أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن المنطقة العربية لا زالت تعج بالأزمات الحادة، القديمة والمستحدثة، وتواجهُ دولها الوطنية مخاطر الانقسام والاستقطاب الطائفي والمذهبي، ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها، من قوى إقليمية ودولية، فضلًا عن تفشي خطر الإرهاب. وأضاف شكري خلال كلمته في جامعة الدول العربية، أن المطلوب هو مواجهة هذه التحديات على أرضية عربية، تنتصر لمؤسسات الدولة الوطنية الحديثة، وترفض كل محاولة لطمس الهوية العربية والوطنية لصالحِ ولاءات طائفية ضيقة، تذكيها قوى خارجيةٌ، ويستفيد منها إرهاب يهدد المنطقة والعالم بأسره. وأشار إلى أن جميع التحركات التي قامت بها مصر في الأشهر الأخيرة دعمًا لقضية العرب المركزية، هي ترجمة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو الماضي لإحياء عملية السلام، مشيرًا إلى أن في هذا السياق جاءت لقاءاته مع الفلسطينيين ومع المسئولين الإسرائيليين، لإعادة فتح أفق البحث عن حل عادل ومنصف لأشقائنا الفلسطينيين وفقًا للأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مع التأكيد على موقفنا الرافض لأي سياسة تسعى لفرض الأمر الواقع والاستيلاء على الأراضي والتوسعِ الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية. من جهة أخرى، فإن وقف التدهور في ليبيا وإنهاء حالة الانقسام الحالية ودعم تنفيذ اتفاق الصخيرات بشكل كامل، كان ولا يزال أولوية مصرية، مشيرًا إلى أنه لا شك أن الأسابيع الماضية شهدت تطورات مهمة على الساحة الليبية، ساهمت في كسر حالة الجمود السياسي الذي عانينا منه على مدار أشهر، وفتحت الباب أمام قيام المجلس الرئاسي بطرح تشكيلة حكومية جديدة ترضي كل الأطراف، وتستعيد الثقة بينهم لتنفيذ الاتفاقِ السياسي. وأكد مجددًا، أن مصر ستستمر في دعم كل أركان الدولة الليبية، المتمثلة في المجلس الرئاسي والبرلمان والجيش الوطني، والتنسيقِ مع أشقائنا وسائر الأطراف الدولية المعنية، لتقريب وجهات النظر واستكمال تنفيذ الاتفاق السياسي بالشكل يشعر الجميع بأنهم شركاء في دولتهم وفي بناء وطنهم، ومسئولون عن دعم جيشهم للقضاء على الإرهاب. أما في سوريا، فقد قال وزير الخارجية، إن نزيف الدم لازال مستمرًا، يحصد مئات الآلاف من القتلى ويجبر الملايين على النزوح داخل وطنهم واللجوء لدول جوارهم، ومن بينها مصر التي تستضيف أكثر من نصف مليون سوري يحظون بنفس معاملة المواطنين المصريين في مجالات التعليم والرعاية الصحية وغيرها. وتابع أن مصر حرصت في الأشهر الأخيرة على إيصال حزم من المساعدات الإنسانية للمنكوبين في مختلف المناطق السوريا، مؤكدًا أن أولويات مصر في الوقت الحالي هي استعادة اتفاق وقف العدائيات، ومن ثم تطويره إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل في سوريا، بالتوازي مع العودة للمفاوضات السياسية، والمواجهة الحاسمة مع جميع تنظيمات الإرهاب. وبالنسبة للوضعِ في اليمن، فأكد مجددًا أن مصر تدعم بشكل حاسم الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، وقد استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخًرا رئيس الحكومة اليمنية، حيث أكدنا مجددًا على تثميننا لموقف الحكومة الشرعية بالقبول بخطة المبعوثِ الأممي لحل الأزمة اليمنية، ومطالبتنا لسائر أطراف الأزمة اليمنية بإعلاء المصلحة الوطنية، والقبول غير المشروط بخطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، لوقف نزيف الدم واستعادة وحدة الدولة اليمنية تحت قيادة حكومتها الشرعية. وشدد على أن كل الأزمات التي تطرق لها تعيد مجددًا أهمية تطوير الإطار المؤسسي للعمل العربي المشترك، مشيرًا إلى أن ذلك يعني ضرورة تحريك ملف إصلاح وتطوير آليات عمل الجامعة، بالشكلِ الذي يزيد فاعليتها، ويساعد الأمين العام على تأدية مهامه، ويتيح لنا الاستفادة من خبراته ونشاطه لدفع العمل العربي المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.