هددت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، بشن حرب انتقامية ضد نظيرتها الجنوبية، مبررة تهديدها بسبب وجود وحدات عسكرية كورية جنوبية في الجبهة الأمامية ونصب شعارات تستهدف الجيش وتسيء لكرامة الشمال، مدعية بأنه "نوع من الإعلان الواضح عن حرب". ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي يعد فيه الجانبان لعقد محادثات نادرة لمناقشة مشروع البرنامج السياحي المشترك في الدولة المنعزلة، حيث توجه وفد كوري جنوبي مكون من مسؤولين حكوميين ورجال الأعمال إلى المنتجع السياحي في الشمال لمناقشة ملكية الممتلكات الكورية الجنوبية التي تم مصادرتها من قبل الشمال. ونقلت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، عن المتحدث باسم الحكومة الكورية الشمالية، والذي لم تذكر اسمه، قوله "ستقضي كوريا الشمالية على مجموعة الخونة عن طريق حرب انتقامية مقدسة"، محذرا من مغبة وقوع كوارث غير متوقعة ما لم تقدم سول اعتذارا على الاستفزازات. وعبرت كوريا الشمالية عن غضبها من انتقاد زعيمها كيم جونج إيل ووالده الراحل مؤسس الدولة كيم إيل سونج، اللذين يتمتعان بقدسية وتبجيل من فئات الشعب كافة، وتمتد قدسيتهما لتشمل كل جوانب المجتمع الكوري الشمالي. وكانت الكوريتان قد أطلقتا البرنامج السياحي إلى منتجع جبل كومكانج في الشمال عام 1998 كجزء من المساعي لتشجيع المصالحة مع توفير مصدر للعملة الصعبة المشروعة لكوريا الشمالية التي تعاني من ضائقة مالية، إلا أن المشروع توقف عام 2008، عندما توفيت سائحة كورية جنوبية جراء إطلاق النار عليها من قبل جندي كوري شمالي بالقرب من المنتجع. من ناحية أخرى، توقع جيون سونج هون أحد كبار الباحثين فى معهد دراسات الوحدة الكوري الجنوبي اليوم الأربعاء أن تقوم كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية ثالثة في غضون سنة واحدة في المستقبل. وقال جيون -في حلقة دراسية نظمها معهد استراتيجية الأمن الوطني في سول اليوم، أوردت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية مقتطفات منها- "إن أكبر دافع وراء قيام بيونج يانج بتجربة نووية ثالثة هو ترسيخ الأساس كي تصبح كوريا الشمالية دولة قوية ومزدهرة بحلول عام 2012"، مشيرا إلى أن الدولة القوية والمزدهرة التي يشير إليها نظام زعيم كوريا الشمالية كيم جونج إيل، تعني الدولة القوية العسكرية المسلحة بالأسلحة والصواريخ النووية. وأوضح جيون أنه من الممكن أن يتم استغلال التجربة النووية الثالثة كأداة لولي العهد لكوريا الشمالية كيم جونج أون من أجل الإدارة المستقرة لتوريث السلطة إلى الجيل الثالث، وكسبيل للتهديد وممارسة الضغوط على المجتمع الدولى وكوريا الجنوبية. ورجح أن يكون الدافع العلمى والتقنى لإتمام تطوير نظام الأسلحة هو السبب وراء القيام بالتجربة النووية.