كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسكندرية تموت بفيروسات التلوث
نشر في الوفد يوم 14 - 09 - 2016

جريمة بيئية مكتملة الأركان.. تتعرض لها مياه البحر وبحيرة مريوط فى الإسكندرية. دراسات خطيرة لوزارة البيئة للعام الحالى 2016، تكشف عن إلقاء أكثر من مليون متر مكعب من المخلفات السائلة المحملة بحوالى 260 طنًا من المواد الصلبة «يوميًا» بغير معالجة فى بحيرة مريوط، أكثر من مليون متر مكعب من مخلفات الصرف الصحى المختلفة المختلطة بالصرف الصناعى ومخلفات المستشفيات ومحطات الوقود تلقى بغير معالجة فى المسطحات المائية أما النصف الآخر فيلقى بعد معالجة أولية فى بحيرة مريوط ومنها إلى سواحل البحر المتوسط.
كما كشفت الدراسات «التى حصلت "الوفد" على نسخة منها» عن 200 ألف فدان من الأراضى الزراعية، التى ينتج عنها صرف زراعى محمل بمتبقيات مبيدات حشرية ومخصبات كيميائية تصل فى النهاية إلى البحيرة ومنها للبحر. كما يصب مصرف القلعة حوالى 750 ألف متر مكعب صرف صحى فى البحيرة ومنها للبحر والتى تصب جميعها فى حوض ال6000 كما تسببت مصانع تكرير البترول والأسمنت والحديد والبتروكيماويات فى تلوث المنطقة نتيجة المخلفات الكيماوية.
رصدت «الوفد» آلاف الأمتار المكعبة من مخلفات الصرف الصناعى، تلقى يوميا بالبحر عبر «مصبات سرية» لشركات البترول موصلة إلى الميناء الفرنساوى القديم داخل ميناء الإسكندرية ومياه مصرف ترعة النوبارية، نتج عن تلك الكارثة فناء الكائنات البحرية والنهرية بالمنطقة وتلوث الأسماك بأخطر السموم المسببة للأمراض السرطانية، رصدت «الوفد» بالصور والتقارير تلك الجرائم التى ترتكب تحت سمع وبصر وزاره البيئة والجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية، والتى تكشف خط سير المصبات السرية «لشركه إسكندرية للبترول» وشركات البترول الأخرى والبتروكيماويات بغرب الإسكندرية والتى عطلت وعن عمد محطات معالجة مخلفات الصناعية وغسيل تنكات المواد البترولية، التى كان يجب أن يشرف عليها المسئولون عن البيئة والصرف الصحى، كما رصدت كاميرا «الوفد» الصيادين وهم يمارسون عملهم على بعد أمتار من مصب السموم لتلك الشركات على مصب ترعة النوبارية!!
يذكر أن الميناء الفرنساوى يعد من أقدم موانئ الإسكندرية وسجل أعلى معدلات التلوث البيئى الذى قضى على الأسماك والكائنات البحرية بالمنطقة، وتؤكد التقارير أن المصبات الممتدة من داخل هذه الشركات مازالت تلقى بآلاف الأمتار المكعبة من المخلفات الصناعية والكيماويات غير المعالجة فى مياه البحر بالميناء!!
وكشف تقرير لوزارة الدولة لشئون البيئة «الإدارة العامة لنوعية مياه البحر الساحلية 2016» عن ارتفاع تلوث مياه البحر «بالبراز» نتيجة لصرف مياه الصرف الصحى أو الصرف الزراعى أو الاثنين معا فى مياه البحر وخاصة بسواحل «الدخيلة والمكس، غرب ميناء الإسكندرية وشرق أبوقير ورشيد والبرج وأمام مصرف العامية وشركة أبو قير للأسمدة»، ذكر التقرير أن «التلوث البرازى» كشف بعد فحصه عن وجود ثلاثة مؤشرات بكتيرية وهى مجموعة الكوليفورم (مجموعة بكتيريا القولون البرازية) وبكتيريا الاشريشياكولاى الحرارية (مجموعة بكتيريا القولون النموذجية) وكذلك بكتيريا القولون الكروية السبحية.
وأوضح التقرير أن تلك الأنواع، تعيش فى قولون الإنسان والحيوانات ذات الدم الحار لذلك فإن تواجدها فى المياه يدل على حدوث تلوث برازى أكيد فى مناطق محل الدراسة. وقد اتفقت المعايير المصرية والأوروبية أنه لا يجب أن تزيد أعداد بكتيريا القولون الكلية على 500 ميكروب لكل 100 مللى مياه وكل من بكتيريا الأيشر شياكولاى وبكتريا القولون السبحية على 100 ميكروب لكل 100 مللى مياه.
وأظهرت نتائج محطات الرصد، مستويات مرتفعة فى «تركيز الأمونيا» بمعظم فى منطقة الإسكندرية بمحطات (الدخيلة، المكس، الميناء الشرقى، محطة الكهرباء) وتعتبر الأمونيا أحد صور مركبات النيتروجين والتى توجد فى مخلفات الصرف الصحى والصناعى والزراعى وتستطيع النباتات المائية والاستفادة منها. كما أظهرت النتائج مستويات مرتفعة من النترات فى منطقة الإسكندرية بمحطات (الدخيلة، المكس، معهد علوم البحار، الميناء الغربى، محطة الكهرباء، شرق أبو قير، مصرف العامية وشركة أبو قير للأسمدة) ترجع الزيادة فى تركيز النترات إلى مياه الصرف الصحى والزراعى المنصرفة من خلال محطات طلبمات المكس بالإسكندرية. كما جاءت نتائج تركيز النيتريت مرتفعة في بعض المحطات وهى (الدخيلة، المكس، الميناء الغربى، محطة الكهرباء، المعدية) والنيتروجين الكلى سجلت تركيزات مرتفعة نسبيا فى محطات (بيطاش، الدخيلة، المكس، الميناء الغربى، محطة الكهرباء، المعدية، أبوقير) يرجع ذلك أيضا لمياه الصرف الصحى والزراعى المنصرفة على تلك المناطق، كما ظهر أعلى تركيز لمتوسط عنصر الكادميوم فى محطة أبوقير للأسمدة بمقدار 3.25 ميكروجرام/لتر بينما كانت أقل قيمة فى محطة باجوش بمقدار 0.10 ميكروجرام/لتر وكان المتوسط العام لجميع المحطات 0.46 ميكروجرام/لتر.
- مما سبق ومن خلال دراسة المتغيرات الفيزيائية والكيميائية والبكترولوجية لتلك الرحلة سجلت معظم محطات رصد البحر المتوسط «تركيزات عالية» من القياسات التى تناولتها الدراسة وهى محطات (الدخيلة، المكس، مصرف العامية، شركة أبو قير للأسمدة، الميناء الغربى، أبو قير، محطة الكهرباء، برج البرلس) وذلك يرجع لتأثر تلك المناطق بكميات مختلفة من «الصرف الصحى والزراعى والصناعى» من مخارج البحيرات الشمالية ومصب فرعى نهر النيل وبصفة عامة. الخلاصة.. جاء تركيز الأكسجين الذائب أعلى من الحد الأدنى المسموح به عالميا 4 ملجم/لتر، ويعد هذا دليلا على جودة المياه وجاءت درجة تركيزات الملوحة المنخفضة فى الأماكن المتواجدة أمام المصبات وأمام فتحات البحيرات الشمالية وأمام دلتا نهر النيل نظرا لتأثر هذه الأماكن بالمياه العذبة وقد أظهرت النتائج إلى محطات يزيد فيها العد البكتيرى على الحدود بقليل مثل محطات (النوبارية، محطة علوم البحار والمصايد، الشاطبى، سيدى جابر، الجميل، بورسعيد) بينما تعدت بعض المحطات الحدود المسموح بها تعديا كبيرا وهى محطات (الدخيلة، المكس، غرب ميناء الاسكندرية، شارع أبوقير، رشيد، البرج، أمام مصرف العامية، أمام شركة أبو قير للأسمدة) وقد يرجع ذلك إلى صرف «مياه الصرف الصحى أو الصرف الزراعى» أو الاثنين معا فى تلك المناطق، أوصى التقرير بالتفتيش على الأنشطة الصناعية وغيرها المقامة بمناطق الدخيلة (الدخيلة، المكس، غرب ميناء الإسكندرية، شرق أبوقير، رشيد، البرج، أمام مصرف العامية، أمام شركة أبوقير للأسمدة، لتسجيلها معدلات عالية من العد البكتيرى الضارة.
