"هتروحي تنتخبي يعني هتروحي.. تنتخبي الفلول تنتخبي السلفيين تنتخبي الجن الازرق.. المهم مادفعش الغرامة ".." يا أمي إحنا بالعافية بنشترى الدوا بتاعك كل شهر ..اتعكزى علينا لحد اللجنة واستحملي".."تسافري اسكندرية..تسافري الصعيد يا بنتي معاشي ما يتحملش وكفاية علي مصاريفك انت وابنك" هكذا تسبب قرار اللجنة العليا للانتخابات بتغريم الممتنعين عن الإدلاء بأصواتهم بغرامة 500 جنيه في حدوث مشاكل أسرية عديدة في كثير من البيوت المصرية، وصلت لدرجة تهديد الزوج بضرب زوجته ، وثورة الإبن على أمه المريضة، وإجبار الأب لابنته على السفر لمحافظة أخرى حاملة طفلها الصغير..تحسبا لدفع الغرامة التي تقتطع معظم دخلهم الشهري. مش راجعة أحمد وأمل زوجان فى مقتبل حياتهما الزوجية ولديهما طفلة عمرها 7 أشهر ، أمل لم تغير محل إقامتها فى بطاقة الرقم القومى بعد الزواج من الزاوية الحمرا إلى حلوان ، ومع حلول موعد الإنتخابات أصر زوجها أن تذهب إالى والدتها للإدلاء بصوتها، وبرغم فرحتها لرؤية أمها إلا أنها كانت تفضل قضاء اليوم فى المنزل مع أسرتها على أن تضيع اليوم فى طوابير الإنتخابات خاصة أنها لا تذهب لزيارتهم كثيرا .. ونشب الشجار ..هو يصر على ذهابها فهم في حاجة لكل مليم وظروفهم المالية لا تسمح بدفع الغرامة في وقت يدفعون فيه إيجارا شهريا يزيد عن 400 جنيه . وأمام إصراره اضطرت أمل للذهاب للاقتراع عنوة وقضاء نصف اليوم أمام اللجنة ما تسبب في توتر العلاقة بينهما لينتهي اليوم ببقاء أمل في منزل والدتها..ورفضها العودة مع زوجها. خناقة من بتوع زمان في الإمام الشافعى كانت أم إيمان على موعد مع خناقة من العيار التقيل مع زوجها العامل باليومية في أحد المحال برمسيس، والذي أصر على ذهابها وبناتها اللاتي تعدين ال 16 سنة إلى اللجنة الانتخابية بحى الخليفة قائلا لها : ( هتروحى يعنى هتروحى.. تنتخبي الاخوان تنتخبي الفلول تنتخبي السلفييين تنتخبي الجن الازرق.. المهم تروحى.. احنا مش أد الغرامة ) وعندما قالت زوجته بلا مبالاة ظاهرة "هانتخب ليه واحنا من امتى كنا بننتخب؟! وبعدين ممكن موضوع الغرامة ده يطلع فشنك" رد مهددا : أنا ماليش دعوة.. وحسابك انت وبناتك هيكون عسير إذا ما رحتيش.. باين عليكي حنيتي لعلقة من بتوع زمان"
كفاية مصاريفك انت وابنك أما هدى سيد ( 37 سنة ) ،التي تقيم في منزل والدها هى وطفلها 3 سنوات بعد طلاقها، فقد رفض زوجها الإنفاق عليها هى وطفلها فاضطرت لرفع دعوى نفقة ، والعمل بأحد المصانع لتنفق على طفلها الصغير بمساعدة والدها الذي أحيل إلى المعاش منذ عشر سنوات. ولسوء حظ هدى أنها بعد زواجها مباشرة قامت بتجديد بطاقتها وغيرت محل إقامتها من القاهرة إلى محل إقامة زوجها فى الإسكندرية و لم تقم بتغييرها مرة أخرى بعد الطلاق ، ومع حلول موعد الإنتخابات كان أمامها أحد أمرين إما أنها لا تذهب للإدلاء بصوتها فى الإنتخابات مع تحمل الغرامة ، أو السفر إلى الإسكندرية للإدلاء بصوتها مع تحمل نفقات السفر فقط والتى هى أقل كثيرا من غرامة الإنتخابات . واختارت هدى بعد مناقشة حادة مع والدها بديل السفر ، بعد أن قال لها "أنا مش هقدر أدفعلك الغرامة، وكفاية على مصاريفك ومصاريف ابنك" .. وسافرت هدى وطفلها بالفعل في القطار المغادر إلى محطة الرمل بالإسكندرية ثم أستقلت تاكسى إلى منطقة الأنفوشى حيث مكان دائرتها الإنتخابية ووقفت فى الطابور لمدة 4 ساعات حتى استطاعت الإدلاء بصوتها فى الإنتخابات ثم عادت مرة أخرى إلى القاهرة.. ولكنها بعد هذه التجربة الشاقة أخذت قررت أن تسرع إلى تغيير محل إقامتها مرة أخرى إلى القاهرة . أنتخب مين؟! الحاجة زينب ( 89 سنة ) أكبر عجوز في دائرة حلوان تعانى من آلام شديدة فى الظهر وتستند في سيرها على مشاية لها ثلاثة أرجل، وبرغم هذا أضطرت أن تذهب لتدلى بصوتها فى الإنتخابات بعد ضغط شديد من ولديها وقد توسل أحدهما لها قائلا : ( أرجوكى تعالى معايا لجنة الانتخاب ، إحنا ظروفنا صعبة وبالعافية بنشترى الدواء بتاعك كل شهر ب 150 جنيها). إنصاعت الأم لطلب ابنيها رأفة بحالهما وذهبت للاقتراع وهي تتساءل في همس حتى لا يسمعها أحدهما فيثور عليها ثانية .. "بس هنتخب مين.. أنا معرفش حد من المرشحين؟"