سبوبة الإعلانات كلمة السر في اشتعال الخلافات والمشاكل داخل اتحاد الكرة بعد أن حول مجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة الاتحاد مشاكل القناة الفضائية التي يعمل بها إلي داخل الاتحاد وهي أيضاً كلمة السر في الهجوم أو المساندة من جانب كافة القنوات. الغريب أن عبدالغني لم يتناول قيام نادي الزمالك بنقل مباراة احتفالات المئوية مع نادي اتليتكو مدريد الاسباني حصرياً للقناة التي يعمل بها ومع ذلك انتقد بشدة بيع لقاء مصر والبرازيل الودي حصرياً لإحدي القنوات الفضائية الأخري.. لينال علي ما يبدو وصلة توبيخ من المسئولين عن القناة. والأغرب أن مقدمي البرامج استغلوا لفترات كبيرة – ومازالوا - تواجدهم باتحاد الكرة للانفراد بالأخبار المهمة والسبق بل وإعلان قرارات يتم اتخاذها في الغرف المغلقة مثلما قام مجدي عبد الغني بإعلان قرار العقوبة علي «جدو» نجم الأهلي بعد توقيعه للزمالك في برنامجه قبل انتهاء اجتماع لجنة شئون اللاعبين وسبقه في ذلك أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد الأسبق ومدحت شلبي الذي كان يعمل مديراً للإعلام بالجبلاية. وفي محاولة لكشف حقيقة أزمة الفضائيات وإشعالها للمشاكل داخل اتحاد الكرة بصورة تؤثر علي المستقبل الكروي في مصر لمصالح شخصية.. التقينا بمجموعة من أصحاب القنوات والعاملين بها وأعضاء اتحاد الكرة وخبراء في مجال التسويق لتوضيح الصورة. الحل في الرابطة أكد الدكتور جمال محمد علي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أن الأزمة الأخيرة بسبب بث مباراة مصر والبرازيل الودية، كشفت عن عدة عيوب يجب تلافيها، أبرزها ضرورة الحصول علي قيمة أي اتفاق مالي قبل البدء في تنفيذه وإطلاق الرأي الجماعي بدلاً من التصرف الفردي موضحاً أن الأمر لن يمر مرور الكرام وستكون هناك وقفة من أعضاء المجلس لاتخاذ القرار بشكل جماعي ومنظم يكفل المصلحة الكبري للجبلاية والكرة المصرية، والتمس العذر لسمير زاهر رئيس الاتحاد في مسألة إبرام التعاقد لأنها كان فرصة جيدة بعد أن تم نقل اللقاء خارج مصر. وأوضح أن الحل الذي ينهي علي هذه الأزمة محلياً وبالنسبة للقاءات الدوري يتمثل في الإسراع في إنشاء رابطة للأندية المحترفة أسوة بما يحدث في أوروبا وآسيا وأمريكا للتعاقد علي كافة الحقوق التسويقية وتتبع اتحاد الكرة لوضع نظام الاحتراف وتضم في عضويتها الأندية المحترفة وتقوم بتسويق الحقوق الخاصة بالأندية وتوزيعها عليها وعلي رأسها حقوق البث. أشار جمال إلي أن هذه الخطوة تكفل الحد بشكل كبير من الصراع الهائل بين الجبلاية والأندية في مسألة حقوق البث الفضائي، وأيضاً التعامل بشكل مباشر بين القنوات الفضائية والأندية للحصول علي كافة حقوقها ويكون الأمر أكثر وضوحاً وشفافية. من جانبه، أكد هادي خشبة المدير التنفيذي للجنة الكرة بالنادي الأهلى ومقدم البرامج بقناة «ميلودي سبورت» أنه لا يستطيع التعليق علي أزمة مباراة مصر والبرازيل الأخيرة بالنسبة للخلافات التي نشبت بسبب بيع حقوق البث الفضائي إلي قناة دون أخري نظراً لأنه ليس طرفاً مختصاً بهذا الشأن فلم يبع أو يشتر ولكنه شدد علي ضرورة وضع معايير من جانب الجبلاية لمراعاة الشفافية والمصداقية والتركيز علي الالتزام بالعقود لتجنب الدخول في صراعات مع الرعاة والقنوات الفضائية والتي تسئ إلي الكرة المصرية بشكل كبير. سنة أولي احتراف أما عمرو وهبي مدير التسويق الحالي باتحاد الكرة فله رؤية أكثر تفاؤلاً حول صراع الفضائيات