رغم أنه لم يمر سوى عام على تولى اللواء أحمد ضيف صقر منصب محافظ الغربية، وهى فتره يعتبر الحكم فيها على أى مسئول غير كافية، خاصة أن أغلب المسئولين يرثون إرثًا كبيرًا من الفساد فى مختلف المؤسسات، وتدهورًا أكبر فى شتى الخدمات والمرافق، إلا أنها كفيلة بكشف مدى حنكة وخبرة المسئول فى التعامل مع الأزمات لحظة وقوعها. لا يستطيع أحد أن ينكر الجهد المبذول من قبل محافظ الغربية، خاصة وسائل الإعلام، الذى يعطيها المحافظ قدرًا عاليًا من الاهتمام، للدرجة التى تحولت إلى بوصلة يتحرك بناء على توجهاتها، فلا زيارة لقرية إلا إذا صرخ مواطنوها عبر وسائل الإعلام،، ولا توفير لأبسط الخدمات المحرومة منها أغلب قرى محافظة الغربية إلا إذا خرج أهلها عبر الفضائيات يشتكون من الظلم والحرمان اللذين يعانون منهما على مدار السنوات الماضية تلك السياسة هى السبب الرئيسى وراء عدم شعور المواطن بالمجهود الذى يبذل، والذى لا يرى خطة استراتيجية واضحة تعالج الانهيار الكبير فى الخدمات والمرافق فى المحافظة، وترتب أولويات المشاكل وتضع خطة زمنية لإنجازها. فمشهد التخبط والعشوائية فى القرارات الذى يدفع المواطن البسيط وحده ثمنه لم يغب طوال العام الماضى، والأمثلة كثيرة على ذلك، فها هى حديقة للطفل أنفق عليها آلاف الجنيهات لتكون متنفسًا للمواطن الطنطاوى فى ظل عدم وجود أماكن ترفيه كافية، ليستيقظ المواطنون على هدمها قبل أيام قليلة من افتتاحها لأسباب غير معلومة أو مقنعة، وكذلك ما حدث من إزالة أسواق تحيا مصر الدائمة، التى كانت المتنفس الوحيد للمواطن محدود الدخل، وتسبب قرار إزالتها فى انتشار الأسواق العشوائية مرة أخرى. أزمة كبيرة تأخر محافظ الغربية فى التعامل معها وهى مشكلة القمامة خاصة فى مدينة المحلة الكبرى التى وصلت لدرجة إطلاق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى و«هاشتاج» تحت شعار «المحلة ريحتها طلعت»، ونظم أهالى المحلة عشرات المظاهرات والاحتجاجات دفعت المحافظ للنزول بنفسه إلى شوارع المحلة لمتابعة أعمال تنظيف الشوارع التى سرعان ما امتلأت بالقمامة بعد عودة المحافظ إلى مكتبه، وهو ما يعكس خللًا كبيرًا فى منظومة العمل يتحملها المواطن وتنعكس عليه وحده. مشكلة أخرى فشل المحافظ فى حلها وهى مشكلة غرق أغلب قرى المحافظة فى الصرف الصحى مثل قريتى ميت هاشم والعزيزية مركز سمنود، وتعتبر تلك القريتان نموذجًا للقرى العائمة منازلها على الصرف الصحى ما تسبب فى انهيار كثير من المنازل مثلما حدث مؤخرًا فى قرية شبرا بابل مركز المحلة الكبرى. يؤكد عبدالقادر ريشة، أحد أهالى قرية ميت هاشم، أنهم قدموا عشرات الشكاوى لحل تلك المشكلة التى تنذر بكارثة، دون جدوى أو أدنى اهتمام من المسئولين. انتكاسة كبيرة وأزمات أكبر شهدها مركز مدينة بسيون، وتعانى القرية الأمرين من اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب نتيجة انسداد ماسورة المياه الرئيسية للقرية بمخلفات المصانع والقمامة، لدرجة أن المياه تأتى برائحة الصرف الصحى ولونها بنى بعد انقطاع ساعات. التحدى الأكبر الآن أمام أحمد صقر محافظ الغربية يتمثل فى عودة أزمة انقطاع الكهرباء والمياه، وهى الأزمة التى تتصاعد فى عدد من قرى مركز المحلة ومركز كفر الزيات حيث وصل معدل انقطاع المياه لأكثر من 14 ساعة والكهرباء لمدة 8 ساعات فضلًا على مشكلة تهالك محولات الكهرباء، وأعمدة الضغط العالى، وهى المشاكل التى جعلت صبر المواطنين ينفد ويخرجون عن صمتهم فى شكل تظاهرات تحاصر مبنى المحافظة فى قلب مدينة طنطا كل يوم للمطالبة بسرعة حلها أو رحيل المحافظ.