يمر اليوم 30 عامًا على رحيل فنان يعتبر ظاهرة فنية بكل المقاييس، «السيد بدير» فنان شامل ممثل ومخرج ومؤلف من طراز فريد برع فى كافة المجالات الفنية. بدأ مشواره السينمائى فى منتصف الأربعينات كان عمره وقتها لا يتجاوز 30 عامًا، أول أفلامه كان «السوق السوداء» لفت الأنظار فى هذا الدور واستمد نجوميته وشهرته من شخصية «عبدالموجود» ابن عبدالرحيم كبير الرحيمية قبلى، حيث جسد هذه الشخصية فى عدة أفلام، وتألق أيضًا فى أفلام «شاطئ الذكريات» و«الأسطى حسن» و«زينب» مع راقية إبراهيم ويحيى شاهين، تفوق على نفسه فى تأليف مجموعة كبيرة من الأفلام، منها «شباب امرأة» وهو كاتب الحوار فى هذا الفيلم الذى يعتبر من كلاسيكيات السينما، بالإضافة لأفلام «رصيف نمرة 5» و«بائعة الخبز» و«جعلونى مجرمًا». ومن أبرز الأفلام التى أخرجها «سكر هانم» و«كهرمانة» و«الزوجة العذراء» و«غلطة حبيبى» و«أم رتيبة»، ومن أشهر مسرحياته «الزوج العاشر» مع عقيلة راتب. كتب الفنان الراحل 3000 مسلسل إذاعى، وهذا رقم قياسى يدل على حجم العطاء الكبير للسيد بدير، وشارك فى بعض المسلسلات التليفزيونية، منها مسلسل «برج الحظ» مع محمد عوض 1978. ظل الفنان السيد بدير يعطى للفن حتى آخر يوم فى حياته، وقبيل رحيله بأشهر قليلة ظهر من خلال مسرحية «عائلة سعيدة جدًا» مع زبيدة ثروت والمنتصر بالله على خشبة المسرح وهو على كرسى متحرك يعانى من شدة المرض. وربما لا يعلم الكثيرون عن الحياة الشخصية للفنان السيد بدير، حيث فقد ابنيه «السيد» و«سعيد» فداء للوطن.. الأول البطل الذى غنت له والدته المطربة الكبيرة شريفة فاضل أغنية «أم البطل» فى أكتوبر 73، بعد أن استشهد نجلها ونجل السيد بدير فى الساعات الأولى لحرب أكتوبر المجيدة. السيد بدير كان أبوالبطل، حيث كان متزوجًا من المطربة شريفة فاضل، والثانى «سعيد» وهو عالم مات فى ظروف غامضة فى ألمانيا، بعد رحيل والده بثلاث سنوات وذلك عام 1989. السيد بدير نموذج للفنان الحقيقى فى الزمن الجميل رحل قبل 30 عامًا، وما زال فنه الأصيل حاضراً، مخرجًا ومؤلفًا وممثلاً، رحم الله عبدالموجود ابن عبدالرحيم كبير الرحيمية.