تأتى المحادثات التى تبدأها الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية اليوم الاثنين5/3/07 بمقر بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة فى إطار تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما تبعاً لاتفاق تعهدت بموجبه بيونج يانج بالتخلى عن برنامجها النووى مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية وعلاقات افضل مع واشنطن.. ويصنف المراقبون هذا الاجتماع بأنه الأرفع مستوى بين الجانبين على أرض أمريكية منذ أوفد زعيم كوريا الشمالية كيم إيل مبعوثاً رفيعاً إلى واشنطن عام 2000 فى إطار مساعى تعزيز العلاقات بين البلدين بينما اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس هذه المحادثات بأنها تُشكل بداية تنفيذ الاتفاق الذى جرى التوصل إليه قبل أسبوعين ..وفى إطار هذه المحادثات من المقرر أن يلتقى مبعوث كوريا الشمالية كيم كى جوان ونظيره الأمريكى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية كريستوفر هيل للبدء فى محادثات سبل التوصل إلى حل للمشكلات بين البلدين اللتين مازالتا فى حالة عداء شديد منذ الحرب الكورية التى اندلعت فى الفترة بين عامى 1950-1953 .وأشارت الخارجية الأمريكية أن من بين الموضوعات التى ستكون على جدول أعمال المحادثات مناقشة تصنيف واشنطن لكوريا الشمالية على أنها دول راعية للإرهاب والعقوبات التجارية التى فرضتها الولاياتالمتحدة على كوريا الشمالية.وتأتى المحادثات الثنائية بين واشنطن وبيونج يانج تلبية لشرط فرضته كوريا الشمالية للتخلى عن طموحاتها النووية مع توقعات أن تؤدى إلى تقريب الطرفين للمرة الأولى منذ انقسام كوريا بعد الحرب العالمية الثانية ، وتنعقد أيضاً وسط جدل فى واشنطن حول ما إذا كانت وكالات الاستخبارت الأمريكية ضخمت التهديد الذى يُشكله برنامج بيونج يانج السرى لتخصيب اليورانيوم عام 2002 ومدى قدرة هذه الوكالات على توفير معلومات موثوقة عن كوريا الشمالية .وتعتبر محادثات اليوم الاثنين هى جزء من الاتفاق الذى تم التوصل إليه إثر المفاوضات السداسية ( الكوريتان والولاياتالمتحدة وروسيا والصين واليابان ) فى 13 فبراير الماضى لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووى وبموجب هذا الاتفاق تعهدت كوريا الشمالية بإغلاق أبرز منشآت نووية لديها ، وببدء خطوات نحو التخلى عن برنامجها النووى العسكرى مقابل مساعدات تصل إلى 300 مليون دولار وخطوات نحو إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الولاياتالمتحدة .. و يلاحظ المراقبون سرعة انعقاد هذه المحادثات بعد أن كان الرئيس الأمريكى بوش صنف كوريا الشمالية عام 2002 ضمن دول محور الشر .وبالرغم من وصف المراقبين لهذه المحادثات بأنها هامة إلا أن هناك كثير من التساؤلات تثور فى واشنطن عما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية ضخمت الخطر النووى الذى تمثله بيونج يانج الى جانب وجود تحذيرات لمسئولين أمريكيين من أن المحادثات فى نيويورك تشكل مجرد خطوة أولى صغيرة فى اتجاه إقامة علاقات دبلوماسية داعية إلى ضرورة أن تلبى كوريا الشمالية سلسلة مطالب امريكية فى مجال نزع الأسلحة النووية قبل إنهاء سنوات طويلة من العداء بين الدولتين .وجدير بالذكر أن هذه المحادثات تأتى فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام محمد البرادعى سيزور كوريا الشمالية فى 13 مارس / آذار المقبل لبحث كيفية البدء بتفكيك منشآتها النووية ، حيث صرحت المتحدثة باسم الوكالة أنه من المقرر أن يصل البرادعى إلى بكين فى 12 مارس / آذار ثم يتوجه إلى كوريا الشمالية يوم 13 فى زيارة تستمر 48 ساعة .