وزير الخارجية الأردني: كارثية الفشل في تطبيق القانون الدولي جعل من غزة مقبرة لأهلها    بالأسماء : انتشال 30 جثمانا بطبرق .. المصريون وقود الهِجرات عبر البحر    جيش الاحتلال يعلن هدنة إنسانية والمجاعة مستمرة.. الحية للشعب المصرى : إخوانكم في غزة يموتون من الجوع    الزمالك يشكر الرئيس السيسي على موقفه الإنساني تجاه حسن شحاتة    ارتفاع البتلو وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    محمود مسلم: لن نسمح لأحد بالعبث بأمننا القومي ومن يتجاوز في حق مصر سيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه    إيران ترد على ادعاء ترامب بتدخل طهران في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة    انخفاض طن اليوريا العادي 811 جنيهًا، أسعار الأسمدة اليوم في الأسواق    رئيس اتحاد طنجة: الزمالك دفع أقل من الشرط الجزائي ومعالي فضل الأبيض عن الدنمارك    16 ميدالية، حصاد البعثة المصرية في اليوم الثاني من دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    حرائق الكهرباء عرض مستمر، اشتعال النيران بعمود إنارة بالبدرشين (صور)    ضبط ومصادرة 162 جهاز صوت وسماعة بالدقهلية    في لقاء نادر، ماذا قال عمرو دياب عن زياد الرحباني؟ (فيديو)    اتهمت الفنانة بالاتجار بالأعضاء البشرية، التحقيق في بلاغات وفاء عامر ضد التيك توكر "بنت مبارك"    قرار من خوسيه ريبيرو بخصوص مباراة إنبي الودية اليوم    هل تصدق رواية الزمالك في تقديم لاعبه معالي.. وما علاقة بنشرقي؟ (فيديو)    افتتحها وزير التعليم العالي.. أبرز المعلومات عن جامعة كفر الشيخ الأهلية (صور)    فلسطينية ل خليل الحية: عد إلى غزة وجرب الجوع ليوم واحد ثم اتخذ قرارك    ضبط مصنع غير مرخص يعيد تعبئة زيوت طعام مستعملة ببني سويف (صور)    أول تعليق من محافظ سوهاج على حرائق برخيل (صور)    مقتل شخصين وإصابة آخرين في هجوم طعن في لندن    "شوية مطبلاتية".. تعليق قوي من أحمد عبد القادر على أنباء فسخ تعاقده مع الأهلي    كالعروس.. إليسا تخطف الأنظار بفستان أبيض في أحدث ظهور    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    عودة انقطاع الكهرباء في مناطق بالجيزة وخروج كابل محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة    رابطة الأندية: بدء عقوبة "سب الدين والعنصرية" فى الدوري بالموسم الجديد    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    الكشف الطبي على 540 مواطنًا بقرية جلبانة ضمن القافلة الطبية لجامعة الإسماعيلية    بمناسبة اليوم العالمي.. التهاب الكبد خطر صامت يمكن تفاديه    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    التحقيق في مصرع شخصين في حادث دهس تريلا بدائرى البساتين    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عائشة راتب في حوار ل » الأخبار« :
مستقبل مصر بأيدي الشباب وعليهم عدم التصادم مع الكبار لجنة الدستور يجب أن يمثل فيها كل فئات وطوائف المجتمع بعيداً عن مجلس الشعب
نشر في الأخبار يوم 11 - 12 - 2011

د.عائشة راتب أثناء حوارها مع نهاد عرفة بين الماضي والحاضر كان الحديث.. أعوام طويلة.. بل دهور متعددة عاشتها د. عائشة راتب أول أستاذة للقانون الدولي ووزيرة الشئون الاجتماعية والتأمينات الأسبق.. كانت لها بصماتها علي كل فترة فيها.. أنارت العديد من الشموع في سماء مصر.. إخفاقات قابلتها.. تحديات تغلبت عليها.. نجاحات حققتها كانت فيها مثلاً رائعاً للمرأة المصرية والعربية.. أكثر من ستين عاماً قضتها في العمل العام.. هي أول معيدة بكلية الحقوق وهو المنصب الذي اكتسبته بدعوي قضائية أمام مجلس الدولة للطعن علي قرار رفض تعيينها لأنها امرأة وهو ما يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري آنذاك..