زعمت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية أن هناك حالة من الانفتاح تعيشها حركة "حماس" فى قطاع غزة، حيث أصبحت تميل إلى مزيد من الحرية في الكثير من التعاملات السياسية والاجتماعية. وقالت الصحيفة إن حماس تأثرت بثورات الربيع العربى ونجاح الإسلاميين فى الانتخابات، وحرصهم على طمأنة المواطنين بعدم فرض أى قيود على الحريات الشخصية . وادعت الصحيفة أنه منذ الاستيلاء على غزة، فرضت حماس قواعد دينية صارمة على المواطنين، رغم أنهم محافظون بطبيعتهم, كإجبار الشباب المتزوجين على إظهار وثيقة الزواج الخاصة بهم, وإلزام الفتيات في المرحلة الثانوية على ارتداء الحجاب, وأمرت أصحاب المتاجر بتغطية العارضات ومنع تدخين السيدات ل"الشيشة", في الأماكن العامة فضلا عن الرقابة الصارمة على وسائل الإعلام المحلية. إلا أن الحركة يبدو أنها استفادت من دروس التيارات الإسلامية فى مصر والدول العربية الأخرى، وبدأت فى الأشهر القليلة الماضية تخفيف قيودها على المواطنين فى غزة. وأشارت "هاأرتس" إلى أن "فوزي برهوم", المتحدث الرسمي لحركة حماس في غزة, اعترف أنه كانت هناك سياسات وأساليب خاطئة فى الماضى، لبعض قادة الأمن والناشطين وهى أعمال فردية، وليس سياسة حكومية، مؤكدا أن سياسة الحركة هي "عدم فرض شيء على أحد". وقالت الصحيفة إن "خالد مشعل", زعيم حركة حماس، أبدى إعجابه بالنجاح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات, خلال زيارته للقاهرة الشهر الماضى, وقال " نحن بحاجة إلى أن نتعلم من هذه التجارب في التعامل مع الأطراف الأخرى والفئات الاجتماعية". وقالت "هدى نعيم"، العضو في حركة حماس، إن الحركة استفادت من التحول الديمقراطى الذى يجتاح العالم العربي. وأضافت أن الدروس المستفادة من الربيع العربي فتحت المجال لمزيد من الحرية السياسية والنقاش المتبادل بعد سنوات من المواجهات السياسية. واشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت هذه التغبرات مجرد تكتيكات من حماس أم هى بالفعل تحول حقيقى نحو الحرية، ووقف قمع المسيرات الخاصة بالمنافسين السياسيين وخصوصا حركة " فتح ". وقالت الصحيفة إن حماس غيرت رؤيتها ونظرتها للكثير من الأمور السياسية والاجتماعية ، إلا أنها لم تغير موقفها من إسرائيل, حيث لا وجود لمؤشرات على أن الحركة ستتراجع عن رفض الاعتراف بإسرائيل أو استبعاد عمليات العنف ضدها، كما أنها ستواصل تحالفها مع إيران, الراعي المالي للحركة حسب وصف الصحيفة, وسوريا، التي استضافت قيادات الحركة لفترة طويلة.