بحيرة مريوط
كشفت دراسة خطيرة للإدارة المركزية لنوعية المياه بوزارة البيئة للعام الحالى 2016، أن بحيرة مريوط بغرب محافظة الإسكندرية، تحولت لخزان مياه الصرف الملوثة بالمخلفات الآدمية فهى تستقبل مياه المصارف الزراعية من خلال ثلاثة مصارف رئيسية هى (النوبارية والعموم والقلعة). وأكثر بؤر التلوث بالبحيرة تقع أمام مصب مصرف القلعة مباشرة، ولذلك فهى أكثر المحطات تأثراً بجميع أنواع الملوثات البيئى، وسجلت أعلى تركيز لكل من المواد العالقة، الأمونيا، النيتروجين الكلى، الفوسفور الفعال والفوسفور الكلى، بالإضافة إلى أن محطة 4 بالحوض الرئيسى أعلى تركيز فى كل من النيتريت والنترات، أما بالنسبة للمصارف فقد أثبتت التحاليل أن مياه النوبارية هى الأقل تركيزا فى كل الملوثات بينما سجل مصرف القلعة أعلى تركيز فى كل الملوثات البيئية حيث كان أعلى تركيز فى المواد العالقة الكلية، الأمونيا، النيتروجين الكلى، الفوسفور الفعال والكلى.
أكدت الدراسة.. أن أخطر التحديات التى تواجه تنمية بحيرة مريوط - إلقاء أكثر من مليون متر مكعب من المخلفات السائلة المحملة بحوالى 260 طناً من المواد الصلبة بغير معالجة فى بحيرة مريوط تخرج يومياً من الصناعات الموجودة بمحافظة الإسكندرية. كما تنتج محافظة الإسكندرية يوميا أكثر من مليون متر مكعب من مخلفات الصرف الصحى المختلفة المختلطة بالصرف الصناعى ومخلفات المستشفيات ومحطات الوقود وتلقى نصف هذه الكمية تقريبا بغير معالجة فى المسطحات المائية أما النصف الآخر فيلقى بعد معالجة أولية فى بحيرة مريوط. وهناك أيضاً 200 ألف فدان من الأراضى الزراعية التى ينتج عنها صرف زراعى محمل بمتبقيات مبيدات حشرية ومخصبات كيميائية تصل فى النهاية إلى البحيرة - يصب مصرف القلعة حوالى 750 ألف متر مكعب صرف صحى فى البحيرة والتى تصب جميعها فى حوض ال6000 وتكاثر الحشائش داخل البحيرة - مصانع تكرير البترول والأسمنت والحديد والبتروكيماويات التى تلوث البحيرة بالمخلفات الكيميائية التى تسبب انتشار الحشائش والبوص وغيرها من النباتات المائية داخل البحيرة.
كارثة محطات الرفع
وأشارت الدراسة إلى أن بحيرة مريوط التى تقع فى أقصى غرب منطقة الدلتا شمال مصر تنقسم إلى عدة أحواض مقطعة بواسطة طرق وجسور كما أنها لا تتصل مباشرة بالبحر المتوسط ولكن تتم «عملية ضخ المياه الزائدة إلى البحر المتوسط» عن طريق «محطة رفع المكس»، يعتبر مصرف القلعة والعموم وكذا ترعة النوبارية المصادر الرئيسية للمياه فى البحيرة مريوط، التى تحدثها بعض المزارع السمكية والقرى السكنية وكذا الأراضى الزراعية وتبلغ مساحة البحيرة حاليا حوالى 68.8 كيلومتر مربع أى ما يعادل 17 ألف فدان ويمثل الغطاء النباتى بها حوالى 63.1 % من المساحة الكلية للبحيرة، تعتبر بحيرة مريوط حوضا مائياً ضحلاً تتراوح أعماقه بين 0.3 متر و6.3 متر بمتوسط 0.83 متر.
تركيز العناصر الثقيلة
أوضحت الدراسة إن مصرف القلعة سجل أعلى تركيزات لعنصر الحديد، المنجنيز، الكروم والنيكل (112.766، 127.327، 5.547 و5.097 ميكروجرام/لتر) وأقل تركيز للكادميوم (0.795 ميكروجرام/لتر). بينما سجل مصرف النوبارية أعلى تركيزات للنحاس والزنك (1.854 و19.65 ميكروجرام/لتر كما سجل أقل تركيز للنيكل والرصاص (3.290 و2.207 ميكروجرام/لتر على التوالى) بينما سجل مصرف العموم أقل تركيزات لكل من الحديد، المنجنيز، النحاس، الزنك والكروم (38.193، 9.164، 1.285، 10.27 و4.700 ميكروجرام/لتر على التوالى) وأعلى التركيزات للكادميوم والرصاص (1.103 و3.862 ميكروجرام/لتر على التوالى) وبمقارنة مستويات العناصر موضوع الدراسة بالمستويات المسموح بها فى مياه الصرف تبعا لقانون شئون البيئة المصرى رقم 4 لسنة 1994 فإن جميع العناصر أقل بكثير من المستويات المسموح بها.
