قال عبدالمحمود عبدالحليم السفير السوداني بالقاهرة، إن السودان ليست منحازة لطرف ما على حساب أخر في أزمة سد النهضة، وفي نفس الوقت ليس هناك خطورة على مصر والسودان من جراء إتمام هذا السد ونحن نؤمن أن هذا النهر ينبغي أن يكون ساحة للتعاون وليس الصراع، وعن طريق التنسيق المشترك يمكن إزالة أي مخاطر حقيقية أو متوخاة لهذا الطرف أو ذاك. وأعرب السفير خلال حواره مع " بوابة الوفد" عن تفاؤله بانعقاد القمة المصرية السودانية التي تعقد علي المستوي الرئاسي لأول مرة، وهو تفاؤل نابع من إرث الماضي بين البلدين، لافتا إلي أن تعاون مصر والسودان المشترك يعد نموذجًا للتعاون في المنطقة العربية والإقليمية، واللجنة المشتركة مؤهلة تمامًا للوصول بنا إلى بر الأمان لتحقيق ما ينشده الشعبان الشقيقان شطري وادي النيل. وإلى نص الحوار:- ما مسار العلاقات المصرية السودانية في ضوء التطورات الجديدة ؟ إن دولتى مصر والسودان يرتبطان بمشتركات حضارية وثقافية واجتماعية وتاريخية، وإرث كبير من خلال التاريخ المشترك الحافل بسجل العلاقات القوية بينهم، وعلى الرغم من التاريخ السابق الذي مر بمراحل صعود وهبوط في مستوى العلاقات حسب التطورات السياسية هنا وهناك إلا أن الثابت أن البلدين يفاخران بعلاقات وتطلعات مشتركة، وأنهما الآن يقبلان علي مرحلة جديدة من التعاون لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين وتحويلها إلى مصالح ومنافع يفتخر بها الشعبان في السودان ومصر. كيف ترى القمة المصرية السودانية التي تعقد علي المستوي الرئاسي لأول مرة؟ نحن نتوقع نجاحا كاملا لهذه القمة واللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لأنها تعقد علي المستوي الرئاسي لأول مرة بين البلدين وهذا يوضح جلاء الرغبة السياسية للطرفين في المضي قُدمًا في تعزيز علاقاتهم المشتركة في كافة المجالات، كما أن هذه اللجنة مؤهلة تمامًا للوصول بنا إلى بر الأمان لتحقيق ما ينشده الشعبان الشقيقان شطري وادي النيل، ونحن متفائلون بهذه القمة المشتركة بين البلدين وتفاؤلنا نابع من إرث الماضي بين البلدين وتعاون مصر والسودان المشترك يعد نموذجًا للتعاون في المنطقة العربية والاقليمية. ما مردود زيارة الرئيس السيسي في حفل تنصيب عمر البشير؟ زيارة الرئيس السيسي كانت إحدى ثمرات هذا التوجه الجديد الذي تقوده السودان ومصر نحو تعزيز هذه العلاقات لصالح شعبي البلدين، كما أن تلك الزيارة تعد الثالثة له منذ توليه الحكم في مصر، كما أنها تأتي أيضًا للسودان في فترة بلغ فيها عدد اللقاءات بين الرئيسين في عام واحد أكثر من 16 لقاءً، حيث إن الرئيس السيسي زار السودان ثلاث مرات والبشير زار مصر 6 مرات، والتقي الرئيسان 6 مرات في لقاءات هامشية في المحافل الدولية والقمم، وذلك رقم قياسي يدل على العلاقة القوية بين البلدين، وأنهما يسيران في الاتجاه الصيحيح وأن هناك رغبة والتزام وطني وسياسي واضح من البلدين لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات. كيف ترى حرب التصريحات بين مصرو السودان بشأن حلايب وشلاتين؟ أزمة حلايب وشلاتين من الممكن أن تحل عن طريق الحوار والتقارب بين البلدين الشقيقين، معتمدين علي ما لديهم إرث كبير من الحب والإخاء مما يفتح الباب لحل المشكلات بينهما بطريقة سهلة، وفي مقدمتها مشكلة حلايب ونحن في السودان ظللنا نطالب الأخوة في مصر أن نجلس سويا للحوار والتفاوض، وإذا فشلنا في ايجاد حلول مناسبة يمكن أن نجد حلول أخري سلبية مثل التحكيم الدولي ونحن نريد تصفير المشاكل والعقبات بين البلدين، وإزالة أي شوكة في خاصرة هذه العلاقات لأننا نريد أن نمضي شطري وادي النيل شمالًا وجنوبًا في تعاون بدون منغصات أو مشكلات وبعزم مشترك لتعزيز العلاقات بينهما في كافة المجالات ولذلك نجدد المطالبة للاخوة المصريين أن نجلس سويًا لحل هذه المشكلة تعزيزًا لعلاقات حالية وللاجيال القادمة. كيف تري أزمة سد النهضة وخطورتها على مصر والسودان؟ السودان ليست منحازة لطرف ما في موضوع سد النهضة، وإنني أؤكد أنه ليس هناك خطورة على مصر والسودان من جراء هذا السد وإننا نؤمن أن هذا النهر ينبغي أن يكون ساحة للتعاون وليس الصراع، وعن طريق التنسيق المشترك يمكن إزالة أي مخاطر حقيقية أو متوخاة لهذا الطرف أو ذاك، كما أن إعلان المبادئ التي وقعت في الخرطوم بمارس العام الماضي، التي أوجبت أن يكون النهر ساحة للتعاون وأن يكون الكل كاسبا من هذا المشروع الكبير وموقفنا كسودان لسنا منحازين ولسنا محايدين ونحن ننحاز لمصالح السودان التي ترتبط بمصالح اثيوبيا ومصالح مصر ايضا. هل تري الإعلام المصري يثير المشاكل كما قال البشير من قبل؟ هناك فلتات من بعض الإعلامين نراها بين الحين والآخر، ولذلك فإننا نولي اهتماما كبيرا جدًا لوجود التعاون والتنسيق بين إعلامي وصحفيي البلدين تحقيقًا للمصلحة المشتركة وحتي يكون الإعلام رائدا لمسيرة التعاون لا هادما لها. هل وجود سد النهضة يمثل مصلحة للسودان؟ هنالك العديد من المصالح التي يحققها سد النهضة للسودان ومن حقنا تحقيق مصالحنا طالما لم نلحق أضرار بأي طرف. هل لديك معلومات عن عدد الرعايا السودانين الموجودين في مصر؟ لا أود أن استبق الاحصاءات التي نعكف عليها الآن لتحديد ارقامًا للجالية السودانية في مصر. كلمه توجهها للشعب المصري؟ نحن شعب واحد في بلدين وإننا نقبل علي هذه الاجتماعات ونأمل أن ينعكس خيرها لصالح الشعب المصري والسوداني. كلمه أخيرة توجهها للرئيس السيسي؟ نحن نشكر الرئيس السيسي علي الاهتمام الكبير الذي يوليه للعلاقات مع السودان، ونوكد له أن القيادة السودانية تبادله هذا الاهتمام والحرص الشديد على تقوية العلاقات بين البلدين، ونتمني أن تكون اجتماعات القمة واللجنة العليا ترجمة للتعاون المشترك والالتزام المشترك بين الدولتيين الشقيقتين. شاهد الفيديو: