مع رحيل عام 2011، ترحل معه أحداث وذكريات لا تنسى، يحل عام 2012، بدون مبارك وأتباعه من الفاسدين يرحل 2011 مخلفاً وراءه 4 حكومات تناوبت على ادارة شئون المصريين، ولم تفلح واحدة من الأربع في حل أزمة واحدة من 4 أزمات كبرى طاحنة، الأمن الاقتصاد، البطالة، الفقر. ذهب 2011 عام استرداد مصر، أو عام عودة مصر الى 85 مليوناً يعيشون فوق ترابها، عام لا ينساه أي مصري ولم يشهد عام منذ مئات السنين زخماً وحراكاً مثلما حدث في 2011، خلع نظام، وخلع حكومات، وخلع قوانين وأعراف فاسدة نتج عنها سرقة خيرات هذا البلد ووضعها في جيوب حفنة من المنتفعين، في حين يعاني الشعب من الفقر وتدني الدخل وعدم الحصول على حقه في حياة كريمة تعادل آدميته، وكرامته الانسانية. خلاف كبير بين ظروف مصر قبل وبعد خلع الملك فاروق، وتغيير الحكومات وقتذاك، لم تصل مصر الى حد الخطورة التي وصلت اليها عام 2011، فثورة 52 لم ترق فيها دماء ولم تستغرق سوى ساعات قليلة أما ثورة 25 يناير فكانت أشبه بمعركة راح ضحيتها آلاف المصريين بين شهيد ومصاب، واستمرت طوال عام 2011 تقريباً فلم تكد تهدأ الامور حتى تحدث الاشتباكات ويسقط المزيد من الضحايا ولم يتأثر الاقتصاد والأمن كثيراً مثلما حدث بعد ثورة 25 يناير. عموماً نحن الآن امام مشهد طويل استغرق 12 ظهراً قبل أن يحل علينا عام جديد، من المفترض أن نبدأ في جني ثمار 12 شهراً من القلاقل والاضطراب والفوضى، المشهد يقول إن 2011 شهد في شهره الأول حكومة أحمد نظيف القائمة منذ عام 2004. في اليوم الأخير من يناير الماضي خرجت حكومة شرف وجاءت حكومة أحمد شفيق، والتي لم تمكث هى الأخرى سوى 34 يوماً، ثم جاءت حكومة عصام شرف والتي مكثت حوالي 8 شهور حدث خلالها انهيار في الخدمات الأمنية وتدهور الوضع الاقتصادي، ولم يفلح شرف في معالجة الازمة رغم اجرائه 5 تعديلات وزارية محدودة خلال فترة رئاسته للحكومة، وجاءت الحكومة الرابعة حكومة الجنزورى الثانية، وعلى فكرة حكومة الجنزوري الأول كانت من 96 الى 99 واستمرت ثلاث سنوات ونصف السنة، والثانية بدأت مع نهاية نوفمبر الماضي، ولا أحد يعلم إلى متى تمكث في ظل الوضع الحساس والظروف المتغيرة لحظة بلحظة. ظل الملف الأمني منذ يوم 28 يناير، مع نزول الجيش الى المشهد الميداني هو الهاجس المخيف للجميع، وتبين أن الشرطة لا وجود لها، وتحمل الجيش عبء حماية الجبهة الداخلية الى جانب عمله الأصلي في حماية الجبهة الخارجية، وفي ظل هذا الوضع الأمني، تدهور الاقتصاد، ووصل الى مرحلة الانهيار، وصار الوضع الاقتصادي شديد الخطورة. دعونا نتفاءل رغم ما نحن فيه، دعونا نستقبل العام الجديد 2012، بكل أمل في رؤية برلمان جديد، وحر، برلمان يمثل فيه كل المصريين عبر انتخابات حرة ونزيهة، نحلم برؤية رئيس جمهورية جديد، من بين أبناء مصر الشرفاء، عبر انتخابات شفافة، نأمل في اقتصاد جديد قائم على العدالة وعدم تكريس الثروات في يد الفاسدين والمرتشين، وقضاء شامخ يعيد الحق لأصحابه، وقطاع شرطة تحرر من تاريخ غير مشرف، الى وضع جديد بين علاقة حب وجد مع الشعب المصري، نأمل في رؤية ملايين الشباب وهم يعملون في المصانع والورش، فلا بطالة، ولا انحراف، بل شباب يعمل ويجتهد نأمل في اختفاء ظاهرة سكان المقابر والعشش وفي اقتصاد شامخ، قادر على المنافسة، نأمل في تعليم مختلف ترفع فيه الكفاءة، بلا دروس خصوصية تلك الظاهرة التي يكتوي بنارها أولياء الأمور هل يتحقق كل ذلك في 2012، نأمل ذلك!