تساءلت صحيفة "واشتطن بوست" الأمريكية عما يمكن أن يحدث للاقتصاد الأمريكى فى حالة انهيار الوحدة الأوروبية والعملة الأوروبية الموحدة " اليورو". وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى يزداد الغموض حول مستقبل العملة الأوروبية الموحدة، وما إذا كانت جهود القادة الأوروبيين ستسفر عن نتائج لحل أزمة الديون الطاحنة التى تضرب دول منطقة اليورو، يتزايد القلق الأمريكى نظرا للخسائر الكبيرة التى سيتحملها الاقتصاد الأمريكى إذا فشلت محاولات تسوية الأزمة الأوروبية. وقالت الصحيفة إن الاقتصاد الأمريكى قد يتعرض للركود التام . وأشارت إلى أن الصادرات الأمريكية لمنطقة اليورو بلغت 153 مليار دولار فى الأشهر الستة الأولى من العام الحالى، إضافة إلى مئات المليارات من الدولارات التى تستثمرها البنوك الامريكية فى بلدان منطقة اليورو وتريليونات الدولارات عبارة عن تعاقدات مالية بين الاقتصادين الأمريكى والأوروبى. وقالت الصحيفة إن العالم كله يترقب الاجتماعت المتتالية للقادة الأوروبين الذين يبحثون كيفية الخروج من الأزمة، وهناك حالة من القلق والتساؤلات عن احتمال انهيار الاتحاد الأوروبى. ونقلت الصحيفة عن " مايكل هود" المحلل فى مؤسسة "جى .بى مورجان" المالية الأمريكية أن الوضع سيكون مأسوى للبنوك والشركات الأمريكية والعالم كله، فعندما تخرج بلد من الوحدة الأوروبية وتعود إلى عملتها القديمة ستحدث العديد من المشاكل. وقالت الصحيفة إن الأزمة انتقلت من مجرد أزمة ديون مرتفعة فى اليونان إلى تهديد لكيان الاتحاد الاوروبى. وأضافت أن هناك حالة من عدم الثقة فى الخطط التى يتحدث عنها القادة الأوروبيين لحل الأزمة . مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" والرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى" يحملان على عاتقهما مسئولية ايجاد حل عملى وسريع للأزمة . فقد كشف الزعيمان عن خطة لتعديل المعاهدات والاتفاقيات الأوروبية من اجل الحفاظ على الوحدة الأوروبية . وأوضحت الصحيفة أن هناك سيناريوهات يتحدث عنها المحللون منها خروج اليونان من الاتحاد الاوروبى بمفردها وان يتولى صندوق النقد الدولى الملف اليونانى وتساعد الدول الأوروبية الأخرى اليونان للخروج من الأزمة، وذلك يمكن أن يمنع انهيار الاتحاد الأوروبى . وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الشركات والبنوك اعدت نفسها لهذا السيناريو منذ فترة، وقامت بسحب الاموال والاستثمارات السائلة من النظام المصرفى اليونانى وباعت السندات اليونانية . وقالت الصحيفة ان هذا الحل قد يسبب بعض المشاكل لليونان على المدى القريب ، إلا أنه سيمنع انهيار الاقتصاد العالمى . ويقول المحللون إن إعادة العمل بالعمل اليونانية " الدراخمة" سيجعل الصادرات و الاستثمارات اليونانية أرخص، مما يمكن الحكومة من السيطرة على السياسة النقدية التى يديرها حاليا البنك المركزى الأوروبى .