تتميز المرأة المصرية عن غيرها من نساء العالم بأنها تخلص لبيتها وزوجها وأولادها وتقدم كل غال ونفيس من أجل راحة أسرتها وهي تضحي دون أن تنتظر المقابل. لكن علي الوجه الآخر تشهد المحاكم مظالم كثيرة تعرضت لها العديد من الزوجات بعد أن غدر بهن أزواجهن وقاموا بتركهن بعد سنوات طويلة ليتزوجوا من آخريات. السؤال الذي تردده معظم الزوجات الآن: كيف نحمي أنفسنا من غدر الأزواج؟. حاولنا في هذا التحقيق البحث عن إجابة لهذا التساؤل ولكن في البداية استمعنا إلي عدد من السيدات اللاتي تعرضن للغدر من أزواجهن. هدي محمد عبدالرازق - ربة بيت: كانت تعمل من قبل بمحافظة القاهرة وأجبرها زوجها علي ترك العمل للتفرغ لبيتها وأولادها ووافقت من أجل أسرتها وحتي لا تغضب الله وبعد 8 سنواتپمن الزواج سافر الزوج لإحدي الدول العربية بهدف زيادة دخله وتوفير معيشة أفضل لأسرته وكان يرسل لها الأموال لتضعها باسمه في البنك وعندما عاد من السفر بعد حوالي 15 سنة تخللها اجازات قصيرة.. وفوجئت به يتزوج عليها فتاة صغيرة!! تخرجت في إحدي كليات الآداب وهي ابنة أحد أصدقائه الذي يعمل معه.. وكانت هذه مكافأتها بعد أن زحفت عليها علامات الزمن وضاع شبابها الذي أفنته من أجل أسرتها وأولادها الثلاثة حتي وصلوا إلي التعليم الجامعي. أضافت قائلة: إنها ستعيش من أجل أولادها حتي تطمئن علي حياتهم تماماً.. أما زوجها فأصبح لا يمثل كياناً مهماً في حياتها الآن.. ولن تترك حقها في الأموال التي تستحقها من خلال رفع دعوي قضائية عليه وهي تثق في أن القضاء سيقف بجانبها وستحصل علي جميع حقوقها كاملة. أما مديحة. أ. س "مدرسة" بإحدي المدارس الخاصة فتؤكد أنها تزوجت بزميلها بعد قصة حب بعد تخرجهما في كلية الآداب جامعة القاهرة وعملا سوياً في مدرسة واحدة.. وبعد فترة من الزواج لم يحدث إنجاب فذهبت إلي أطباء كثيرين فلم يجدوا عندها أي موانع للإنجاب.. وطلبت منه أن يذهب إلي الطبيب وبعد إلحاح منها وافق واتضح أنه يحتاج للعلاج وبدأ بالفعل هذا العلاج الذي استمر 10 سنوات كاملة وعندما تم شفاؤه قال لها الطبيب إن الحمل في مثل سنها يمثل خطورة علي حياتها وحياة الجنين وعندما لم يعلق زوجي واستمرت حياتنا بشكل طبيعي.. ثم بدأ زوجي يتغيب كثيراً عن البيت إلي أن علمت مصادفة بوجود علاقة بينه وبين إحدي الزميلات وأنه تزوجها وتركت المدرسة وعملت بمدرسة أخري وعندما واجهته اعترف وقال: هذا حقي!! تضيف نور. ب. م - مديرة حسابات بمصنع للملابس الجاهزة: أنها تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس دفعة 1997 ولكنها تزوجت منذ 4 سنوات من مدير أعمال بإحدي الشركات الخاصة وهو متزوج وله 4 أولاد في التعليم الجامعي وبرر زواجي منه.. أن زوجته أصبحت تتهمه بسبب وبدون سبب بالخيانة ودائمة الشجار والعصبية وأن الحياة صارت مستحيلة.. وكان القدر وراء زواجي من هذا الشخص وأنجبت طفلاً عمره الآن 3 سنوات وعلمت مؤخراً أنه تزوج بسيدة ثالثة دون علمي.. وشعرت بمرارة في نفسي وطلبت الطلاق بشرط الحصول علي حقوقي كاملة.. وهناك قضية منظورة أمام القضاء. أشارت إلي أن هناك عدداً كبيراً من الأزواج يؤمنون بمقولة "الغاية تبرر الوسيلة" لأن هناك العديد منهم فقدوا أخلاقهم تماماً!! هذه نماذج من نساء لا ذنب لهن سوي الوفاء لأزواج لم يراعوا الله فيهن. ويبقي السؤال: كيف تحمي الزوجة نفسها من غدر الزوج؟ علامات الغدر يقول الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم - استاذ الطب النفسي: إن هناك بوادر تنذر بأن الزوج سيغدر بزوجته مثل اختلاق المشاكل مع الزوجة لأي سبب حتي لو كان تافهاً وكذلك اهتمام الزوج بنفسه بشكل لافت للنظر مثل حرصه علي ارتداء الملابس الشبابية وسعيه لإنقاص وزنه وعندئذ يجب علي الزوجة أن تبحث علي الفور عن أسباب هذا التغيير وأن تضعه تحت المراقبة بأسلوب لا يلفت نظره حتي تتأكد من أنه ليس له علاقة بسيدة أخري وأنه لن يغدر بها!! أضاف أن الزوج يصل إلي مرحلة منعدمة في عمره يشعر أنه في حالة ملل من حياته الزوجية وخاصة بعد أن يصل إلي درجة علمية إلي جانب نفوذ مالي.. فيشعر بداخله بحالة من التغيير والثورة علي حياته الجديدة وأن يبدأ حياته التي كان يحلم بها منذ البدايات في الشباب. نصائح للزوجة تضيف سميحة نصر - أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك نصائح لحماية الزوجة من غدر الزوج أولها التوازن في كل شيء هو أفضل شيء فعلي المرأة وهي تضحي من أجل زوجها ألا تنسي نفسها.. وعليها أن تعتني بنفسها وأن تكون أماً حنوناً لزوجها وابنة مدللة وفي نفس الوقت لا تتنازل عن عملها من أجله إلا إذا كان يقدم لها ما يعوضها وأن يشعرها كأنه سيقدر لها ذلك. أضافت أنه يجب علي الزوجة ايضا أن تعمق الاتصال بزوجها وأن تشاركه أفكاره وتسانده في آرائه حتي إذا نظر إلي أخري سيزهدها ويعود إلي زوجته سريعاً. تضيف الدكتورة سامية الساعاتي - أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس الأعلي للثقافة: أن الزوج دائماً يلقي العبء علي المرأة سواء في تربية الأولاد ومباشرتهم واحتوائهم ومتابعتهم دراسياً.. علاوة علي أن تقوم بواجباتها المنزلية وأن تظهر في النهاية بمظهر لائق.. وفي غمرة هذه الأعباء يتهمها بأنها غير جديرة بأن تكون زوجة أو أم بل يبدأ الحديث مع الأصدقاء والمحيطين به بأن هناك عيوباً لزوجته لكي يجد مبرراً بأنه سيتزوج بأخري. أشارت إلي أن الزوجة هي وراء غدر الزوج بأنها تتنازل عن حقوقها من أجل أسرتها وأن هذا التنازل تكون نتيجته هو غدر الزوج لزوجته!! أضافت أنه علي الزوجة اليقظة في جميع تصرفات الزوج وخاصة الجلوس أمام الكمبيوتر وما هي المشاهد التي يحرص عليها ومراقبتها له في كل جوانب حياته!!