محتويات الملف : *حرب كلامية جديدة *وقفة تاريخية .. بداية التقسيم .. محطات ومحاولات .. التلازم بين الاقتصاد والسلام .. ثلاثة مشروعات اقتصادية دائمة *القمة الكورية التاريخية الأولى * القمة الكورية التاريخية الثانية مقدمة يحمل عام 2008 الذكري الستين علي انفصال الكوريتين حيث تأسست حكومتان أحداهما جنوبية والأخري شمالية علي شطري شبه الجزيرة الكورية. ورغم كل شيء ورغم الزمن الطويل الذي مضي علي هذا الانفصال لكن لم تستطع الكوريتان أن تضعا نهاية لهذا الانفصال. *حرب كلامية جديدة وفي أعنف حرب كلامية جديدة بين الكوريتين هددت كوريا الشمالية بتدمير جارتها الجنوبية ،ليتواصل التصعيد بين الجارتين الكوريتين على خلفية ما تقول كوريا الشمالية إنها سياسات متشددة لرئيس كوريا الجنوبية الجديد "لي ميونج باك" والتي أذكتها تجربة إطلاق صواريخ جديدة أجرتها بيونج يانج. وفي أحدث فصول هذا التصعيد، رفضت كوريا الشمالية تبريرات الرئيس الجنوبي لتصريحات القائد العسكري لقوات بلاده واعتبرتها الجارة الشمالية تصعيدية. التهديد جاء ردا على تصريحات المسؤول العسكري الجنوبي والتى أكد فيها أن شن هجوم عسكري وقائي على الجارة الشمالية أمر متوقع ومأخوذ بعين الاعتبار. كوريا الشمالية ترجمت ذلك بهجوما على الحكومة الجديدة المحافظة في سول وحليفتها الولاياتالمتحدة باختبار اطلاق صواريخ وطرد مسؤولين كوريين جنوبيين من مجمع صناعي مشترك في كوريا الشمالية والتهديد بابطاء صفقة لنزع السلاح النووي. وحذرت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية من القيام بأي إجراءات استفزازية بالقرب من مياهها الإقليمية، مشيرة إلى أنها لا تعترف بالحدود البحرية التي رسمتها الأممالمتحدة منذ أكثر من 50 عاما. ورفضت سول مطالبة بيونج يانج بإعادة رسم الحدود البحرية بينهما، معتبرة هذه المطالبة عديمة القيمة. جدير بالذكر ان ترسيم الخط الفاصل الشمالي تم من جانب واحد من قبل الأممالمتحدة بقيادة الولاياتالمتحدة في نهاية الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، إلا أن كوريا الشمالية لم تعترف به قط، ما أدى إلى اشتباكات بحرية بين الكوريتين في عامي 1999 و2002 أسفرت عن خسائر بشرية فادحة. التحركات الكورية الشمالية وتهديد أمن شبه الجزيرة الكورية ادى إلى تعقيد العلاقات الكورية المشتركة وكذلك الوضع في شمال شرق آسيا . وقفة تاريخية .. وعند الحديث عن الكوريتين وحاضرهما حاليا .. لابد من وقفة قصيرة نشير بها الي الجذور التي أدت الي انقسام وتشظي شعب واحد الي شعبين.. ولطالما ظل هذان الشعبان يحلمان برؤية اليوم الذي يعودان به كما كانا من قبل رغم التيقن بأن المهمة في غاية الصعوبة . بداية التقسيم .. ويعود التقسيم الي عام 1945، عندما قدمت الأممالمتحدة مخططها لإدارة شبه الجزيرة الكورية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت إدارة الجزء الشمالي في يد الاتحاد السوفيتي حينذاك والجنوبي في يد الولاياتالمتحدة، وتسببت الحرب الباردة بين القوتين العظميين في خلق دولتين منفصلتين وكان ذلك في عام 1948 فقد أصبحت هناك كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. و ظلت العلاقة بين البلدين بين مد وجزر وفي فترات معينة ساءت الي الحد الذي بلغت فيه اندلاع الحرب وكان ذلك في الأعوام 1950 - 1953 و انتهت التوترات باتفاق لوقف اطلاق النار وليس اتفاق سلام كما يتمني الشعب الكوري. محطات ومحاولات .. كان عام 2000 