كان ذلك عام 1949.. وانطلقت لتحقق المزيد من النجاحات فكانت أول أستاذة للقانون الدولي.. وأول سفيرة لمصر بالخارج.. وثالث امرأة ترأس وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية منذ عام 1974 وإلي أن استقالت في أعقاب مظاهرات يناير 1977 تضامناً مع المتظاهرين ضد ارتفاع الأسعار.. وقد ارتبط وجودها بالوزارة بمد مظلة التأمينات الاجتماعية واقتناص حقوق المرأة المصرية.. وأشهرت معارضتها لقانون الانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس الراحل السادات الذي مازالت تكن له كل حب واحترام.. وكانت من أبرز المعارضين لاختصاصات رئيس الجمهورية حين كانت ضمن أعضاء اللجنة المركزية في مناقشات دستور 71 وواجهت السادات بذلك فأعجب بها وأمر بضمها للوزارة.. كما ظلت ومازالت تدافع عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. ولكنها كانت ومازالت ضد سياسات الرئيس السابق مبارك رغم حصولها علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في عهده عام 1995.. وكانت صاحبة المقولة الشهيرة التي وجهتها إليه في العام الماضي "أن شرم الشيخ ليست عاصمة لمصر وبقاؤك فيها يضع حاجزاً بينك وبين الشعب«.. وبعد ثورة 25 يناير 2011 أعلنت أنها أهم حدث في تاريخ مصر المعاصر.. وعلي مدي العشرة شهور الماضية رفضت التعديلات الدستورية مؤكدة أنها »ترقيع« وكانت تتمني أن نبدأ بوضع دستور جديد ليحمي مصر من كافة المشكلات التي قابلتها طوال الفترة الماضية.. ورغم تأكيدها علي الدولة المدنية إلا أنها ترفض النظام الرئاسي لأنه سيخلق لنا ديكتاتوراً جديداً.. الوضع في مصر الآن يقلقها رغم الخطوة المتمثلة في بدء انتخابات مجلس الشعب.. وكان للأخبار شرف محاورتها في العديد من القضايا..
في بيتها الأنيق البسيط المطل علي نيل مصر.. ومع فنجال الشاي وقطع الكيك البيتي التي تفضل وتصر علي تقديمه للزوار لتذكرنا بأيام الزمن الجميل وصفاء مياه النيل الخالد.. دار الحوار الذي أصرت فيه علي المقارنة والموازنة بين ثورتي 1952 و 2011 وما بينهما من اخفاقات وتحديات علينا أن نتذكرها لنتعلم منها ونخطو إلي المستقبل بخطوات مسرعة وواثقة.
لنبدأ معك من المشهد الأخير.. مشهد انتخابات المرحلة الأولي لمجلس الشعب.. كيف تراه د. عائشة راتب..؟
كنت أفضل منذ البداية تشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور يوضح أسس اختيار الرئيس القادم ومجلس الشعب ثم انتخاب الرئيس ثم يأتي مجلس الشعب ليحقق العدل ويضع الضوابط والقواعد لعودة مصر إلي ما كانت عليه قبل حكم مبارك.. فعبد الناصر والسادات كانا من أشد الناس إخلاصاً لمصر.. عبد الناصر يكفيه أنه أخذ بيد الفلاحين والفقراء وحقق العدالة الاجتماعية.. يكفيه تأميم قناة السويس وتشكيل حركة عدم الانحياز وبناء مصر زراعياً وصناعياً لقد حقق في الفترة الأولي من حكمه الكثير من آمال وأحلام الشعب المصري بالداخل والخارج وهزيمته في 67 لا تعني موته سياسياً وقد مهد بحرب الاستنزاف الخارقة لانتصار اكتوبر، والسادات يكفيه تحقيق انتصار اكتوبر 73.. أما عهد مبارك فكان أسوأ العهود ويكفي أنه جلس علي كرسي الحكم لأكثر من ثلاثين عاماً متواصلة، وهو ما أوصلنا إلي ما نحن فيه الآن، وكما قلت لك إن وضع الدستور أولاً بعد ثورة 25 يناير كان سيقينا كل المشكلات التي عاشتها مصر طوال العشرة شهور الماضية، لكن ما حدث من وضع الإعلان الدستوري والاستفتاء عليه »عك في عك« وترقيع كان يجب أن تعلو عليه مصر.