أن بحيرة مريوط تعتبر خزاناً لمياه الصرف الملوثة بالمخلفات الآدمية فهى تستقبل مياه المصارف الزراعية من خلال ثلاث مصارف «النوبارية والعموم والقلعة».
وأضافت الدراسة وعند تطبيق معيار جودة المياه - المزرعة السمكية فى شرق البحيرة وجد أن المحطة رقم 1 (شرق المزرعة) فقط سجلت أعداد من البكتيريا المشار إليها تفوق الحدود المسموح بها وتعتبر ملوثة بينما المحطة رقم 2 (غرب المزرعة) كانت أعداد البكتيريا فى الحدود المسموح بها وتعتبر نظيفة. المحطة 3 و4 و5 و6 فى الحوض الرئيسى سجلت أعداداً عالية من البكتيريا تفوق الحدود المسموح بها وتعتبر ملوثة بينما المحطات 7 و8 فى الحوض الجنوبى الغربى والمحطات 9 و10 فى الحوض الشمالى كانت أعداد البكتيريا فى الحدود المسموح بها وتعتبر نظيفة.
خطر مزارع الأسماك
والمزارع السمكية فى شرق البحيرة سجلت أعداداً كبيرة من البكتيريا تفوق الحدود المسموح بها وتعتبر ملوثة وغير صالحة لتربية الأسماك كما أن جميع المحطات 3 و4 و5 و6 فى الحوض الرئيسى سجلت أعدادا عالية من البكتيريا تفوق الحدود المسموح بها وتعتبر شديدة التلوث وغير صالحة لتربية الأسماك، أما المحطات 7 و8 فى الحوض الجنوبى الغربى والمحطات 9 و10 فى الحوض الشمالى الغربى فكانت أعداد البكتيريا فى الحدود المسموح بها وتعتبر نظيفة وصالحة لتربية الأسماك - فى مياه المصارف (القلعة والعموم) وتبين أن أعداد البكتيريا تفوق وبشدة الحدود المسموح بها للصرف فى مياه البحيرات التى تستقبل مياه صرف صحى وتعتبر شديدة التلوث.
والخطير فى القضية أن وزارة الرى وشركة الصرف الصحى والثروة السمكية والجهاز التنفيذى بالمحافظة، عند اشتعال الأزمة يتبادلون الاتهامات، تحت سمع وبصر جهاز شئون البيئة بالإسكندرية «المرفوع من الخدمة» فدور المسئولين بالجهاز إخفاء التقارير والدراسات التي تعدها وزارة البيئة، عن الرأى العام والإعلام ولم نسمع عن إجراءات رادعة ضد الجرائم الخطيرة التى ترتكب فى حق البيئة من قبل جهاز شئون البيئة التى تحول كبار المسئولين فيه إلى موظفين فى خدمة محافظة الاسكندرية على حساب صحة المواطنين والبيئة المحيطة بهم سواء من مياه وهواء».
- التقت «الوفد» مع صيادى البحيرة والبحر بغرب الاسكندرية فأكدوا أن مخلفات الصرف الصحى والزراعى والصناعى قضت على أرزاقهم وقتلت وسممت الكائنات البحرية والاسماك فى البحيرة والبحر بالمكس والدخيلة وأبو قير وكافة سواحل البحر بشرق وغرب الإسكندرية!!
يقول محمد السيد إبراهيم تتعرض البحيرة لكارثة بيئية خطيرة قضت على الثروة السمكية والكائنات الحية، حيث يقوم مقاولو الباطن المتعاقدون مع شركة النهضة المكلفة حالياً بنظافة الاسكندرية، بإلقاء أطنان من القمامة فى مياه البحيرة وعلى شواطئها بدلاً من نقلها للمدفن الصحى لبعد المسافة والتكلفة، ناهيك عن آلاف الأمتار المكعبة من المخلفات الصناعية غير المعالجة التى تلقيها شركات البترول والبتروكيماويات فى مياه البحيرة، تحت سمع وبصر جهاز شئون البيئة بالإسكندرية!
ويؤكد أحمد على «35 سنة»: آلاف الصيادين وأسرهم يهددهم الجوع والتشرد، بسبب كثرة حوادث نفوق الأسماك جراء تلوث البحيرة.
وأضاف: لقد تراجعت عمليات شراء المواطنين لأسماك البحيرة لخوفهم من التلوث وأصبح الكساد يضرب سوق بيع الأسماك.
