انتهت المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية لها والتي أسفرت بشكل كامل عن حصول الإسلاميين علي نصيب الأسد من المرحلة الأولى. وحصد حزب الحرية والعدالة على أعلى الأصوات ب3 ملايين و565 ألفًا و92 صوتا، تلاه حزب النور ب2 مليون و371 ألفا و713 صوتا ومثل ذلك نسبة 40 % للحرية والعدالة من حيث النسب الخاصة بالقوائم و20% لحزب النور بالإضافة إلي 36 مقعدا فرديا للإخوان و5مقاعد فردية للسلفيين وهذا يمثل تصاعد كبير للتيار الإسلامي في أول برلمان عقب ثورة يناير المجيده . فى المقابل حيث جاءت أرقام الليبرليين لتعبر عن عدم تواجدهم في الشارع المصري رغم الأقدميه التي يتميزون بها وجاء في مقدمتهم حزب الوفد والذي يعد أقدم الأحزاب علي الساحة المصرية، حيث فاز مرشح وحيد له على المقاعد الفردية وهو محمد عبد العليم داود في محافظة كفر الشيخ ولم بالإضافة إلي نسبة ال5% من القوائم الحزبية التي حصل من خلالها علي 13 مقعد وتكون النتيجة 14 مقعد لأقدم حزب علي الساحة السياسية . فيما حاول إئتلاف الكتلة المصرية التى تضم أحزاب المصريين الأحرار والتجمع والمصري الديمقراطي تحسين وجوه الليبرلين، بعد حصوله نسبة 15% أو مليون و299 ألفا، و819 صوتا بالإضافة إلي مقعد لكل حزب من المقاعد الفردية . وجاء فشل الكثير من رموز التيار الديني لصالح شباب الثورة أو الليبراليين، ومنهم: المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في الإسكندرية وأبرز الوجوه للسلفيين، الذي خسر أمام مرشح التحالف الديمقراطي حسني دويدار، وجاء فشل الشحات بمثابة رد واضح وقاس من المصريين على تصريحاته المثيرة للجدل، لاسيما تلك التي قال فيها مؤخراً إن "الديمقراطية كفر". ويعتبر دويدار الفائز بمقعد دائرة المنتزه أحد المدافعين عن الحقوق والحريات، فهو رئيس لجنة الحريات في نقابة المحامين فرع الإسكندرية سابقاً وفي بورسعيد فاز القطب اليساري البدري فرغلي بمقعد الفئات على منافسه السلفي علي فودة، بفارق نحو 20 ألف صوت وأيضا فوز الدكتور مصطفى النجار عضو إئتلاف شباب الثورة ورئيس حزب العدل، على منافسه القيادي في التيار السلفي، الدكتور محمد يسري.
فى المقابل، كانت المرحلة المعركة الأكبر مع فلول الحزب الوطني الذين كانوا يحاولون دخول البرلمان بعباءة الثورة، لكن كان الرد عليهم قاسيا بالرغم من إصدار العزل السياسي، إلا أنه لم يطبق بالفعل ولكن طبق عن طريق الشعب الذي أبعدهم جميعا عن البرلمان المقبل، وحدث ذلك على مستوي المرحلة الأولي في التسع المحافظات التي كانت تجري في الجولة الأولي . وكانت المعركة الأولي في محافظة الأسكندرية والتي قادها المستشار محمود الخضيري أحد شيوخ الثورة والقضاة في الفوز بمقعد دائرة سيدي جابر والرمل، بعد أن انتزعه من رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى، أحد رموز الحزب الوطني المنحل، وشقيق هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، وإمبراطور المقاولات والعقارات في مصر، وأنهى الخضيري إحتكار أسرة مصطفى للمقعد الدائرة في البرلمان منذ نحو ثلاثين عاماً. وأيضا كانت المعركة الثانية في الدائرة السابعة في محافظة القاهرة والتي تضم الظاهر والدرب الأحمر ومنشية ناصر والتي خسر فيها حيدر بغدادي أحد رموز الحزب الوطني المنحل، أمام ناصر عثمان، مرشح حزب الحرية والعدالة لينهي بذلك إحتكاره للمقعد لنحو 20 عاماً. وأيضا في الدائرة الثامنة التي تضم المقطم والخليفة والتي شهدت فوز مرشحا الحرية والعدالة بمقعدي الفئات والعمال وهم خالد حنفي ويسري بيومي والإطاحة بمرشح الوطني محمد العقاد . ولم يتحقق الفوز لأعضاء الوطني إلا في محافظة الأقصر والبحر الأحمر وذلك كما يلي : في محافظة البحر الأحمر فاز عبد الباسط قوته ''عمال – حزب المواطن المصرى'' عضو المنحل ، وفى محافظة الأقصر ''دائرة انتخابية واحدة'' خالد فراج ''عمال – حزب الحرية"عضو المنحل .'' وتحليلا لهذه النتائج وفقاً للدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، فإن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات جاءت معبرة عن جميع القوى والفصائل السياسية وتواجدها في الشارع وقربها من المواطن، مشيرا إلي أن نتيجة المرحلة الأولى تلقي مسؤولية كبيرة على من حاز ثقة الشعب المصري وفي المقدمة حزب الحرية والعدالة الذي يعد بأنه لن يألو جهدا من اجل رفعة الوطن وحل مشكلاته والنهوض به على كافة المستويات. من جانبه أبدى الدكتور محمد البلتاجى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، في مداخلة هاتفية لبرنامج 90 دقيقة مساء أمس الأربعاء استهجانه من الحملة الإعلامية التي يشنها البعض علي التيار الإسلامي وفي مقدمته الإخوان المسلمين وحزبها السياسى "الحرية والعدالة" بعد حصوله علي نسبة 40%من القوائم الحزبية في الجولة الأولي، قائلا "من الطبيعي أن يحصل الإخوان علي 40% وهذا قليل عليهم. ويقول سعد هجرس، الكاتب الصحفى، إن النتائج التى حققتها "القوى المدنية" سواء الليبراليون أو اليساريون، فى ظل إمكانياتها تعتبر إلى حد كبير لا بأس بها، مشيرا إلى أن غالبية المرشحين الفردى أو القوائم من اليساريين والثوريين لم تكن لديهم أى موارد مالية تساعدهم، مؤكدا أن مسألة تمويل الإسلاميين، سواء من الإخوان أو الدعوة السلفية تحتاج للنظر فيها بشكل حيادى وإجراء تحقيق نزيه وشفاف بخصوصها. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة التحول الديمقراطى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات له أمس إن العالم الغربى يعانى من تخوف شديد تجاه صعود الإسلاميين فى مصر، مرجعا ذلك إلى أن الغرب يتوقع تغيير الكثير من الأمور حال فوز الإسلاميين، وهو ما يجعل تحليلات خبرائهم منزعجة. وتوقع ربيع تراجع التيار الإسلامي في الجولتين المقبلتين، وأوضح أن المصريين سوف يختارون من يمكن وصفهم بالمعتدلين سواء من الإخوان أو الليبراليين، مع تراجع شديد للتيار السلفي، بما يسمح بتكوين ما يمكن وصفه ب"الكتلة الحاكمة في البرلمان المقبل"، في حين سيتراجع السلفيون ليشكلوا الكتلة المعارضة في هذا البرلمان.