علقت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم على مسيرة زعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونج الثانى بعد الإعلان عن وفاته إثر تعرضه لأزمة قلبية، بأن رحيله الفجائي قلق من تهديدات كوريا الشمالية وبرنامجها النووي على العالم، في لهجة احتفالية برحيله تعبر عن اطمئنان الجانب الأمريكي لهذا الرحيل. فمن جانبها، شنت صحيفة "واشنطن بوست" هجوما على الزعيم الكورى الشمالى السابق، مشيرة إلى أنه طالما شكل تهديدا على الأمن والسلم العالميين من خلال مساعيه لتحويل كوريا إلى دولة نووية. وقالت "إن كيم خلف والده فى رئاسة كوريا الشمالية عام 1994 بعد ثلاثة أعوام على انهيار الاتحاد السوفيتى وانتهاء المعاهدات الأمنية والتجارية ليجد نفسه مسئولا عن بلد متهشم عرضة لأي تهديد خارجى". وأضافت "أثر تطويع موارد بلاده "الشحيحة" من أجل تطوير أسلحة نووية وتحقيق مساعيه فى بناء صواريخ قادرة على استهداف الساحل الغربى للولايات المتحدةالأمريكية، واستخدامه ما يطلق عليه المراقبون الكوريون "ابتزاز نووى" فى سبيل نيل مساعدات دولية فى شاكل وقود وغذاء". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن كيم استطاع الحفاظ على جيش قوى إلا أن مواقف حكومته المتعنتة ضد الانفتاح الغربى أفضت إلى دخول بلاده فى مجاعة استمرت طيلة ثلاث سنوات فى الفترة ما بين عام 1996 إلى 1999 مما أودى بحياة مئات الآلاف من مواطنيه. وأكدت أن للزعيم الكوري الشمالي باع طويل فى تهديد الأمن والسلم العالمين إذ سبق أن أطلقت بيونج يانج صواريخ باليستية على اليابان عام 1998، فضلا عن بيعها صواريخ إلى كل من إيران وسوريا وباكستان ودول أخرى مما ساهم فى تأجيج المخاوف بشأن احتمالية وصول أسلحة دمار شامل صنعت فى كوريا الشمالية إلى يد جماعات متطرفة. ونوهت إلى ما وصفته ب"انتهاكات" كوريا الشمالية للمعاهدات الدولية علاوة عن إنتاجها أسلحة من مادتى اليورانيوم والبلاتينيوم والتى لم تعزز من مواقفها الدولية بل على العكس ساهمت فى تعطيل المحادثات السداسية بشأن البرنامج النووى الشمالى. وعلى صعيد العلاقات مع واشنطن، لفتت الصحيفة إلى ما جاء على لسان مايك برين أحد الكتاب الكوريين الجنوبيين المتخصصين فى الشأن الشمالى فقالت "لقد سعت يونج يانج بعد انهيار الاتحاد السوفيتى إلى تحسين علاقاتها الثنائية مع واشنطن إلا أن الولاياتالمتحدة لم تبد من جانبها ترحيبا بتلك الخطوة مما استدعى مساع من الكوريين الشماليين إلى تطوير أسلحة نووية فى سبيل لفت أنظار الأمريكيين". ومن جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "لطالما مثل زعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونج الثانى بؤرة اهتمام داخل أروقة جهاز الاستخبارات المركزية "سى آي إيه" الذى بدوره سعى إلى تتبع تحركات كيم وتحليلها نفسيا". ولفتت الصحيفة إلى أن كيم كان منبوذا من قبل الإدارات الأمريكية حيث سبق وأن نعته الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش "بالقزم" و"المستبد"، كما اعتاد تعريف بلاده إلى جانب كل من إيران والعراق ب"محور الشر". كما أشار بوش إلى تضافر الجهود الدولية ضد بيونج يانج إبان حكم الزعيم كيم لدفعها على شفا حافة انهيار كامل والتشجيع على إنقلاب ضده حيث هددت واشنطن بقطع علاقاتها التجارية مع بيونج يانج وتضييق الخناق عليها على الصعيد الاقتصادى وتصدير الأسلحة. وأضافت الصحيفة "أنه فى عام 2002 واجهت الإدارة الأمريكية نظيرتها الكورية الشمالية بأدلة تفيد بمحاولاتها التملص من معاهدتها النووية مع واشنطن الموقعة عام 1994 وذلك من خلال شرائها معدات لتخصيب اليورانيوم من عبد القادر خان مؤسس برنامج إسلام أباد النووى، مما أفضى إلى احتدام المواجهة بين الجانبين محدثا تغيير فى طبيعة التهديد الذى تمثله كوريا الشمالية". وأشارت إلى أنه بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 توارى الزعيم الكورى عن الأنظار نهائيا قرابة شهرين حيث تواردت تقارير عن اعتزامه الاختباء خشية أن يكون الهدف التالى لإدارة الرئيس الأمريكى السابق بوش، لكنه ظهر مرة أخرى ليبدأ مواجهة ساخنة مع إدارة الرئيس بوش عام 2006 حين قامت بيونج يانج بإجراء أولى تجاربها النووية.