الحقوق والحريات
ما حدث قد حدث.. ماذا علينا الآن فعله بعد انتهاء المراحل الانتخابية وانعقاد مجلس الشعب..؟
قبل أن أجيبك علي سؤالك خاصة وأنه مازال أمامنا انتخابات المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة أناشد كل المصريين بالتأني في اختيارات المرشحين لا أخواني ولا سلفي ولا أي مرشح له توجه خاص بل علينا اختيار المصري »الكح« الذي يفضل مصلحة البلد ويترك كل شئ من أجل مصلحة مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي فكلنا مصريون منذ أيام الفراعنة وحتي الآن وإلي يوم القيامة والشعب المصري ذكي ويستطيع التعرف علي المرشح الذي يعلو المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة وللإجابة علي سؤالك أري أن الوضع المثالي بعد انتهاء الانتخابات اختيار لجنة تأسيسة منتقاة بعناية من العناصر الجيدة في المجتمع ممثلين عن مختلف الفئات والطوائف كل فئة تختار من يمثلها من رجال الفكر وأساتذة الجامعات.. إلخ بما فيها العمال لوضع الدستور الجديد بعيداً عن مجلس الشعب، دستوراً يلبي احتياجات الناس ويحميهم من بطش السلطة ويحدد اختصاصات الرئيس ومسئوليات الوزارة ومدة بقائها ويحدد الحقوق والحريات مثلما كان في دستور 1923 الذي يعد من أفضل الدساتير في تاريخ مصر، هذه الجنة تقوم ببلورة الآراء ووضع بنود الدستور وطرحه للمناقشة في وسائل الإعلام قبل الاستفتاء عليه فالدساتير دائما تعمل بحرية ومشاركة الأفراد والشعب وبالتالي لا أتصور أن تأتي فئة أو فصيل ما ويحاول أن يفرض نفسه علي الناس ويضع لهم الدستور فهذا مرفوضاً تماما وعلي الجميع أن يعي ذلك.
ما تعليقك علي المشهد السياسي في ظل الاختلافات بين التيارات والقوي السياسية والتشرزم الذي حدث عقب ثورة 25 يناير وما آل إليه الوضع الحالي في مصر وظهور قوي تصدرت المشهد السياسي مثل الإخوان المسلمين والسلفيين..؟!
الوضع مأساة.. وكثيراً ما أتساءل لماذا..؟ ولمصلحة من..؟ نحن في حاجة للتضامن أكثر من أي وقت مضي فليس من مصلحة مصر أن تقوم أي فئة في المجتمع بأي إضرابات أو اختلافات.. أري الكثيرين ممن يتحدثون باسم مصر ليسوا مخلصين فكل فئة تسعي لمصلحتها الخاصة سواء كانت حزباً أو تياراً دينياً، جماعة الإخوان المسلمين موجودة منذ سنوات طويلة ولكنني لا أعرفهم ولا أعرف سوي أن علي المرأة أن تنتقب وألا تعمل فمكانها البيت وأري أن أول من سيثور علي هذا الوضع هم زوجات الأخوان المسلمين أنفسهم، أما السلفيون فلا أعرفهم ولم أسمع عنهم إلا بعد رحيل مبارك فمن هؤلاء؟ كلنا أسلاف الرسول »صلي الله عليه وسلم وكلنا أسلاف من قبل ظهور الرسول، كلنا مسلمون ومسيحيون أهل مصر الفرعونية، الديانات جزء من وجودنا لكن الكل هي المواطنة.. نحن مواطنون في مكان اسمه مصر.. الفرعونة في مصر الفرعونية كانت سيدة قوية وقادرة والتاريخ يشهد علي ذلك والإسلام أيضاً يشهد علي ذلك فلماذا الآن يريدونها منتقبة قابعة داخل منزلها المرأة في عهد الرسول »صلي الله عليه وسلم« لم تكن كما يريدونها الآن كانت تذهب لأداء فريضة الحج مكشوفة الوجه وهي تصلي أيضاً مكشوفة الوجه فلماذا يريد السلفيون تغطية وجهها.. لقد قال الله تعالي »يا أيها الذين آمنوا إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم« لقد نادي الله سبحانه وتعالي الذين أمنوا رجالاً ونساءً ولم يقصرها علي فئة بعينها، فعلي المسلمين أو الأقباط أن يعلموا أنهم مصريون وحتي من قبل اليهودية والمسيحية والاسلام نحن مصريين وليعلموا أننا جميعاً زائلون ومصر هي الباقية فمصر فوق الجميع وما أراها الآن ليست مصر وأتمني أن يكون ما اشاهده الآن مخاضاً لظهور الديموقراطية.
