الصاغة.. تلك البقعة التي شهدت محلاتها مظاهر الفرح والسعادة على وجوه الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، أصبحت الآن خالية يخيم الحزن جميع أرجائها، جالسة في صمت وهدوء تشكو غياب عملائها. " بيوتنا اتخربت، المحلات فاضية شبه الصحرا، ربنا يتكفل بولادنا، عوضنا على الله"، بتلك الكلمات عبر عدد من أصحاب محلات الصاغة بمنطقة الحسين عن حزنهم الشديد من الركود الذي ضرب محلاتهم في الفترة الأخيرة. وفي جولة ميدانية ل "بوابة الوفد" بمنطقة المعز بالقاهرة، أكد أصحاب المحلات على أن السعر الذي وصل إليه الذهب لم نشهده من قبل، حيث وصل سعره إلى 500 جنيه، مما أدى إلى خلو المحلات من الزبائن بعدما كانت تشهد ازدحامًا شديدًا، مشيرين إلى أن ارتفاع سعر الدولار ضرب الذهب ب "المجانيق" وأدى إلى انخفاض بيعه بنسبة تتعدى 90%، حيث إن نسبة بيع الزبائن للذهب أكثر من نسبة شرائهم له. وقال تجار الذهب إن الحركة في محلات الصاغة أصبحت منعدمة تماما، مع امتناع المواطنين عن الشراء بسبب الارتفاعات الجنونية التي شهدتها الأسواق الفترة السابقة، ومن المتوقع استمرار الارتفاعات الجنونية طالما بقيت العملة الأمريكية في الارتفاع المستمر. ومن جانبه، أوضح سيد دسوقي صاحب أحد محلات الذهب، أن ارتفاع الأسعار يرجع بشكل أساسي إلى زيادة سعر الدولار بالسوق السوداء، نتيجة ارتباط الذهب بها ارتباطًا وثيقًا. وطالب دسوقي، الحكومة بوضع ضوابط وقوانين رادعة تحد من التلاعب بسعر الدولار وتقضي على مافيا الدولار، مشيرًا إلى أن الإقبال على شراء الذهب منعدم تمامًا من المحلات. واتفق معه فى الرأى، منسى نخلة، صاحب محل مصوغات، فى اأ ارتفاع سعر الدولار وراء غلاء أسعار الذهب التي تخطت ال500 جنيه، لافتا إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد عزوفا تاما من قبل المواطنين على حركة شراء الذهب. وقال "منسى نخلة "، صاحب محل مصوغات، فيما يتعلق بظاهرة الذهب الصيني والذي انتشر بالأسواق في السنوات الأخيرة، إنه لا يعتبر ذهبا في الأساس ولكنه نوع من الإكسسوار الذي يمكن أن تستخدمه السيدة لمدة قصيرة وبعد ذلك تقوم بالاستغناء عنه وذلك لضعف جودته. وأشار صاحب محل المصوغات، إلى أنه لا يوجد إقبال من المواطنين سواء على الذهب الصيني أو الذهب الأصلى، مؤكدًا أنه منذ العديد من السنوات كانت الأسر تشتري أفضل وأجود أنواع "الشبكة" بمبلغ لا يتخطى 10 آلاف جنيه، ولكن الآن لابد من شراء "شبكة" يصل سعرها إلى 50 ألف جنيه حتى يقال إن فلان اشترى شبكة. وقال هشام أمين، صاحب محل مصوغات، إن المقبلين على الزواج فى هذه الأيام يكتفوا فقط بشراء الدبلة والمحبس نظرا لارتفاع أسعار الذهب، مشيرا إلى أن حالة الركود فى عمليات البيع والشراء هذه تبدو منذ سنتين أو أكثر، وتوقع بارتفاع الأسعار الفترة المقبلة إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات حاسمة للقضاء على السوق السوداء وحل أزمة الدولار. وكان للمواطنين آراء مختلفة فيما يتعلق بارتفاع أسعار الذهب، حيث قال محمد فتحي، إن هناك مبادرة في قريتة والمناطق المجاورة له بالعياط، تسمى"شبكة بدون ذهب"، وهي تهدف إلى القضاء على مشكلة ارتفاع سعر الذهب وحل الأزمة التى يقع بها الكثير من الشباب وهي شراء"الشبكة"، قائلا: "الأسعار غالية والناس مش قادرة تشتري شبكة بعد ما الجرام ما وصل 500 جنيه". واستكمل حديثه قائلا: "إحنا في بلد أرياف والناس مش لاقية تاكل أصلًا مش تجيب دهب"، موضحا بذلك مدى صعوبة الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد والتى أثرت بشكل مباشر على كل ما يتعلق بمتطلبات الزواج. وأكد محمود أحمد، مهندس، على أن أسعار الذهب غالية بعدما وصل سعر الجرام إلى 500 ومن الصعب أن يشترى أحد "شبكة" في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، لافتا إلى أن الأسعار فى الوقت الحالى فى ازدياد ومن الصعب أن تنخفض، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يلجأ المواطنون إلى شراء الفضة لكونها أوفر من الذهب. واختتم حديثه قائلا: "الناس مش هتشترى ذهب بسبب الارتفاع اللي عمرنا ماشوفناه قبل كدا، ولازم الحكومة يبقى عندها حلول لأزمة ارتفاع الأسعار والمنتجات لأن الناس تعبت وزهقت جدًا. شاهد الفيديو..