تاريخيا بكل المقاييس للشعب الكوري لأنه العام الذي شهد أول قمة بين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج - ايل ونظيره الجنوبي كيم داي جونج. ورغم الفتور الذي تلاها إلا انها حققت عدة نتائج من بينها إعادة فتح مكاتب الاتصال والتنسيق في قرية بانمونجوم الواقعة علي المنطقة العازلة بين طرفي المواجهة، والافراج في كوريا الجنوبية عن أكثر من 3500 من أسري الحرب الشماليين. ومن بين أهم النتائج علي الصعيد الشعبي التقاء مائة كوري شمالي، للمرة الأولي منذ الانفصال، بأقاربهم في الجنوب في دراما عاطفية مؤثرة تناقلتها وسائل الإعلام في مختلف أرجاء المعمورة، كما زار كبار الصحافيين الكوريين الجنوبيين الشطر الشمالي للمرة الأولي من أجل توسيع قنوات الحوار بين الطرفين، ولوحظ أن الطرف الشمالي أوقف حربه الدعائية علي الجنوب. وإبان الفوضِي التاريخية للحرب الباردة توصلت الكوريتان الي الاتفاقية الاساسية في مطلع التسعينيات لنزع شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية.، وقد ذهبت الجهود ادراج الرياح مع أول أزمة نووية لكوريا الشمالية. وكانت المحاولة الثالثة في الاعلان المشترك للخامس عشر من يونيو عام 2000 ومع ذلك فان التغييرات الكبيرة والتعاون فشلتا في منع اختبارات كوريا الشمالية. وجاءت المحاولة الرابعة في قمة عام 2007 التي جعلت الناس يتساءلون ما اذا سيشاهدون تبخراً جديداً لأحلامهم في رؤية كوريا واحدة. محاولة تطوير علاقات الكوريتين والسلام والازدهار بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس روه مو هيون لبيونج يانج في الفترة من 2 - 4 أكتوبر عام 2007 ، جدد الجانبان الكوريان التأكيد علي روح إعلان 15 يونيو المشترك، و تبادلا الآراء حول جميع القضايا المتعلقة بتطوير علاقات الكوريتين، السلام في شبه الجزيرة الكورية، والازدهار الشعبي المشترك وتحقيق الوحدة. كما أعلن الجانبان اتفاقاً سمي بإعلان تطوير علاقات الكوريتين والسلام والازدهار . ، معبرين عن ثقتيهما في أنه إذا ما تم توحيد قوة ورغبة الشعب فمن الممكن أن يتم افتتاح عصر جديد من الوحدة الذاتية والإزدهار. العلاقات بين الكوريتين خطوات نحو السلام وإقامة التجمع الاقتصادي القمة الكورية والتطورات في العلاقات بين الكوريتين أولا : القمة الكورية التاريخية الأولى التطورات : في إطار تطبيق سياسة التعايش السلمي بين الكوريتين عبر المصالحة والتعاون. اعترفت إدارة الرئيس كيم داي جونج من قبل بكوريا الشمالية كشريك للمصالحة والتعاون . ووضعت هذه الإدارة نصب أعينها ثلاثة مباديء هي : 1. عدم التسامح مع أي اعتداء عسكري . 2. رفض أي محاولات أحادية الجانب للوحدة عبر التكامل . 3. السعي بجدية نحو المصالحة والتعاون بين الكوريتين. وجاء "إعلان برلين" للرئيس كيم داي جونج في خطاب له يوم 9 مارس عام 2000 في الجامعة الحرة ليضع أرضية مباشرة للقمة الكورية الأولى ، فقد كان إعلانا للسلام في شبه الجزيرة الكورية ، مع القيام بالوحدة عبر التعاون والمصالحة بين الكوريتين. وبعد إعلان برلين ، وبعد تبادل المبعوثين الخصوصيين ، تم الإعلان عن عقد القمة الكورية الأولى في 10 أبريل 2000. وكان إعلان برلين بمثابة اقتراح موسع يغطي سلسلة متنوعة من القضايا التي تهم الكوريتين ، وتضمن الاقتراح تأييد محاولات كوريا الشمالية لبناء وتوسيع بنيتها الاجتماعية ، والاهتمام بالإصلاح الزراعي في كوريا الشمالية ، وتوفير المساعدة الإنسانية ، وإقامة