هناك من يقول إن هذا شأن الثورات.. يحدث ذلك في تونس وليبيا وسوريا واليمن..!
لا.. ما يحدث في مصر الآن أكثر مما يحدث في تونس وليبيا وسوريا أو أي دولة أخري.. فمصر لها طبيعة خاصة.. المصري من أقوي الشخصيات في العالم في المحافظة علي الوطن.. التاريخ يقول ذلك.. نحن مصر القدوة والمثال الذي يحتذي به الكثيرون.. وما أراه أن كلا في جانب.. المجلس العسكري يعمل في وادٍ والشرطة في وادٍ والشعب صاحب الثورة في وادٍ آخر.. ولهذا ورغم أنني من أنصار الحكم العسكري إذا كانوا مخلصي النية في تحقيق الانضباط والعدالة.. إلا أنني أقول للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لو لم تكن قادراً علي القيام بالمهمة الموكلة إليك فعليك أن ترحل.. وعلينا أن نعي ما تريده لنا القوي الخارجية وبعض القوي الداخلية من تخلخل في النظام المصري وبالتوحد نستطيع التغلب عليهم والتاريخ المصري يؤكد أنه بالتوحد دائماً ما نهزم كل من يفكر شراً بمصر.
القوانين الثورية..!
وما هو تعليقك علي المشهد الحالي.. بعد إقالة حكومة د. عصام شرف وفشلها في تحقيق المطالب الثورية واختيار حكومة جديدة برئاسة د. كمال الجنزوري..؟
الوضع غريب ومأساة بمعني الكلمة..أنا لست من أنصار أن يحكم الشارع مصر كما أنني أرفض الحكومات الضعيفة بل من أنصار حكومة قوية مسئولة تحكم مصر كان هذا ما يجب تحقيقه في أعقاب ثورة 25 يناير حكومة ثورية قوية تحقق المطالب ولو كان ذلك حدث لم نكن لنصل إلي ما وصلنا إليه الآن وبالنسبة للمتظاهرين الثوار بميدان التحرير أرفض التعامل الأمني والعنف معهم ولا أتصور أن مصريا لمجرد انه من أفراد الأمن أن يحق له أن يفقأ عين مصري وأربأ بأي مصري أياً كان موقعه أن يفعل ذلك ومن يفعل ذلك يجب قطع رقبته وعلي المجلس العسكري والحكومة تكوين لجنة مشتركة للتفاهم والحوار مع أبنائنا المتظاهرين لا استخدام العنف معهم فلهم مطالب وإذا كانت المطالب عادلة فعليهم تحقيقها فوراً فالبطء في تحقيق المطالب العادلة والتأخر في إصدار القوانين الثورية أدي إلي ما نحن فيه الآن مثلاً قانون العزل السياسي كان يجب أن يصدر بعد تنحي مبارك فوراً.
