والتفانى، منذ اجتمعا وحتى فرقهما الموت، خاصة أن أحمد زكى ولد لأسرة فقيرة، وذاق طعم اليتم والحرمان المادى، بينما ولد وافى لأسرة ميسورة الحال. جمعهما التمثيل ولحبه الشديد للفنان الراحل أحمد زكي شاركه في كثير من أفلامه منها "زوجة رجل مهم، الإمبرطور، إستاكوزا، أبو الدهب، سواق الهانم، مستر كاراتية". ورغم أن أحمد زكى تفوق ليصبح النجم الأول على شاشة السينما، دائمًا ماكان يؤمن بموهبة وافي الفنية وقدرته الإبداعية على التمثيل فلم ينتظر أحد منهما ترتيب الأسماء على التترات أو كيفية وضع أحدهما على الأفيش. وكان وافي يرفض الكثير من العروض ليظل بجوار صديقه حتى وإن لم يقم بدور البطولة المطلقة. ومع مرور الوقت وانشغال البعض بحياته المهنية اتجه وافي للقيام بأعمال درامية وانفصل عن صديقه في أعمال السينما في منتصف التسعينات فقط، إلا أن صداقتهما مازالت مستمرة. وصلت الصداقة بين النمر الأسود ووافي إلى درجة كبيرة جدًا فحزن ممدوح بعدما علم بمرض صديقة بسرطان الرئة، ولكن تشاء الأقدار أن يكتشف هو الآخر إصابته بمرض سرطان المعدة مصادفة، ويعلم أنه في مرحلة متأخرة. طلب من زكي أن تظل هذه العلاقة دائمة في الدنيا وحتي بعد الممات، ووصى دفنه في نفس مقبرة زكي، لكي لايفرقهما أي شئ حتي الموت، فحقق زكي لوافي طلبه. وفاته توفي وافي عن عمر يناهز 53 عامًا بعد معاناة مع مرض السرطان في الجهاز الهضمي، الذي اكتشفه صدفة أثناء مرافقته لصديقه أحمد زكي في رحلة علاجه من سرطان الرئة، وتم دفنه في نفس المقبرة التي دفن بها "النمر الأسود" عند وفاته بعد خمسة أشهر.