غرفة صغيرة بمنزل متوسط الحال، يلفت نظرك في الوهلة الأولى من دخولك إليها صور لآيات قرآنية مثبتة على حوائطها تمدك بالأمل والتفاؤل فى الحياة، كحال صاحبها المستلقى على سريره في هدوء تام، مرسوم على وجهه ابتسامة رضا لا تفارقه، تحسبه في حال إسترخاء ولا يعاني من مشكلات الحياة ولكن الواقع مختلف تمامًا. "هاني خليفة".. على رغم أنه شاب ثلاثيني، إلا أنه لا يقدر على التحرك منفردًا فتجده دائمًا ممسكًا بعكازيه لمساعدته في النهوض ومثبتًا بهما جيدًا خلال سيره خوفًا من أن يسقط، حيث إنه عانى من الإعاقة منذ صغره فلم تسمح له إعاقته أن يستمتع بطفولته وكذلك حرمته من شبابه. وفي ظل ظروفه الصعبة استطاع تكوين أسرة صغيرة فهو أب لطفلين ولكنه غير قادر على سد احتياجاتهم بسبب قسوة ظروف المعيشة وظروفة الصحية: "قدمت شغل فى أماكن كتير جدًا معظمها كانت حكومية بس اترفضت فيها لأنى معوّق وأخيرًا لقيت شغل فى شركة خاصة بس قبضى 315 جنيهًا أعمل بيهم إيه! طلبت منهم أنهم يزودونى فى المرتب بس قالوا أنت معوّق ومش بتشتغل فحاولت أن أدور على شغل تاني واشتغلت في محل جزم بس كان تعب ليا ومش قدرت أستمر". ولكن كان القدر يحمل مفاجأة أخرى ل"هانى" ستغير مجرى حياته وستحولها من سيئ إلى أسوأ: "كنت رايح أنا وابنى للدكتور ولأن الشوارع فى مصر المعوّقين مش بيعرفوا يمشوا فيها فعملت حادثة وبقالى 9 شهور نايم فى البيت ومش عارف أصرف على عيالى إزاى". فتارة يلوم ظروف الحياة الصعبة وتارة يلوم إعاقته: "المعوّقون ملهومش لزمه فى المجتمع بنتعامل معاملة وحشة جدًا، لو مش عايزينا أعدمونا، لا عارفين نشتغل ولا نعيش ولا نأكل، عيالنا حرام اللى بيحصل ده"، بتلك الكلمات يتحدث المعوّق عن مدى صعوبة الحياة التي يعاني دائمًا من مشكلاتها نتيجة إعاقته التي تمنعه من ممارسة الحياة بصورة طبيعية. واستغاث هاني بوزير الصحة الدكتور أحمد عماد لإنقاذه من مأساته وصعوبة حياته اليومية التي يعيشها.