يأتى سفر أحمد القطان سفير السعودية فى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية المفاجىء إلى الرياض ليزيد من بورصة التكهنات والتوقعات حول مصير العلاقات المصرية السعودية، التى تأثرت بشدة فى أعقاب تصويت مصر بمجلس الأمن على مشروع القرار الروسى بخصوص حلب، بينما رفضته السعودية، ووصفت موقف مصر بالمؤلم وغير المتوقع. أكثر المتشائمين لم يكن يتصور أن تأخذ العلاقات المصرية السعودية هذا المنحى من التوتر الظاهر على السطح، فالعلاقة التى كانت تتصف بالود والحميمية بين البلدين والتى وصلت لمرحلة قوية فى أعقاب 3يوليو 2013، تشهد ارتباكا فى المشهد، وصل مداه فى أواخر الأسبوع الماضى برفض الحكومة السعودية بالوفاء بالتزاماتها البترولية المتفق عليها تجاه مصر، فى تطور غير مسبوق لشمل العلاقة. الوفد طرحت سؤالًا حول مدى تأثير التوتر على الجامعة العربية، وخاصة أن مصر والسعودية من الدول التى تقود العمل العربى المشترك تحت مظلة الجامعة العربية، فهل ستتأثر الجامعة بسحابة الصيف التى تظلل العلاقات المصرية السعودية فى هذه الأيام أم أن الجامعة ستكون فى مأمن من التغيرات والتحولات فى العلاقة بين القاهرةوالرياض؟ الجامعة العربية لا يمكن استبعادها من المشهد باعتبارها كيانا مستقلا فى مأمن من أي أحداث يرتبط بأعضائها بل هى فى قلب الأزمة ومن المتوقع أن يطولها شرر التوتر فينعكس بالسلب على أدائها، وكشفت مصادر داخل الجامعة العربية ل "لوفد" أن من يقود عمل الجامعة منذ سنوات السعودية وبالتحديد مندوبها الدائم فى الجامعة بسبب انشغال مصر بالأحداث التى وقعت بها منذ اندلاع ثورة 25يناير، وسمح هذا بتمدد السعودية داخل الجامعة ولعبها دور أكبر من أى دولة أخرى، وأصبح لها نفوذ لايستهان به، بما تمتلكه السعودية من علاقات اقتصادية قوية مع معظم الدول الأعضاء بالجامعة، وخاصة دول الخليج والسودان، وباقى الدول الأخرى الفقيرة بالجامعة التى تعتمد على المعونات والدعم السعودى لاقتصاد هذه الدول. وأضافت المصادر أن هذا النفوذ مكن السعودية في توجيه دفة أى قرار داخل الجامعة والتأثير على الأعضاء، طالما يصب فى النهاية لصالح أهداف المملكة ومصالحها السياسية والاقتصادية، بل بلغ الأمر بالمندوب السعودى بالجامعة بالتحكم فى مسار التعيينات والترقيات للعاملين بالجامعة، واستطاع مندوب السعودية فى الجامعة إلغاء مسابقة للتعينات بالجامعة فى آواخر أيام الأمين العام السابق نبيل العربى وقبل تسلم أحمد أبوالغيط أمانة الجامعة، رغم إصرار الأمين العام المساعد للشئون الإدارية والمالية على إجرائها، ورضخت الجامعة، وتم تأجيل المسابقة بعد أن أرسلت سفارة السعودية يالقاهرة خطابا لأمانة العامة، وكل الاعضاء الدائمين بالجامعة تطالبهم برفض المسابقة وهو ما تحقق استجابة لرغبة المندوب الدائم السعودى بالجامعة، السفير أحمد القطان. وأضاف المصدر، أن السعودية لعبت دورا خفيا عند تعيين ابوالغيط امينا عاما للجامعة العربية، فرغم ان السعودية اعلنت تاييدها لترشيح ابوالغيط، إلا أنها لم تجعل اختياره يمر بشكل سلس وسهل بل دفعت السودان إلى الاعتراض على ترشيح ابوالغيط، وتركت قطر تتبنى موقفا متشددا تجاه ابوالغيط، وعندما تأزم الموقف تدخلت السعودية لتحسم الخلاف لصالح أبوالغيط. وتسود مخاوف من تأثر الجامعة من الخلاف المصرى السعودى على الأداء العربى المشترك، فقد يؤدى التوتر بين القاهرةوالرياض إلى حدوث انقسامات داخل الجامعة العربية تهز أركان ودعائم العمل العربى المشترك الذى يواجه صعوبات وتحديات جسام، وقد تستغنى السعودية عن الجامعة فتجمد عضويتها وتكتفى بعضويتها فى مجلس التعاونى الخليجى، على اعتبار ان الجامعة لم تعد تقدم لها أى جديد فى سياستها سواء فى اليمن أو العراق أو سوريا وليبيا فالسعودية قد تبحث عن تحالفات أخرى تحقق لها مصالحها.