اللامتناهي علي شراء البطولات ودخولها في أزمات مع الجبلاية فرفض وهبي في البداية مصطلح الأزمة مؤكداً أن ما يحدث أمر طبيعي نظراً لوجود أخطاء في بداية أي تجربة فالأمور تتحسن وهناك غلطات يتعلم منها البشر ويحاولون التغلب عليها خاصة أن الكرة المصرية تمر ب «سنة أولي احتراف حقيقي» ووجود ظاهرة المشاجرات و«الخناقات» وحروب التصريحات أمر يؤكد وجود اختلاف في الآراء يكفل في النهاية تطوير العمل التسويقي وهو ما ظهر خلال السنوات الأخيرة بالنسبة لبيع حقوق بث الدوري الممتاز رغم الأزمات التي نشبت بين الأندية إلا أن دخل البث تحسن من مليون إلي عشرة ملايين. واعترف وهبي بأن ثورة يناير المجيدة وإسقاط النظام البائد كانت نقطة تحول سحرية لصالح تسويق حقوق الكرة المصرية بعد أن أنهت مفهوم سياسة الباب العالي ومقولة: «هو كده» ومنحت حرية في التفاوض بعد زوال سلطة بعض الشخصيات التي عرقلت بيع الحقوق إلي قنوات معينة. تنظيم التعاقدات في الوقت الذي أكد عمرو عفيفي – مالك الشركة الراعية لأنشطة اتحاد الكرة وأحد أطراف مباراة مصر والبرازيل الأخيرة - أن القنوات الفضائية يجب أن تحترم التعاقدات فالصراع مكفول في إطار قانوني واتحاد الكرة ملتزم بمسألة بيع الحقوق وتمني أن يلتزم الإعلاميون ومقدمو البرامج بالحيادية وترك الحديث عن المسائل الإدارية. أضاف عفيفي أن الكرة المصرية تحتاج إلي تنظيم التعاقدات بشكل أكبر وأوضح للابتعاد عن هذا الجدل بين الفضائيات وإشعال الحرب مع جهات من المفترض لها تطوير اللعبة في مصر بشكل أكبر. وأشار إلي أن بيع حقوق بث مباراة مصر والبرازيل لم يشهد تجاوزات كما يدعي البعض واتحاد الكرة حصل علي كافة حقوقه بعكس ما يروج له عدد من أعضاء مجلس الإدارة وكانت المباراة فرصة تاريخية للكرة المصرية للاحتكاك بالسامبا البرازيلية. مائدة المفاوضات أكد محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق أن الحل فى أزمة صراع القنوات الفضائية ومسئولى الجبلاية على كعكة التسويق والبث الحصرى هو بحث القنوات الفضائية عن زوايا جديدة تجذب اهتمام الشارع المصرى. وطالب بكر الإعلام الرياضى بالاهتمام بالألعاب الأخرى والرياضة العالمية بالنقد والتحليل بدلا من المنافسة الشديدة على الفوز بالبث الحصرى لمباريات كرة القدم، وقال: «مباراة البرازيل الودية الماضية مع المنتخب الوطنى وضعت الجبلاية فى ورطة لأن كل القنوات اتهمت المسئولين بتخصيصها لقناة بعينها دون غيرها. حق الجبلاية أسامة عز الدين رئيس مجلس إدارة قنوات دريم والعضو المنتدب فقال: الأندية واتحاد الكرة لهما الحق في بيع المباريات والحصول على أكبر عائد مادي فهو مصدر دخل ولابد من تعظيمه والمشكلة أن السوق المحلي المصري في حالة يرثى لها في جميع القطاعات خاصة بعد الثورة فنحن على وشك الإفلاس حيث إن التورتة الإعلامية جزء من قطاعات أخرى اقتصادية كالسياحة والبورصة والتصدير وتحويلات المصريين.. وللأسف التورتة الإعلانية لم تكبر بعد الثورة بل على العكس انكمشت. وأضاف: هناك أزمة مالية طاحنة تواجه الفضائيات في ظل التكاليف المرتفعة مقابل شراء مباريات الدوري والتي تصل في الموسم إلى 12 مليون جنيه بجانب 3 آلاف دولار لإشارة البث لكل مباراة مشددا على أن الدخل الإعلاني من الكرة جزء من الدخل وهناك نقطة غائبة عن البعض أن تجاهل إذاعة مباريات الكرة على قناة مثل «دريم» سيؤثر بالسلب على شاشة القناة فهي خسارة لمشاهد القناة قبل الخسارة المادية وهي أزمة حقيقية أخرى خاصة أن قناة