كارثة بيئية مكتملة الأركان.. تتعرض لها مياه البحر والمصارف بغرب الإسكندرية، مئات الأمتار المكعبة من مخلفات الصرف الصناعى غير الصالحة تلقى بالبحر عبر مصبات سرية لشركات البترول بالمنطقة بالميناء الفرنساوى القديم داخل ميناء الإسكندرية ومياه مصرف ترعة النوبارية، نتج عن تلك الكارثة فناء الكائنات البحرية والنهرية بالمنطقة وتلوث الأسماك بأخطر السموم المسببة للأمراض السرطانية، رصدت «الوفد» بالصور والتقارير تلك الجرائم التى ترتكب تحت سمع وبصر وزارة البيئة والجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية، والتى تكشف خط سير المصبات السرية «لشركة إسكندرية للبترول» وشركات البترول الأخرى والبتروكيماويات بغرب الإسكندرية والتى عطلت وعن عمد محطات معالجة مخلفات الصناعية وغسيل تنكات المواد البترولية، التى كان يجب أن يشرف عليها المسئولون عن البيئة والصرف الصحى كما رصدت كاميرا «الوفد» الصيادين وهم يمارسون عملهم على بعد أمتار من مصب السموم لتلك الشركات على مصب ترعة النوبارية!! والجدير بالذكر أن الميناء الفرنساوى أقدم موانئ الإسكندرية سجل أعلى معدلات التلوث البيئى الذى قضى على الأسماك والكائنات البحرية بالمنطقة، أكدت التقارير أن المصبات الممتدة من داخل هذه الشركات مازالت تلقى مئات الأمتار المكعبة من المخلفات الصناعية والكيماويات غير المعالجة فى مياه البحر بالميناء!! أشارت التقارير إلى أن تلك الشركات تلقى بسمومها فى مياه البحر خلال السنوات الماضية وحتى الوقت الحالى. «الوفد» رصدت بالصور.. الأماكن السرية لمواسير ضخمة تم توصيلها من قبل شركات البترول المواجهة للميناء الفرنساوى حتى مخازن وشون تلك الشركات لتلقى أطناناً من سمومها مباشراً فى مياه البحر.. دون رقيب أو حسيب ومازالت الجريمة البيئية مستمرة. تقرير وزارة البيئة.. كشفت عن تلوث خطير يهدد خليج البحر بمنطقة المكس الملاصقة للميناء. حيث أشار إلى أن مصانع المنطقة تلقى آلاف من الأمتار المكعبة يومياً من الملوثات المخلوطة بالصرف الصناعى الناتجة عن النشاط الصناعى لشركات الكيماويات وإنتاج المواد البترولية فى مياه البحر مباشر دون معالجة. وأضاف التقرير أن هذه المخلفات قد أثرت بالسلب على نوعية المياه التى أصبحت تمثل بؤرة تلوث خطيرة، كما أوضح التقرير الصادر من وزارة البيئة إلى أن 9 مواقع من إجمالى 13 موقعاً قد عانت تلوثاً بكتيرياً بدرجات متباينة كان أكثرها حدة فى المكس وشرق أبى قير والميناء الغربى والدخيلة، حيث بلغ المتوسط السنوى لإعداد الأنواع الثلاثة من البكتيريا الضارة.. ضعف المسموح به فى الميناء الغربى وضعف المسموح به بشاطئ الدخيلة بينما كانت شواطئ سيدى جابر والشاطبى والميناء الشرقى والأنفوشى ملوثة ولكن بصورة بسيطة نسبياً فى حين تميزت شواطئ الاستحمام الرئيسية بانخفاض أعداد البكتيريا الضارة بها عن الحدود المسموح بها وهى الهانوفيل والبيطاش والمنتزه وغرب أبوقير. كما أشار التقرير إلى أن كمية الأكسجين المذاب بمياه البحر قد أشارت إلى حالة تهوية جيدة للمياه السطحية على طول الساحل إلا أن المياه القريبة من القاع فى عدد من مواقع الرصد عانت من نقص حاد فى الأكسجين، ومن ناحية أخرى أكد التقرير أن النشاط الصناعى والمصارف والترع تغير من أخطر المصادر الرئيسية للتوث مياه البحر لخليج أبوقير أيضاً حيث يتم صرف المخلفات الصناعية السائلة بدون معالجة على مياه البحر بخليج أبوقير أم تظل مباشرة أو عن طريق مصرف وتتمركز تلك المشاكل فى ثلاث مناطق وهى منطقة الطابية فى أبوقير ومنطقة السيوف والعوايد بشرق المدينة ومركز ومدينة كفر الدوار بالبحيرة. كما أشار التقرير أيضاً إلى أن منطقة خليج أبوقير يوجد