بمناسبة حديثك عن البطء في إصدار القوانين.. كيف ترين مشهد المحاكمات لرؤوس النظام السابق بالمقارنة للمحاكمات العسكرية للآلاف من المدنيين..؟
أولاً المحاكمات العسكرية للمدنيين خطأ كبير فالمدنيون يجب أن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعي، وبالنسبة لمحاكمة رؤوس النظام السابق وخاصة محاكمة مبارك فقد رفعت رؤوسنا بين دول العالم فكلنا شاهدنا ما حدث في ليبيا ولكني غير راضية عن هذا الوضع من التباطؤ في المحاكمات عليهم الانتهاء من هذه المحاكمات سواء بالإدانة أو البراءة ولا أستطيع أن أفتي في ذلك فمن يفتي هو القاضي الذي ينظر القضية.
لماذا ألا ترين أن مبارك مدان..؟!
أيام مبارك في الحكم كنت معروفة بمعارضتي العلنية لسياساته الداخلية والخارجية وهو يعلم ذلك جيداً خارجياً اختلفت مع سياسته مع إسرائيل وداخلياً لأنه تنكر للغلابة وفتح صدره للهبيشة وباع مصر ولم يكن يحبني بسبب آرائي المعارضة لسياساته هذا ما كنت أعلنه خلال فترة حكمه لكن الآن وبعد أن ترك الحكم أربأ بنفسي أن أتحدث عنه.
عودة الأموال..!
ولكنك فوجئت كما تفاجأنا جميعاً بكم الفساد والأموال المنهوبة والمهربة خارج مصر.. هذه الأموال من وجهة نظرك كأستاذة للقانون الدولي هل يمكن استردادها..؟
نعم يمكن استردادها بسهولة لو توافرت الجدية وقد علمت أن هناك لجنة تكونت من مجموعة من النشطاء والمتطوعين للبحث عن هذه الأموال في جميع أنحاء العالم ونجحوا في الكشف عن الكثير منها وإن كنت افضل أن يكون مبارك وأبناؤه ورؤوس النظام السابق لو كانوا يعلنون عنها بأنفسهم لأن هذه الأموال ستنكشف وتظهر مع الوقت وأربأ بهم ألا يعلنوا ذلك بأنفسهم وأريد ان أوجه لهم سؤالاً وهو لو كانت هذه الأموال سرقت من جانب بعض من عامة الشعب هل كانوا سيتركونهم يلهون في طرة أم كانوا أعدموهم..؟! إن تطبيق العدل لا يفرق بين غني وفقير أو سلطان وفلاح..!
هذا الفساد المالي أدي إلي فساد سياسي أو العكس تراكم لعهود طويلة مما أدي إلي انتشاره بطريقة مخيفة كيف يمكننا القضاء عليه في المرحلة المقبلة..؟
الفساد السياسي يؤدي إلي فساد مالي فهما يرتبطان ببعضهما البعض والقضاء عليهما يكون بتغليظ القوانين والمحاكمات الفورية مثلاً الثورة الفرنسية أعدمت كل من ثبت عليه الفساد والثورة المصرية عام 1952 طبقت قانون الغدر وواجهت أصحاب المال والنفوذ وكل من كان يقف في طريق الثورة بدون تباطؤ كما حدث بعد ثورة 25 يناير ولهذا بدأت الإصلاحات سريعاً أعلم أن من قاموا بثورة يوليو من الضباط الأحرار هم من حكموا مصر وهو مالم يحدث لثوار 25 يناير لأن ثورة يناير ثورة شعبية ليست لها قائد والنظم الديموقراطية في العالم قامت بثورات شعبية ولكن الثوار في هذه الدول اختاروا لجنة من بينهم للتفاهم مع ما هو موجود للوصول إلي مجتمع ديموقراطي لكن ما حدث في مصر وجود فصائل كثيرة من النظام السابق تحاول إفساد هذه الثورة ولم تواجه بكل حزم.
جاءت ثورة يوليو لتعلي من شأن المرأة وكنت واحدة من هؤلاء.. بينما اعتلت أصوات كثيرة من الجماعات الإسلامية والسلفية التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير تطالب بعودة المرأة للبيت وتغيير قوانين المرأة والطفل وهو مالم يطالب به الثوار.. ما رؤيتك لهذا الوضع..؟!
