تقدم لخطبتها العديد من الأشخاص فهى فتاة ممشوقة القوام جذابة، ومنهم من اختصر الطريق وحضر لمنزلها ولكنها أبت ورفضت أن تتزوج دون حب، ومنهم من أراد أن يقيم معها علاقة غير مشروعة ولكنها نهرته، وبين هذا وذلك فضلت رنا زميلها فى العمل الذى كانت تشغل منصبًا أعلى منه، فتعتبر المدير المباشر له ولكنها ندمت بعد ذلك وأقرت أن مرآة الحب دائمًا عمياء وتمنت أن يعود بها الزمن للوراء وتقبل الزواج من الشبين المتدينين اللذين تقدما لخطبتها بعد أن انكشف وجه زوجها القبيح بعد سنوات الزواج الأولى، وانتهى المطاف داخل محكمة الأسرة بحثًا عن الخلع. رفضت الزوجة الاستماع إلى نصائح والديها وهرولت على خطى قلبها الأهوج وتزوجت مجدى بعد الضغط على أسرتها بعد ما نشأت بينهما قصة حب شهد لها زملائهما، إلا أن أسرتها وقفت أمام تلك الزيجة لعدم التكافؤ الاجتماعى والمادى بينهما، فهى تعمل مديرة بإحدى الوزارات الحكومية وتتمتع بقدر عالٍ من الجمال ومجدى يعمل موظفًا صغيرًا بذات الوزارة إلا أنها تحدت الجميع من أجله حتى استطاعت أن تقنع أسرتها بأنه الشخص الذى كانت تحلم به ولا يمكن أن تتزوج من غيره، وافق الأب لإرضاء ابنته الوحيدة بعد ما نصحها بأن تعيد التفكير مرة أخرى، إلا أنها قررت اختيار الحياة التى رسمتها مع حبيبها الذى انتظرته كثيراً. تم عقد القران وزفافهما سريعا، وما أن انتقلت رنا إلى عش الزوجية كانت دائمًا تشعر بأنها تعيش فى حلم جميل لا تريد أن تفيق منه، فقد رزقها الله بزوج يحبها ويعطف عليها ودائمًا ما يدللها ويلبى لها كل متطلباتها، ولكن سرعان ما تبدل به الحال وتحول إلى شخص شرس، فقد اعتاد سلب راتبها الشهرى مقابل أن يتركها تخرج وتعمل ولا يحرمها من حقوقها، ويكون ذلك ثمن تلك الحرية، ليس ذلك فقط فكان دائم ضربها وسبها وأحيانا يقوم بحبسها فى المنزل ويغلق عليها غرفتها ويحرمها من الطعام والشراب وقضاء حاجاتها بعد أن هددها بالحرمان من حضانة أطفالها الثلاثة إذا فكرت فى الطلاق، وكأنه ينتقم منها على حبها الشديد له. تتذكر «رنا» عندما تسلمت وظيفتها كمديرة موارد بشرية بإحدى الوزارات وتعرفت على زميلها فى العمل ووقعت فى حبه من أول نظرة فهو شخص محبوب بين زملائه والجميع يشهد له بحسن الخلق، وأجمل أيام عمرها التى أضاعتها وهى تنتظره حتى يستطيع أن يتقدم لخطبتها، فقد كانت ظروفه المادية لا تسمح بخطبتها. عاشت الزوجة 7 سنوات برفقة زوجها الذى كشف عن وجهه الحقيقى بعد الزواج، فقد كانت ترى العذاب والموت فى كل ليلة تمر معه بعدما اعتاد التعدى عليها بالضرب بين الحين والآخر رغم طاعتها له وتوفيرها كل احتياجاته، وكان يغلق عليها كل الأبواب والنوافذ أثناء خروجه من المنزل، اعتبرت الزوجة تصرفاته فى بداية الأمر بأنه نوع من أنواع الحب والغيرة، إلا أن تصرفاته تجاوزت الحد المسموح به وكانت كلما تفكر فى الطلاق تتذكر نظرات المجتمع للمطلقة بأنها فريسة سهلة، ولكنها تحملت من أجل تربية أبنائها وخوفًا من تهديداته، فكانت تفضل أن تموت من الجوع هى وأولادها على أن تصرف جنيهًا واحدًا من راتبها حتى لا تتعرض للضرب والتعذيب على يد زوج لا يعرف قلبه الرحمة، حيث اكتشفت بعد فترة من الزواج أنه تزوجها ليس لأنه يحبها كما أوهمها وإنما كان سبب زواجه لها طمعه فيما تملكه وما تحصل عليه من راتب من وظيفتها، فهى تعمل فى منصب أكبر منه، وتعتبر بمثابة رئيسه المباشر بالعمل. مرت السنون عليها وأصبح كل جزء فى جسدها يشهد على بطش الزوج المفترى، حتى يئست من حياتها وحاولت الهروب مع أولادها من المنزل ولكنه تمكن من إعادتها مرة أخرى إلى البيت عقب حصوله على حكم بالطاعة، لم يكتف بذلك بل طال جبروته أولاده الذين لا حول لهما ولا قوة فقد أصبح يعاقبهم على أخطائها حتى يشعرها بذنبهم، وفى آخر خلاف بينهما كان بسبب العلاوة التى تقاضتها من العمل وذهبت إلى طبيب بعد أن عانت من مرض عضال، وقتها تعرضت للضرب والحبس لمدة 3 أيام غاب فيها الزوج عن المنزل إلى أن عاد مرة أخرى ومعه زوجته الثانية، وأمر زوجته الأولى بخدمتها عقابًا لها على فعلتها، وهنا فاض بها الكيل وقررت أن تترك البيت الملعون التى عاشت فيه سنوات طويلة فى عذاب وظلم وقهر هى والأولاد وإنهاء مشوار العذاب الذى بدأته مع ذلك الشخص.