ويرى محمد الفار، نقيب الصيادين بالاسكندرية، أن الدولة لا تمنح أى اهتمام لبحيرة مريوط، مشيرا إلى أن البحيرة تتلوث بمخلفات المصانع المحيطة بها، وبمياه الصرف، والنتيجة نفوق الأسماك وضياع أرزاق الصيادين، وتشريد المئات وأسرهم.
ويشير عبدالعليم محمود «صاحب مركب صيد» إلى أن شركات البترول تلقى مخلفاتها فى مياه البحيرة حتى قضت على الثروة السمكية.
يضيف السيد سالم: لقد تحول خليج المكس إلى مصب رئيسى لثلاثة أنواع من الصرف الملوث فهو مصب رئيسى لمياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى، مما أدى إلى تقلص حجم الثروة السمكية، مشيراً إلى عدم وجود مظلة تأمين صحى للصيادين، خاصة بعد إصابة الصيادين بأمراض باطنية وجلدية وأمراض الكبد والكلى بسبب المياه الملوثة.
وبلهجة غاضبة يقول زينهم عبدالله، صياد ببحر المكس: لا تلوموا الصيادين الذين يهاجرون أو يقومون باختراق المياه الإقليمية للدولة المجاورة، فمشاكل الصيادين لا تحصى بسبب غلاء المعدات وعدم وجود دعم حكومى.
ويوضح محمد صابر «55 سنة» أن استمرار تلوث البحثرة بالصرف الصحى والصناعى والزراعة قضى على الثروة السمكية وشرد آلاف الصيادين وأسرهم، والكثير منهم استبدل نشاطه فى مهنة الصيد التى توارثها عن أجداده إلى مهن أخرى لتوفير كسرات الخبز لأسرهم.
ويقول خميس عرفة «35 سنة»: خلال العام كل يوم نفاجأ بعشرات الأطنان من الأسماك النافقة، تطفو على سطح مياه البحيرة فى مناطق متفرقة وطبعاً قتلها التلوث.
ويؤكد محمد حنفى أنهم سبق أن استغاثوا بالمسئولين بجهاز شئون البيئة ومحافظة الإسكندرية كثيرا من جرائم اختلاط مياه البحيرة بالصرف والملوثات والمخلفات القاتلة التى تقضى على أرزاقنا وذلك طبعا بدون جدوى وكل جهة حكومية تلقى المسئولية على الأخرى وننتظر كارثة جديدة وهكذا كل عام وخاصة فى الشتاء.
واتهم جمعة مجاهد، هيئة الثروة السمكية بالتسبب فى نفوق الأسماك نتيجة لعدم تدخلها والقيام بدورها لإنقاذ البحيرة وخاصة عند تحطم «ريشة» الجسر الفاصلة بين الملاحات ومصرف القلعة، وهو الذى يهدد بكارثة. ويضيف: تقدمنا ببلاغات كثيرة ضد رئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الرى، والإسكان والمرافق، باعتباره مسئولا عن الصرف الصحى، ورئيس هيئة الثروة السمكية لتقصيرهم جميعاً فى حماية البحيرة.
ويلفت مرسى محمد «55 سنة - صياد» إلى أنه خلال نوة العام الماضى ارتفع منسوب مياه الصرف الصحى بمصرف القلعة، ونتج عنه كسر ريشة الجسر التى تفصل بين المنطقة الملوثة بمياه الصرف الصحى والملاحة، واختلطت مياه الصرف بالبحيرة وطبعاً قتلت الأسماك والكائنات المائية كلها.
وانتقد شعبان سليمان صياد بمنطقة الدخيلة، إهمال جهاز شئون البيئة فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع جرائم تلوث مياه البحر وبحيرة مريوط.
كما اتهم متولى خميس «65 سنة» شركات البترول والبتروكيماويات ومصانع الجلود والأسمدة المحيطة بالبحر وببحيرة مريوط بأنها وراء كارثة التلوث وموت الأسماك والكائنات البحرية وتسممها نتيجة لإلقائها مخلفات الصناعة دون معالجة أو بنصف معالجة فى مياه البحر والبحيرة مباشرة وذلك تحت سمع وبصر المسئولين عن جهاز شئون البيئة التابعة لوزارة البيئة ومحافظة الإسكندرية، وذلك السبب لنفوق الأسماك، وطالب الحكومة بسرعة اتخاذ قرارات رادعة لمنع إلقاء المخلفات القاتلة فى البحيرة ومنها للبحر إلا بعد معالجتها، وفحص قيام المصانع للتأكد من تركيب أجهزة وآلات خاصة بتلك المعالجات كشرط للاستمرار نشاطها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.