السلام في شبه الجزيرة الكورية ، وإعادة توحيد الأسر الكورية المنفصلة ، وإقامة حوار على مستوى حكومتي البلدين. النتيجة والأهمية في هذه القمة ، اتفق القائدان الكوريان على اتفاق من خمس نقاط أطلق عليه اسم إعلان 15 يونيو المشترك. النقاط البارزة التي تم الاتفاق عليها في الإعلان المشترك : ** حل قضية إعادة الوحدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل مستقل . ** الاقتراح الكوري الجنوبي بشأن الاتحاد الكونفيدرالي والمقترح الكوري الشمالي بشأن الاتحاد بمستوى منخفض يتشاركان في عناصر مشتركة ، ويجب أن تسير عملية إعادة التوحيد في هذا الاتجاه. ** العمل باتجاه حل مثل هذه القضايا الإنسانية مثل إعادة توحيد العائلات المنقسمة وإطلاق سراح السجناء السياسيين المعتقلين منذ زمن طويل والذين يرفضون التخلي عن معتقداتهم الآيديولوجية. ** التنمية الاقتصادية المتوازنة عبر التعاون الاقتصادي بين الكوريتين والعمل سويا في المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية والبيئية وغيرها من المجالات. ** عقد المحادثات على مستوى حكومي . ثلاثة مشروعات اقتصادية دائمة: ** إعادة توصيل خط السكك الحديدية والطريق السريع اللذين يربطان بين الكوريتين. ** استفادة الشركات الكورية الجنوبية ورجال الأعمال من الأراضي والعمالة في كوريا الشمالية في مجمع كايسيونج الصناعي. ** زيارة السائحين الكوريين الجنوبيين لمنتجع جبل كيومجانج في كوريا الشمالية. ثانيا : القمة الكورية التاريخية الثانية : التطورات : واصل الرئيس روه مو هيون سياسة سابقه للمصالحة والتعاون ، وانتهج سياسة السلام والرخاء المشترك بين الكوريتين ، وكان الهدف من هذه السياسة تدعيم مناخ السلام في شبه الجزيرة الكورية والسعي نحو تحقيق الرخاء المشترك بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وفي منطقة شمال شرق آسيا الأكبر. ولتحقيق هذه الأهداف ، فإن السياسة رسمت ثلاث استراتيجيات أمامها هي : - الحل السلمي للمشكلة النووية لكوريا الشمالية . - إقامة نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية . - وتحويل كوريا إلى مركز ثقل اقتصادي في منطقة شمال شرق آسيا. ومع الإدراك بأن هناك تلازم بين الحل للقضية النووية لكوريا الشمالية وبين علاقات أفضل بين الكوريتين ، فإن إدارة روه مو هيون واصلت الدعوة إلى عقد قمة كورية ثانية. وردت كوريا الشمالية على الدعوة ، واتفقت الكوريتان على تحديد يوم 5 أغسطس 2007 ليكون الموعد الأصلي للقمة الكورية الثانية. النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها قبل القمة الثانية : * زيارة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون بيونج يانج في الفترة من 28 أغسطس إلى 30 أغسطس 2007 * في 18 أغسطس ، طلبت كوريا الشمالية تأجيل القمة إلى موعد آخر بسبب الخسائر التي لحقت بها نتيجة الفيضانات ، واتفق الجانبان على تأجيل موعد القمة إلى الفترة من الثاني إلى الرابع من أكتوبر. * ساعد الاجتماع على تطوير العلاقات الكورية إلى مستوى جديد وفتح مرحلة جديدة تجاه السلام والرخاء وإعادة توحيد الكوريتين. أهمية القمة الكورية الثانية .. نقطة بداية للسلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية لقد سعت الكوريتان طويلا إلى الاندماج ، ومن الأمثلة على ذلك إعلان 4 يوليو المشترك بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عام 1972 ، واتفاق المباديء لعام 