يعد الفلاح المصرى الداعم الأول للدولة، وأحد الرموز المعروف "عنه" ارتباطه بأرضه، ودفاعه عن حقه باستماتة، فهو رمز للكفاح والنضال، رغم تجاهل الحكومة له في الوقت الجاري ومنذ قديم الأزل، فهو سيظل عمود الاقتصاد المصرى، ومن دونه انهارت الدول . وتحل اليوم الذكرى ال64 لاحتفال الأول بعيد الفلاح المصري، تزامنًا مع صدور أول قانون للاصلاح الزراعى الذى أقره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 9 سبتمبر 1952، للقضاء على "الاقطاع"، ويعد القانون أحد المبادىء الستة التى قامت عليها ثورة 23 يوليو، كما أنه يحدد سقف للملكية الزراعية لإعادة الحقوق الضائعة له . وتم اختيار 9 سبتمبر لعيد الفلاح، إحياءً لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ابن محافظة الشرقية، لمواجهة ظلم الخديوي توفيق في 1881، والذى يتزامن مع العيد القومى للمحافظة نفسها. وعانى الفلاح المصري، طيلة العقود الماضية من الطغاة المستبدين ، فى ضوء قهر الحكام . وامتد هذا الخيط عبر التاريخ، ليؤكد أن الفلاح المصرى كان محركا للثورات الاجتماعية، للحصول على حقوقه الضائعة، فجاءت ثورة "يوليو الناصرية" لتحقيق طموحاته واماله، وتم تحديد قانون الاصلاح الزراعى لخدمة أراضٍ الفلاحين الذين عاشوا يعانون من الاستغلال . ويمثل الفلاح المصرى 55 في المائة من فئات الشعب، إذ قامت الحضارة المصرية القديمة على أكتافه، فهو يعانى منذ أكثر من 60 عاما من الظلم والقهر، فبعد أن أنشأت ثورة يوليو هيئة خاصة للاستصلاح الزراعى تكون مهمتها استصدار عقود تمليك الاراضى لحماية صغار الفلاحين ، الا انه بعد تطبيق قانون "المالك والمستأجر" رقم 96 للعام 1992، تحالفت الهيئة مع الاقطاعيين وطردوا الفلاحين لتعود مرة أخرى إلى ورثة الاقطاعيين. وبعد اندلاع انتفاضات عديدة لحصول الفلاح المصرى على حقوقه، منها تبنى الحزب الوطنى بقيادة محمد فريد قضايا الفلاح، فاهتم بتشكيل الجمعيات التعاونية والنقابات الزراعية التابعة للفلاحين، كما ان حزب الوفد استطاع أن يقدم عددا من الانجازات خاصة الائتمان الزراعى، وقام بالدعوة لاستصلاح الأراضى الزراعية وتوزيعها على الفلاحين في 1935، حتى جاءت ثورة يوليو لترفع القيود عن أعناق الفلاحين، إلى أن قام عبدالناصر بإصدار قانون الاصلاح الاجتماعى. وتعاظمت حركة الفلاح المصرى على مر العصور حتى قيام ثورة 23 يوليو، وتجسدت معارك الفلاحين ضد الظلم، واستشهد فى هذه المعارك والانتفاضات الكثير من القيادات المناضلة من أجل حق الفلاح فى الحياة. وجاء يوم الاحتفال بعيد الفلاح، كثمرة جهادطويل بذل فيها الفلاح المصرى كل ما يملك ضد الطغاة والظالمين، وتأكيدا لأهمية دوره فى التنمية، فهو يعد الداعم الأول الذى تعتمد عليه أى دولة.