«المحافظة تنفذ حاليًا خطة للقضاء على مواقف سيارات الأجرة العشوائية، ولدينا خطة مدروسة وطويلة المدى للقضاء على مشاكل موقف المنيب».. تصريحات أدلى بها الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة السابق، أثناء افتتاحه موقف المنيب، قبل ثلاثة أعوام، والذى تكلفت أعمال تطويره 2.5 مليون جنيه، وها نحن الآن على مشارف نهاية عام 2016، و«كأنك يا أبوزيد ماغزيت»، فكل شيء تم تطويره دمر تمامًا، ولم يتبق سوى ذكرى الافتتاح،، بحسب ما أوضح السائقون. مشكلة التكدس المرورى ومواقف المنيب، المعروف باسم موقف الصعيد لا تزال- بحسب رأى السائقين - يعجز عن حلها كبار رجال محافظة الجيزة، حيث أكدوا ل«الوفد»، أنه بعد ساعات من افتتاح موقف المنيب جنوبالجيزة ورحيل المحافظ والقيادات، إضافة لوسائل الإعلام، عادت الحياة مرة أخرى لطبيعتها ومعها الفوضى والإهمال والبلطجية والباعة الجائلون، والتكدس المرورى والقمامة، منذ عام 2013 إلى وقتنا الحالي. التقت «الوفد»، عدداً من سائقى السيارات داخل موقف المنيب، لتبحث هموهم ومشكلاتهم وما يعانون من مصاعب داخل الموقف. ويعتبر أقرب وسيلة موصلات للوصول للموقف المنيب هى المترو، لكن الطريق بات يعانى من عدة مشاكل أمام السيارات، فضلًا عن صعوبة المارة فى السير فى الشارع. أمام بوابة المترو تجد الباعة الجائلين، الذين يستغلون كل الفرص لتحقيق الربح، لذلك قرروا تخفيض أسعار بضاعتهم لجذب أنظار الرواد الخارجين والداخلين لمحطة مترو المنيب. إضافة إلى أنه فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى تسعى وزارة الداخلية للتخلص منها ببعض المسكنات، ينتشر على مداخل الموقف العديد من البلطجية، وتجار المخدرات الذين يقومون بفرض إتاوات على سائقى الميكروباص عنوة، ومن يرفض الدفع يتم تهديده بتكسير سيارته أو تصفيته جسديًا. وعلى الرغم من افتتاح الموقف الرئيسى منذ فترة ليست بكبيرة، فإن بعض السائقين يقومون بإيقاف سياراتهم أمام محطة المترو، فمع خروجك من المحطة ستشاهد وتسمع صيحات سائقى السيارات المتجهة لمحافظات الصعيد، ليصبحوا حائط صد ومانعاً لعبور المواطنين من أعلى سلالم المترو. يستقبل السائقون رواد المترو على السلالم.. يتسابقون للفوز براكب، يحاولون بكل الطرق جذبه لسياراتهم، يستجيب البعض إليهم ويذهب إلى السيارة فيما يتركهم البعض الآخر. على نحو 500 متر من محطة المترو سوف تصل لموقف المنيب التابع إلى المحليات بمحافظة الجيزة، وحين تطيل النظر تشاهد تراص عدد كبير من سيارات الميكروباص، منتظرين دورهم فى التحميل أو زبون لن يأتى للموقف بسهولة، خصوصًا مع انتشار سيارات الميكروباص بجوار المترو. معظم سيارات الموقف خالية من المسافرين، والسائقون يجلسون على حصيرة صغيرة، يتناول البعض منهم كوب شاى، ويقوم البعض الآخر بالنوم لساعات من الممكن أن تصل إلى أيام أمل فى أن يأتى مسافرون. «ننتظر بالأيام حتى يأتى دور الميكروباص».. كلمات عبر بها عم جمال مكى أكبر سائقى الموقف عن الحال الذى يعانى منه السائقون، مشيرًا إلى أن السيارات المتراصة خارج الموقف أمام المترو تجذب المواطنين إليها، وذلك لقربها من المحطة. وأضاف «مكى»، أن السائقين يرفعون سعر الأجرة، وذلك لدفعهم «الكارتة» التى تتراوح بين ثلاثة وخمسة جنيهات، إلى جانب ارتفاع سعر البنزين والسولار، ولانتظارهم فترة كبيرة حتى تنتهى السيارة من التحميل. «بنضّرب بالنار.. وبتتسرق السيارة كاملة».. مشلكة أخرى يعانى منها سائقو خط الصعيد، تحدث عنها السائق محمد الصعيدي، قائلًا: «طريق حلوان و15 مايو، يشهد انتشار عدد كبير من البلطجية وقطاع الطرق من البدو، حيث يهددون السائقين والركاب بأسلحة آلية ويسرقون متعلقات الركاب، أو السيارة كاملة ويردونها بفدية لا تقل عن 50 ألف جنيه». فيما أكد على المنياوى، سائق بالموقف، أن أفراد امن من مديرية أمن الجيزة، كانت متواجدة فى الموقف منذ أيام، وعرضنا المشاكل التى تواجه السائقين واعتداء البلطجية عليهم، ولكن دون جدوي، لافتًا إلى أنهم أصبحوا فى حيرة من أمرهم، فالموقف لا يوجد به مسافرون، والتحميل من أمام المحطة يعرضنا للبلطجة وتجار المخدرات وفرض الإتاوات. وطالب المنياوى، من وزارة الداخلية بزيادة الأمن داخل وخارج الموقف، بالإضافة إلى منع سيارات من التحميل من أمام محطة المترو. بينما قال محمد حسين، سائق بالموقف، إن الباعة الجائلين قنبلة موقوتة تواجه السائقين، حيث انفجرت منذ شهر أسطوانة غاز بالقرب من سيارة، أدت إلى اشتعال النار بها، مطالبًا الحى بتوفير مكان آخر لنقل الباعة.