بها العديد من المنشآت الصناعية التى تصرف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مخلفات صناعية وذلك عن طريق مصرف العامية على خليج أبوقير البحرى، بالإضافة إلى الشركات المتواجدة فى مدينة كفر الدوار وتصرف على خليج أبوقير بطريقة غير مباشرة عن طريق مصرف العامية ومعظمها شركات نسيج وصباغة. وأكد التقرير أن مئات الأطنان من الصرف الزراعى بما يحمله من ملوثات من منطقة كفر الدوار وأبوقير والطرح والطابية يتجمع بالمصارف الزراعية بالمنطقة ومنه إلى مصرف العامية ثم إلى خليج أبوقير عن طريق محطة طلمبات الطابية. كما أشار التقرير إلى أن مياه الصرف الناتج عن المساكن العشوائية الموجودة بالمنطقة يتم صرفها بطريق غير مباشر فى خليج أبوقير عن طريق المصارف مما أدى إلى تلوث الشاطئ من البحر الميت حتى بحيرة إدكو. وأكد التقرير أن المنشآت الصناعية بمنطقة خليج أبوقير تلقى بمخلفاتها مباشرة أو عن طريق مصرف الطابية كما يتجمع الصرف الزراعى من منطقة كفر الدوار بجانب الصرف الصناعى، بالإضافة إلى مخلفات المصانع لمنطقة شرق المدينة والرأس السوداء. وقد أدى صرف المخلفات فى خليج أبوقير بدون معالجة إلى تلوث الشاطئ من البحرالميت حتى بحيرة إدكو. ومن ناحية أخرى، طالبت الأجهزة الرقابية بالبيئة هيئة الميناء بتشديد الإجراءات الصارمة تجاه السفن المالية التى تقوم بتلويث المياه ونقل الميناء بإلقاء مخلفاتها من الزيوت والشحوم، حيث تجاوزت محاضر التلوث التى تقيدها السلطات دخل الميناء العشرات يومياً والتى تقدر بملايين الجنيهات سنوياً. كما جاءت نتائج الرصد البيئى للمياه الساحلية المصرية على البحر المتوسط خلال شهر مارس 2014 صادقة حيث جاء تركيز الأكسجين الذائب منخفض نسبياً أمام بعض المحطات مثل الجانب الغربى من الميناء الشرقى ومحطة الكهرباء ومنطقة شرق أبوقير، وأقل قيمة (5.02 ملجم/ لتر) فى محطة الجانب الغربى من الميناء الشرقى. كما يتم إجراء القياسات البكتريولوجية لعينات المياه لقياس الحالة الصحية لها عن طريق معرفة الكثافة العددية لبعض أنواع البكتيريا المسببة للأمراض مثل: بكتيريا القولون الكلية وبكتيريا الإيشرشياكولاى وبكتيريا القولون السبحية التى تعيش بداخل أمعاء ومعدة الإنسان والكائنات الحية. وغيرها من التحاليل والنتائج الخطيرة التى تهدد حياة كل الكائنات الحية ليذهبوا إلى الموت البطىء. الجدير بالذكر أنه تم البدء فى برنامج الرصد البيئى للمياه الساحلية منذ عام 1998 بهدف رصد نوعية المياه الساحلية على امتداد الساحل المصرى للبحر المتوسط بغرض المتابعة الدورية لنوعية المياه وتقييم مؤشرات التلوث وتحديد مصادر التلوث جراء الأنشطة المختلفة سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية والتى قد ينتج عنها مخلفات تؤثر سلباً على البيئة البحرية والكائنات النباتية والحيوانية بها وكذلك لاتخاذ الإجراءات التصحيحية فى حينها. حيث يتم تنفيذ أربع رحلات حقلية خلال العام الحالية 2014 وذلك فى شهور مارس، مايو، يوليو، وسبتمبر لرصد نوعية المياه بسواحل البحر المتوسط بصفة موسمية فى 30 محطة رصد، تغطى كافة الأنشطة السكانية والتنموية، وفى إطار خطة تقييم وتطوير البرنامج فقد تمت إضافة بعض القياسات كمؤشر للتلوث بالصرف الصحى والصناعى والزراعى وهى المواد العضوية ممثلة بالأكسجين المستهلك كيميائياً والأكسجين المستهلك حيوياً، بالإضافة إلى العناصر الثقيلة والمبيدات، هذا بجانب الخواص الفيزيائية وبعض الصفات لكيميائية والبكتريولوجية للمياه الساحلية، بالإضافة إلى المشاهدات الحقلية المباشرة لحالة نظافة تلك الشواطئ، وقد تم الإشارة إلى مواقع وأسماء محطات الرصد التى تم اختيارها لجمع العينات.