أحلم بذهبية أوليمبياد طوكيو.. ونفسي الناس تعرفني في بلدي الصدفة وراء دخولي اللعبة.. ومطلوب زيادة الدعم «السوشال ميديا» حرم مشاركتي جيانا فاروق مصرية يعرفها العالم أجمع ويجهلها الشعب المصري والمسئولون عن الرياضة في مصر.. نجحت في الفوز ببطولة العالم 5 مرات متتالية وحصلت علي 7 ميداليات ذهبية ببطولات العالم و13 ذهبية في البطولات الدولية الأخري إضافة إلي 15 ميدالية فضية في إنجاز لم يتحقق لرياضي مصري من قبل. وللأسف الشديد رغم الإخفاقات التي حققتها البعثة المصرية في أوليمبياد «ريو دي جانيرو» والتي يبلغ عدد أعضائها 314 لاعبا وإداريا، وانفقت عليها 140 مليون جنيه، ولم تحصل إلا علي 3 ميداليات برونزية فقط. ورغم ما حظي به هؤلاء اللاعبون من ثناء وشهرة وأضواء.. إلا أن اللاعبة المصرية جيانا فاروق والتي حصلت علي 20 ميدالية ذهبية منها ميداليتان الأسبوع الماضي في بطولة العالم للكاراتيه والتي أقيمت في إسبانيا لم تجد في الدولة المصرية كلها من يقول لها «شكراً» أو حتي تظهر لها صورة علي صفحات الجرائد، ولم تهتم بها فضائية واحدة، ولم يهتم بها وزير الرياضة!!. وهذا هو حال الأبطال الحقيقيين في هذا البلد للاسف الشديد. .. «الوفد» أجرت لقاء مع البطلة العالمية التي أصبحت مرشحة لتحقيق ميدالية اوليمبية في طوكيو 2020 بعد أن دخلت رياضة الكاراتيه الأوليمبياد لأول مرة هذا الشهر. وللوقوف علي ما عانت منه بسبب التجاهل من المسئولين عن الرياضة في مصر للألعاب الفردية خاصة التي لم تتدخل ضمن النشاط الأوليمبي. في البداية سألنا جيانا عن بدايتها مع اللعبة وكيف كانت؟ بدأت رحلتي مع الكاراتيه بالصدفة في عمر 6 سنوات، من خلال النادي الأهلي، كنت أتدرب في السباحة لكني لم أكن أهواها بقدر عشقي للكاراتيه ومتابعتي للاعبين، فقررت أن أترك السباحة وألتحق بالكاراتيه وكانت بدايتي في الكاتة استمررت فيها 4 سنوات لكني لم أحقق فيها أي تقدم، وقررت أن أنتقل للكوميتيه (الاشتابك). وكيف جاء انضمامك للمنتخب الوطني؟ عندما بدأت في الكوميتيه، بدأت معه رحلتي مع الألقاب المحلية فحصدت لقب بطولة الجمهورية عام 2009، وهنا وقع اختيار الجهاز الفني للمنتخب عليّ وشاركت معهم في البطولات الدولية لأحرز أول ألقابي العالمية وحققت في هذا العام المركز الأول على مستوى إفريقيا ودول البحر المتوسط وأول كأس العالم للناشئين والخامس على مستوى العالم للكبار. ما هي أبرز الألقاب التي حققتها؟ خلال عام 2011 حققت لقب بطولة العالم تحت 21 عاما في ماليزيا 2011، وبعدها بعامين في إسبانيا حصدت المركز الأول فردي للشباب، ثم حققت الميدالية الذهبية بدورة ألعاب البحر المتوسط في ميرسين، وفي 2014 كانت أول مشاركة لي مع الكبار وأحرزت ذهبية الفردي والجماعي وهو إنجاز لم تحققه أي لاعبة عربية أو إفريقية من قبل، ثم حققت ذهبية بطولة العالم تحت 21 عاما للمرة الثانية على التوالي في 2015، ومؤخرًا المركز الأول في بطولة العالم للجامعات بالبرتغال. وكيف تقضين فترة الإعداد للبطولات الدولية؟ أنا في معسكرات طوال العام، أخوض 3 تدريبات في اليوم ومن 5- 6 تدريبات في الأسبوع، وتنقسم التدريبات بين أحمال بدنية وذهنية وكاراتيه، ويبدأ اليوم من السادسة صباحا حتى التاسعة مساء، لكني أيضًا لا أغفل مذاكرتي وأنظم وقتي بين الدراسة والرياضة وهو ما جعلني ألتحق بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، التي ترشحني أيضًا للعب في بطولات الجامعات. ماذا عن قرار اللجنة الأوليمبية بإدراج الكارتيه ضمن ألعابها؟ كنا نود أن نشارك في أوليمبياد ريو دي جانيرو، لكن التصفية لم تنصف الكاراتيه، إلى أن قرر أبرز لاعبي الكاراتيه حول العالم أن ننفذ حملة دعم أكبر للعبة، واختار الاتحاد الدولي للعبة اللاعبين المميزين وكنت الوحيدة المصرية والعربية منهم وشاركت في إعداد فيديو لدعم اللعبة أمام اللجنة الأوليمبية لقبولنا في طوكيو 2020 وهو ما حدث وأسعدنا جميعا. وكيف كان رد فعلك بعد إدراج اللعبة ضمن الأوليمبياد؟ في البداية شعرت بفرحة كبيرة أن الفرصة ستكون متاحة لي للمشاركة في الأوليمبياد والمنافسة على ميدالية وهو شرف كبير لأي رياضي، لكني بعدها شعرت بالخوف وحجم المسئولية التي ستكون على عاتقي لأن أحمال التدريب ستزداد أضعافًا كما أن دول العالم ستهتم باللعبة وتوجه لها كل الإمكانيات ما سيجعل دائرة المنافسة تتسع وتزداد صعوبة. وهل نستطيع الحفاظ على إنجازات الكاراتيه في ظل هذه المنافسة؟ الاتحاد يخطط لزيادة مستوانا في أسرع وقت، وتغيير الخطط القديمة والاهتمام بقطاع الناشئين، لكننا رغم المنافسة لن نتراجع لأننا نمتلك خامة جيدة في اللاعبين، فلاعب الكاراتيه المصري معروف بقوته ومهاراته المميزة في اللعبة، وإذا اهتمت الدولة باللعبة في الفترة المقبلة، سنمتلك فرصة كبيرة للمنافسة على أغلب الميداليات في طوكيو. في رأيك.. ماذا ينقص الألعاب الفردية في مصر؟ ينقصنا الكثير.. جميع معسكراتنا مجرد اجتهاد من الاتحاد، اللعبة مدعمة من وزارة الرياضة بشكل ضعيف والدعم الوحيد الذي نحصل عليه يكون وفقاً للوائح «عفا عليها الزمن»، ولا تصلح لتأهيل بطل أولمبي أو عالمي، فمن يصدق أن بطل العالم وهو إنجاز لا يتحقق بسهولة يحصل على 67 ألف جنيه!، وهذا بالنسبة لما ننفقه على المعسكرات والسفريات «ولا حاجة». وما الحل من وجهة نظرك؟ الحل أن يسلط الإعلام والدولة الضوء علينا حتى يعرفنا الجمهور وتصبح اللعبة ذات شعبية ويأتي منها عائد للإنفاق، إحنا لما بنخرج برة العالم كله عارفني «جيانا فاروق» بعد أن حققت أكثر من 35 ميدالية دولية وإنجازات لم يصل لها لاعب في العالم، مش معقولة أبقى معروفة في العالم كله وفي بلدي محدش يعرف اسمي، نريد اهتماما معنويا وتقديرا للإنجازات التي نحققها، الدولة بتشهر الناس اللي بتدمر الأجيال، واحنا اللي المفروض نكون قدوة للشباب. هل تعرضتِ لمحاولات تجنيس لدولة أخرى؟ عُرضت عليّ عروض احتراف في أندية كويتية والاتحاد رفضها، لأنه يرفض أن يلعب أي لاعب بالمنتخب في أي دولة أخرى، وحتى لو تعرضت لأي محاولات تجنيس سأرفض مهما كانت الإغراءات، ولن ألعب لأي دولة سوى مصر، بدليل أن أكثر ميدالية أعزها في تاريخي هي ميدالية المركز الأول جماعي آنسات في بطولة العالم 2014، وقتها تم تكريمي باسم الفريق المصري، أما في الفردي فيكرم اسمي لكني أكون سعيدة وفخورة أكثر عندما أكرم باسم وعلم مصر. وما هو طموحك خلال الفترة المقبلة؟ أنا خدت من الكاراتيه اللي انا عايزاه، وحققت ما لم تحققه أي لاعبة كاراتيه في العالم، فلم تحصل أي لاعبة في تاريخ الكاراتيه على 5 ذهبيات في 5 بطولات عالم متتالية وذهبيتين في بطولة العالم للجامعات، وأسعى للحفاظ على مركزي وتصنيفي الأول في وزني وتحقيق إنجاز لا يصل له أحد بعد اعتزالي وتتويج كل هذا بميدالية أولمبية لأول مرة في تاريخ الكاراتيه. وهل هناك معوقات تواجهك في طريقك للميدالية الأولمبية؟ أكثر ما يحزنني حالة الإحباط التي أعيشها بعد الحملات التي نتعرض لها من خلال جمهور «السوشيال ميديا»، فما حققه اللاعبون المصريون في ريو مجرد اجتهادات شخصية ولم يوفر لهم أي اهتمام أو دعم، بل يتحول الأمر إلى تحدٍ ووضع عراقيل لمنعهم من النجاح من خلال الدولة والجمهور، وتعرضت بنفسي لتلك الحملات من قبل حتى أن أتأهل للأوليمبياد. وكيف كان الهجوم؟ تعرضت لهجوم من إحدى الصفحات على «السوشيال ميديا»، حيث شاهدت تعليقات محبطة من نوعية «ما أفعله يفقدني أنوثتي» وأن ما أفعله «حرام»، وأتساءل ما هو الحرام في أن أمارس رياضة وأنجح فيها وأصبح أول لاعبة تحرز 7 ميداليات ذهبية في بطولات العالم.. شاهدت شخصا آخر أيضًا قال لي بعد عودتي من البطولة الأخيرة: «هتعملي زي اللي قبلك وهتخسري في طوكيو 2020» !، لكني لن أتراجع عن هدفي وسأستعد له بكل ما أملك من قوة. ما هي أقرب بطولة تستعدين لها؟ نستعد حاليًا للمشاركة في الموازين الخمسة في بطولة البحر المتوسط التي تستضيفها إسبانيا في سبتمبر المقبل، ثم سنشارك في بطولة البريميرليج بألمانيا، ونختتم الموسم ببطولة العالم في النمسا شهر أكتوبر المقبل.