دريم كانت أول الفضائيات التي أذاعت مباريات الدوري من خلال الكرة مع شوبير. واعترف عز الدين بوجود ابتزاز من بعض المذيعين لرفع العقود بشكل مستفز ولابد من إيجاد التوازنات للاستمرارية. صيغة توافقية أما عصام البنا المدير التنفيذي لقناة ميلودي سبورت فيرى أن الرياضة «بيزنيس» تماما مثل «الميديا» وفي ظل المنافسة الشريفة- ونضع تحت كلمة شريفة ألف خط- كل الطرق متاحة للفوز بالبث الحصري لإيجاد شاشة مناسبة ومتميزة مشيرا إلى أهمية أن تتاح العروض للجميع خاصة أن هذا الصراع سيستمر ويصب في النهاية لصالح المشاهد المستفيد الأول مثلما أن هناك منافسة قوية بين النجوم والمحليين والمذيعين المميزيين والمعروفين مطالبا بوجود تنسيق بين الفضائيات في ظل الابتزاز من جانب بعض النجوم من مذيعيين أو محليين إلخ. وألمح البنا إلى أن أرقام بعض المذيعين وصل إلى 5 و6 ملايين جنيه في العام وهو ما أدى لاستنزاف موارد الفضائيات ويحد من انطلاقها واستمرارها لخدمة المشاهد مطالبا بصيغة توافقية منعا لهذا الابتزاز وإذا كانت الأندية قد فشلت في مواجهة هذا الابتزاز فالفضائيات بما تملكه من وسائل عديدة للتقارب والتوحد قادرة على مواجهة هذا الشبح. وشدد البنا على أن المشكلة التي تواجه الفضائيات وجود بند في عقد البث مع اتحاد الكرة يمنع استخدام المادة الخاصة بالمباريات حيث يطالب اتحاد الكرة بمقابل آخر وهو يمثل عبئا آخر على الفضائيات لا سيما مع وجود مساحات خالية لعدم وجود إعلانات لإذاعة هذه المقتطفات المهمة لكل مباراة من أهداف وهجمات وكواليس الخ. ابتزاز المذيعين أما الدكتور وليد دعبس العضو المنتدب لقنوات «مودرن سبورت» فأكد أن الفضائيات باتت في وضع مادي صعب امتدادا للأوضاع الحالية للبلاد والتي أثرت في كل القطاعات من توابع الثورة: وأضاف الدخل الإعلاني من الكرة لكل القنوات الفضائية لا يزيد على 130 مليون جنيه في السنة من إجمالي «التورتة» الإعلانية لجميع الشاشات المصرية الذي يبلغ ملياراً و200 مليون جنيه بما فيها ذروة الزخم الإعلاني خلال شهر رمضان مشيرا إلى أن هذا المبلغ بعد توزيعه على الفضائيات لا يغطي النفقات الباهظة للفضائيات حتى مع زيادة النسبة الإعلانية في البطولات القارية وكأس العالم. وألمح إلى أن الخسائر التي تعرضت لها قناته فرضت عليه وجود شريك ساهم في سداد المديونيات ولم يوقف الخسائر فليس شيئا مفرحا جدا وجود شريك بأسهم معينة ينقذ ما يمكن إنقاذه مطالبا بوجود شركات إعلانات جنبا إلى جنب مع الفضائيات خاصة أن بعض الشركات تحصل على 25% وللأسف بعضها مربطين» مع بعض وفي الإمكان أن يغلقوا السوق عن أي قناة في حالة التربيط. وأعترف دعبس بأن تواصل قناته يرجع لوجود عمل لمدة أربع سنوات ساهم في إيجاد اسم لها وزيادة نسبة المشاهدة، معترفا بأن المشاكل التي تواجه بعض القنوات خاصة التي تبدأ المشوار تعرضها لعمليات «نصب» واستفادة أصحاب المصالح. ويتفق مع عز الدين والبنا في أن الفضائيات تواجه أزمة مالية كبرى من ابتزاز بعض المذيعين والتأكيد على اختلاق عروض وهمية وأرقام خيالية وتضطر للدفع حتى لا تحدث هزة مفاجئة كارثية رغم وجود عقود معهم لكن للأسف - على حد قوله- لا يحترم أحد هذه العقود المبرمة مشددا على أن هناك بعض المذيعين الذي تكون له آراء خاصة ويفرضها على القناة رغم أنها ليست توجهات ورؤى القناة ويتسبب ذلك في مشاكل عديدة حتى في حالة وجود رؤية للقناة نفشل في توصيلها لتعارضها مع وجهة النظر لهذا المذيع أو ذاك المحلل اللامع!!