جمال عبد الناصر كان يؤمن بدور المرأة في العمل والتعليم وقام بتعيين أول وزيرة امرأة وهي د. حكمت أبوزيد وتعيين أول نائبة في البرلمان وهي راوية عطية وشجع المرأة علي التعليم والعمل وقد كنت أول سفيرة لمصر بالخارج وجاء الرئيس الراحل أنور السادات امتداداً لجيل الثورة ففي عام 1971 كنت ضمن اللجنة المركزية لمناقشة الدستور وكنت من أبرز المعارضين لاختصاصات رئيس الجمهورية وقلت ذلك للسادات ولم يغضب مني بل أمر بتعييني وزيرة للشئون الاجتماعية والتأمينات وفي عهد مبارك تحقق للمرأة الكثير من المكاسب أضعاف ماكانت تحلم به منها قانون الخلع الذي يريد البعض إلغاءه الآن رغم أن هذا القانون جاء من قلب روح الإسلام فلا حياة زوجية بالعافية، فللمرأة حق الرفض مثل الرجل وأيضاً يريدون إلغاء قانون الطفل خاصة قانون الرؤية فإذا كانت هناك بعض الأخطاء فعلينا مناقشتها وتعديلها وليس إلغاءها وإن كنت منذ البداية لم أوافق علي قانون الرؤية وأنا هنا لا أتحيز للمرأة أو الرجل ولكن انحيازي لمصلحة الطفل فمن حق الرجل أن يري إبنه ويجلس معه ويخرج به وفي الوقت نفسه لا يأخذه ويهرب لابد من وجود ضوابط لا تؤدي إلي ذلك.
لقد امتد الغضب من فساد عهد مبارك إلي المطالبة بإلغاء كل ما له صلة بسوزان مبارك من قوانين ومشروعات.. ما رأيك..!
كنت أعرف حرم الرئيس مبارك كانت في بداياتها سيدة عاقلة تفكر باتزان وقد أقامت الكثير من المشروعات المهمة للمرأة والطفل ولكن لا أعرف من أقنعها بحكاية التوريث فاختلفت الأمور وتفجرت الثورة علي النظام بأكمله خاصة أن سياساته بدأت في التدهور من فساد مالي وسياسي والخصخصة وبيع القطاع العام وتشريد العمال وازدياد الفقر.. إلخ..لكن ما أحب أن أقوله إن أي مشاريع قد أقيمت في عهد مبارك أو زوجته فهي مشاريع دولة ومستقبل دولة والخطأ أنه تم وضع اسميهما علي هذه المشاريع وهو مايجب أن نأخذه في الاعتبار في المستقبل.
اتفاقية السلام..!
واتفاقية السلام مع إسرائيل..!
كنت من المعارضين لاتفاقية السلام وأعلنت ذلك صراحة للرئيس الراحل السادات فقال لي »كده ياعيشة« يقصد عائشة لم يغضب مني وقبلها كنت استقلت من الوزارة عقب مظاهرات 17 و18 يناير 1977 اعتراضاً علي زيادة الأسعار واعتراضاً علي وصفها بانتفاضة الحرامية واعتراضاً أيضاً علي قانون الانفتاح الاقتصادي ولم يغضب مني أيضاً فقد كان عكس مبارك الذي لم يكن يتحمل الرأي الآخر. ورغم رفضي لاتفاقية السلام إلا أنني عنما شاهدت إسرائيل تنسحب من سيناء أصبحت ضد إلغائها ومازلت ولكن يمكن إعادة النظر في بعض بنودها لأن الواقع يؤكد أنه علي أمريكا أن تغير من سياساتها أولاً قبل التفكير في إلغاء الاتفاقية وهذا لن يحدث لأن اليهود في أمريكا هم مفاتيح الانتخابات الأمريكية.
ما هي رؤيتك لمستقبل مصر..؟
مستقبل مصر يتوقف علي الشباب.. التربية والثقافة والتعليم والتخطيط والنظام.. المستقبل في أيدي الشباب وعليهم أن يعوا أن »الأمر شوري بينكم« وعدم التصادم مع الكبار، يجب أن تبقي بينهم نقطة وصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.