احتفلت بلادنا بمرور قرن على ميلاد الكاتب العملاق نجيب محفوظ، ولأن الأوضاع بأرض الكنانة مازالت مضطربة، فلم يلق الاهتمام اللائق به خاصة أنه تعرض لهجمة شرسة من قيادي سلفي غير منضبط اسمه «الشحات» اتهمه بالإلحاد!! وإذا سألتني ما الذي كنت تحلم به في الاحتفال بأديب نوبل، فإنني كنت أتصور حفلاً بالأوبرا يشارك فيه أبناء الوطن علي اختلاف انتماءاتهم وعلي رأسهم الاتجاه الإسلامي مثل كاتبنا الكبير فهمي هويدي احتفالاً بنجيب محفوظ، وتعرض لقطات من أفلامه، ويتناول لقاء الأوبرا خطورة «الشحات» وأمثاله من أهل التكفير علي مجتمعنا. هناك حكمة تعجبني تقول: لا يفل الحديد إلا الحديد، فمواجهة هؤلاء المتشددين لا يكون إلا بتقديم مفكرين ينتمون إلي مدرسة إسلامنا الجميل، ونخسر الجولة إذا قدمنا في مواجهة المتطرفين الإسلاميين مثقفين ينتمون إلي الفكر العلماني لأنهم متطرفون زيهم ولكن من نوع آخر!! وتزداد الأمور سوء إذا أفتى في هذا الموضوع فنانون اشتهروا بالخلاعة!! قال المنتج هاني جرجس إنه سيواجه التطرف الإسلامي بفيلم جميع أحداثه في غرفة نوم!! بالذمة ده كلام!! وهل يمكن مواجهة التشدد بأفلام منحلة وسيئة السمعة أم بأعمال جادة ترتقى بالفن وتعبر عن أحوال مجتمعنا؟ الجدير بالذكر أن هذا المنتج اشتهر بأفلامه التي تطيح بالأخلاق مثل «بدون رقابة» و«أحاسيس»، ومن آرائه المتطرفة أن حجاب النساء في مصر سببه الفقر وعدم القدرة علي زيارة صالونات التجميل!! من أغرب الآراء التي سمعتها في حياتي دعوة مخرجة الإثارة إيناس الدغيدي لانتخاب 50٪ فقط من أعضاء مجلس الشعب، والباقي بالتعيين!! لأن الناس عندنا غير قادرة حتي الآن علي الاختيار الصحيح لنواب البرلمان!! وأترك لحضرتك التعليق علي هذا الرأي الشاذ دون أي تدخل من جانبي!! رأى أعجبني ولم أكن أتوقعه وصاحبته ممثلة ناشئة قادمة من تونس واسمها «ساندي» قالت: أنا لا أفهم في السياسة ولكن في التمثيل فقط، وأقول بكل الأدوار بما فيها الإثارة!! لكنني سأقبل أي توجيه يفرضه المجتمع وأبتعد طواعية عن تلك النوعية من الأفلام التي يرفضها الرأي العام. قبل أيام كان مهرجان دبي للسينما. وواضح أنه «مصروف عليه جامد جداً» مع أن دولة الإمارات ليس فيها سينما، لكن بها فلوس والأهم منها أفكار تخدم هذا العرس الفني، فمثلاً «الاقتناع» كان فيلماً مليئاً بالإثارة والتشويق تم تصوير معظم لقطاته في دبي نفسها، بطولة الفنان العالمي «توم كروز».. وتساءل: لماذا لا تشجع مصر منتجي الأفلام الأجنبية علي التصوير ببلادنا بعد استقرار الأوضاع طبعاً؟ وبمناسبة ذكر «توم كروز» فهو مشهور عالمياً، ولكن الأعلي أجراً بين نجوم هوليوود حالياً وأصر أراهن أنك لم تسمع عنه في حياتك ما لم تكن من أهل النقد الفني!! اسمه «تايلور بيري» من أصول أفريقية وهو ممثل ومنتج ومخرج كمان! وقد تمكن من أن يحصن في سنة واحدة 130 مليون دولار.. يا بلاش! مأساة سوريا انعكست علي الوضع الفني بها فتراجعت الدراما السورية التي شهدت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة خاصة المسلسلات التاريخية والاجتماعية، واضطر عدد كبير من الفنانين إلي الهجرة، ومعظمهم استقر في مصر مثل جمال سليمان، وجومانة مراد، وكندة غلوش وأيمن زيدان وياسر المصري والمخرج السوري محمد عزيزية وغيرهم، وأهلاً وسهلاً بهم في بلادنا بيت كل الفنانين العرب. وتعجبت جداً لأن الفنانة السورية المتألقة «سلاف فواخرجي» هربت هي الأخري من سوريا واستقرت عندنا مع زوجها المخرج السوري وائل رمضان، وسر دهشتي أنها من أشد أنصار طاغية سوريا بشار الأسد ومن قبله والده، فلماذا تركت بلادنا في هذا الوقت بالذات؟ وسبق أن انتقدت موقفها أكثر من مرة في هذا المكان، ورغم ذلك أرحب بها في مصر التي تسع الجميع.