"إحنا في ضهر الرجالة.. الفقر والبطالة مشاكلنا زيهم، اللي بيتظاهر ده أخويا وزوجي وابني، لينا مطالب وكلنا مصريين، مفيش فرق كلنا في الهم سوا".. عبارات تلقائية رسمت ملامح غضب المصريات اللاتي شاركن أمس في مسيرات الغضب التي عمت العاصمة وعددا من المحافظات، وسط إشارات لافتة عن دور بارز ل"ستات" مصر قد يحرك كتلة نسائية صامتة يراها النظام الحاكم خارج الحسابات. انطلقت في مسيرة حاشدة بمنطقة ناهيا، وهتفت مثل الجميع .. عيش ..حرية ..كرامة إنسانية .. وأثناء تظاهرنا مررنا بجوار مخبز لبيع العيش، وشاهدنا طابورا طويلا من النساء ينتظرن الحصول على بضعة أرغفة، فتعاطفت معنا سيدة مسنة وهتفت معنا "عايزة بجنيه عيش" .. مطلب بسيط لها لكنها لا تستطيع أن تحصل عليه كل يوم بشكل كريم ودون معاناة و"مرمطة" ، فشاركتنا مسيرة الغضب. بهتف زي الولد مفيش تفرقة .. أعاني من الفقر والبطالة، وأهتف زي الولد، وأتعرض للقمع مثله .. هكذا تحدثت بسمة أشرف ل"بوابة الوفد" وهي تردد هتافات الحرية والتغيير، مطالبة زميلاتها وصديقاتها بالخروج، لأن مشاكل البنات – والكلام على لسانها - لا تختلف كثيرا عن مشاكل الشباب، والبطالة تطال الجميع. أبي وأمي يؤيدونني، فأنا أدافع عن حقي وحقهم في عيشة كريمة، وحد أدنى للأجور، وتعليم جيد، ومحاربة الفساد والتزوير، وهي مطالب كل مصري ومصرية، وأعتقد أن نزول المرأة بقوة للمشاركة في مسيرات الغضب سيشعل تعاطف الشارع المصري، ولن يستطيع الأمن اعتقالنا، حسب قولها. الرجالة وحدهم مش كفاية "لو فيه رجالة كفاية ماكنا نزلنا" .. هكذا بدأت مديحة مجدي - مهندسة - حديثها في انتقاد لاذع لصمت قطاع كبير من الشارع المصري تجاه ما يرتكب بحقه من جرائم، قائلة إنها تريد أن تعيش حياة آدمية، وأن تعامل باحترام في وطنها، وأن تجد وظيفة جيدة، وهي مطالب ليست في حاجة لكي تنضم لحزب سياسي أو حركة ما لتعبر عنها، مؤكدة أنها خرجت وهتفت من أجل مصر. وتتابع: لنا مطالب مثل الرجال، ونعاني من تدني مستوى المعيشة، وتدهور الخدمات، كما أن الرجل الذي يعاني هو في الأساس زوجي وشقيقي وأبي، ومن مات في الدويقة والعبّارة هم أهلي، ومن زوروا الانتخابات سرقوا إرادتي وقوتي، وباعوا البلد لمن لا يستحق، وعلشان كدة خرجت وبقول لكل المسئولين والوزراء لا تستهينوا بنا واوعوا كيد النسا . تونس مش أحسن مننا مدام منى شاهدت لحظات الغضب أمام دار القضاء العالي متسائلة "هل يمكن أن نفعل مثل تونس؟".. قولوا يارب، هكذا علقت على الأحداث معربة عن تقديرها للشباب الثائر ووصفته بأنه "معذور".. مفيش شغل ولا جواز.. هايعمل إيه!! وعن رؤيتها للأوضاع القائمة قالت "يشغلوا الناس ويرفعوا الرواتب"، وتونس مش أحسن مننا. راتبها 170 جنيها شهريا، حاصلة على مؤهل عال بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، والدولة كما تقول أم يوسف – مدرسة- تمنح الملايين للاعبي الكرة ونجوم الفن، وتتساءل هل يستطيع الرئيس أن يعيش بهذا الراتب ؟! مؤكدة أن المرأة المصرية لم تتحرك بعد، وهي كتلة صامتة لابد أن تخرج، وأن تغضب، وإذا حدث ذلك سيكون لها ألف حساب . كلنا في ضهر الرجالة أم عبدالله لم تشارك أمس في مسيرة الغضب لكن لسانها ابتهل بالدعاء بأن ينصر الله "الرجالة" وهي تتابع شاشات التلفاز تنقل مظاهرات الغضب وهتافات المصريين، قائلة "كلنا في ضهر الرجالة"، وربنا هينصرهم على كل ظالم. تضيف: العيشة بقت مرة.. وكل حاجة نار لحمة ورز وسكر، ومافيش شغل، وزوجي شغال باليومية يعني على باب الله، ولو اتكسر أو حدث له شيء فلن نجد من يعولنا. وعن إمكانية أن تشارك في مسيرات الغضب، ردت.. وإيه المانع؟.. العمر واحد والرب واحد، و"مفيش حد هياخد أكتر من نصيبه".