1992 ، وإعلان 15 يونيو المشترك لعام 2000. القمة الكورية الثانية وفرت فرصة أمام توسيع الجهود لكي يتم التوصل إلى السلام والرخاء عن طريق المناقشات الصريحة . وبالإضافة إلى ذلك ، قدمت القمة فرصة للقائدين لتطوير نوع وحجم التعاون والتبادل بين الكوريتين ، وذلك عن طريق مناقشة شكل جديد لشبه الجزيرة الكورية. * وضع أساس لدورية لقاءات القمة الكورية : ومن خلال القمة ، استطاعت الكوريتان اتخاذ خطوة إلى الأمام تجاه عقد قمم منتظمة ودورية. وساعد انعقاد لقاءات القمة على تنمية العلاقات الكورية وجعلها تستند إلى جذور قوية ومستمرة . وعن طريق الاستفادة من الفرصة لتقوية مناخ الثقة إلى المستوى الذي يسمح للكوريتين بالاعتراف واغتنام الفرص التي أوجدتها التطورات الدولية المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية ، فإنه بإمكان الكوريتين زيادة مقدار اعتمادهما على بعضهما البعض عن طريق تخفيف التوتر العسكري وغيره من العوامل التي يمكن أن تساعد على تحسين العلاقات. ** احلام التزامن بين حل القضية النووية والتقدم في العلاقات بين الكوريتين : جاء توقيت عقد القمة بشكل متزامن مع بدء دخول إعلان 19 سبتمبر المشترك واتفاق 13 فبراير مرحلة التطبيق ، الامر الذى يدعو الى تدعيم التوصل إلى حل للمشكلة النووية ودفع العلاقات بين الكوريتين إلى الأمام. وعن طريق القيام بذلك ، فإن القمة كان يمكنها ان تساهم بشكل إيجابي في الإسراع في عملية إنهاء برنامج كوريا الشمالية النووية بما في ذلك التفكيك النووي. ** جعل القمم أكثر وضوحا مثل المحادثات بين الدول الكبرى المعنية بشبه الجزيرة الكورية وقضاياها المعنية . وبعكس خلفية التغيرات السريعة في الرؤية الآيديولوجية المحيطة بشبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا ، فقد كان من من المتوقع أن تثمر القمة بين القائدين عن مزيد من الجهود التي تحقق أكبر قدر ممكن من المصالح الوطنية. وذلك عن طريق اللقاء وجها لوجه ومناقشة القضايا الرهنة . المفاهيم الرئيسية للقمة الكورية الثانية : ** التلازم بين الاقتصاد والسلام : القمة الثانية للكوريتين تسمح بالبحث عن مستوى جديد من التعاون الاقتصادي الذي يمكن من خلاله أن يتم بناء علاقات قائمة على المصالح الثنائية. وعلى المدى البعيد ، يمكن للكوريتين البحث عن تأسيس وهيكلة مشروعات التعاون الاقتصادي التي ستعتمد على الاستثمار الفعال ومباديء السوق. وعبر خلق تحرك متلازم بين التقدم الاقتصادي والسلام ، يمكن ان تحاول الكوريتان التحرك خلف التعاون الاقتصادي الأساسي وتبدأ في ضخ استثمارات أكبر وأكثر ربحية من قبل كوريا الجنوبية ، وتطوير الاقتصاد الكوري الشمالي إلى الحد الذي يستطيع من خلاله أن يجعل من التعاون الاقتصادي محركا جديدا لنمو الاقتصاد الكوري الجنوبي. ويمكن للعلاقات الاقتصادية الأقوى أن تقوي مناخ الثقة بين الكوريتين ، وبالتعلم من الخبرات التي تم الحصول عليها من بناء مجمع كايسيونج الصناعي وإعادة توصيل خط السكك الحديدية والتطورات التي ساعدت على تقوية الثقة العسكرية ، السعى إلى تهدئة المخاوف الأمنية بصورة أكبر ونشطة حتى لا تشكل أي مخاوف تضر بالاقتصاد الكوري. ** نقطة بداية للحوار حول إقامة تجمع اقتصادي كوري مشترك : محاولة السعى إلى وضع الموارد البشرية والمادية الكورية الشمالية رهن الاستخدام الفعال عبر مشروعات التعاون بين الكوريتين ، ما يؤدى إلى تحقيق مزيد من التنمية المتوازنة بين شعبي الكوريتين.