ما بين مشهد النجم الهوليودى "توم كروز"، وهو يجلس مرتاحا فى المؤتمر الصحفى الذى عقد له ببرج خليفة، بمناسبة عرض فيلمه "برتوكول الشبح مهمة مستحيلة 4" فى افتتاح الدورة ال8 من مهرجان دبى السينمائى الدولى، حيث بدء كروز كلامه بتوجيه الشكر إلى "صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد"، على كل التسهيلات التى قدمه لكروز منتج العمل أيضا وعلى رعايته السامية وتقديم كل التسهيلات لينجز كروز وفريق عمله المشاهد التى تم تصويرها فى برج خليفة على أكمل وجه، من بينها لقطات لتحطيم زجاج أحد الأدوار، وتأكيد كروز أن دبى باتت مدينة عالمية بحق، أمام كل الكاميرات ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية، ومشهد حضور حاكم دبى ونائب رئيس دولة الإمارات حفل افتتاح المهرجان ودخوله إلى المسرح المقام به حفل الافتتاح بصحبة توم كروز، يتأكد لنا حجم ذكاء ووعى حاكم دبى بأهمية الفن والفنون وأهمية السينما التى تروج لدبى، وهو بالتأكيد ما سينعكس على الكثير من الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية، فهناك فيلم لنجم صاحب جماهيرية، وفيلم له شعبية على مستوى العالم "المهمة المستحيلة" بأجزائه السابقة، تم تصويره فى دبى وسيعرض فى كل دول العالم فى الأسابيع المقبلة، وهو الفيلم الذى أصبح وثيقة سينمائية توضح حجم التطور الذى تشهده دبى ومازالت.. من هذا المنطلق أعتقد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على تقديم كافة التسهيلات لفريق العمل، ولذلك أصر أيضا على حضور حفل الافتتاح حيث أكد فى حديثه لوسائل الإعلام "أن دبى ستظل تفتح ذراعيها وأبوابها للفن وأهله باعتبار الفن وسيلة من وسائل التقارب الإنسانى والتواصل الأسهل والأرقى بين ثقافات العالم وشعوبه، وأعرب سموه عن سعادته بمشاركة هذا العدد الكبير من الفنانين المحليين والعرب والأجانب فى هذه التظاهرة الفنية الإنسانية التى تحظى باهتمام إعلامى ملحوظ ما يجعل دولتنا الحبيبة فى عين الكاميرا على مدى سبعة أيام". وحديث محمد بن راشد لا يعكس فقط الوعى بأهمية الفنون بقدر ما يؤكد على الرغبة الحقيقية فى البناء والانجاز والسعى وراء هدف تطوير دبى، والنهوض بها دائما، وأعتقد أن هذا هو الفرق بين حاكم وآخر حاكم بخطط بوعى ليبنى وآخر لا هم له سوى الهدم أو الاستفادة، ولذلك من الطبيعى أن تلحظ عينيك كلمة واضحة ضمن الكلمات الموجودة ببرج خليفة " من الرمال إلى السحاب "وذلك هو الإنجاز فى حين أننا فى مصر كنا نملك الكثير ولكننا نصر على هدمه، فمازال عندنا من يخرج علينا متسائلا عن حرامنية الفن، ومن يقول إن الحضارة الفرعونية عفنة طبقا لتصريحات عبد المنعم الشحات القيادى السلفى، ونرفض تصوير الأفلام العالمية بمصر لمبررات واهية.. فمتى نفكر فى البناء.