الذي يغيب عن الناس أن حزب الوفد خاض انتخابات مجلس الشعب بقائمة منفردة دون التحالف مع أي حزب أو تيار سياسي، وأن جميع قوائم الوفد ومرشحيه الفرديين هم وفديون من الرأس حتي النخاع دون الدخول في تحالفات مع أي قوي سياسية موجودة في الشارع السياسي، وأن قائمة حزب الوفد هي قائمة وفدية خالصة.. فالوفد لم يدخل في أي تحالف انتخابي، وخاض ولا يزال يخوض انتخابات البرلمان منفرداً وأن ما حصده من مقاعد الجولة الاولي يعتمد فقط علي الوفد دون مشاركة أية احزاب او قوي او تيارات سياسية اخري.. يأتي ذلك علي خلاف باقي الاحزاب السياسية البالغة في الشارع السياسي ستين حزباً بخلاف القوي والتيارات السياسية الاخري التي دخلت في تحالفات وقوائم مشتركة لخوض العملية الانتخابية، فمثلاً جماعة الاخوان المسلمين خاضت الانتخابات بحزبها السياسي الجديد «الحرية والعدالة» بالتحالف مع عشرة أحزاب أخري وهي الكرامة وغد الثورة والعمل والاصلاح والنهضة والحضارة والاصلاح والجيل الديمقراطي ومصر العربي الاشتراكي والاحرار والحرية والتنمية.. إذن قائمة الحرية والعدالة تضم أحد عشر حزباً سياسياً ما بين أحزاب قديمة وحديثة، وأن جميع المقاعد التي حصدتها قائمة الحرية والعدالة ليست خالصة مائة في المائة لجماعة الاخوان المسلمين، وإنما موزعة علي عشرة أحزاب اخري مع الحرية والعدالة. وكذلك الامر بالنسبة لقائمة الكتلة المصرية والتي تضم ثلاثة أحزاب وهي التجمع والمصريين الأحرار والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وأن ما حصدته هذه الكتلة من مقاعد في الجولة الاولي ليس حكراً لحزب المصريين الاحرار وإنما موزعة علي الاحزاب الثلاثة التي تضم حزباً قديماً وهو التجمع.. فماذا يعني ذلك؟!.. هذا معناه أن عدد المقاعد التي حصلت عليها قائمة الحرية والعدالة والكتلة ليست خالصة للحرية والعدالة ولا للمصريين الاحرار.. في العرف الانتخابي ليس عيباً أن تكون هناك تحالفات وقوائم مشتركة بين الاحزاب السياسية التي تخوض العملية الانتخابية.. لكن العيب أن ينسب قادة هذه الاحزاب إلي أنفسهم اشياء لا توجد علي أرض الواقع.. عملية التحالفات في الانتخابات ليس معناها أيضاً أن تكون كل المقاعد الفائزة حكراً علي الحزب المسماة القائمة باسمه، ولا أن تنسب المقاعد كلها إلي حزب واحد وإنما هي تمثيل لكل الاحزاب المشاركة في القائمة. ولذلك فإن ما حققه الوفد منفرداً في وجه كل هذه القوائم يعني أن الشارع المصري منح ثقة كبيرة لحزب الوفد ومرشحيه.. وأن جماهير مصر العريضة تعلق آمالاً كبيرة علي حزب الوفد صاحب التاريخ العريق والرؤية المستقبلية للنهوض بالبلاد والعبور بها إلي بر الأمان.. والوفد هو الحزب الوحيد الذي يخوض الانتخابات البرلمانية بنزاهة بالغة لم يخالف القوانين والاعراف الانتخابية ولم يرتكب مخالفة واحدة والتزم بالقانون وسيادته، ولم يخالف الدعاية الانتخابية ولم يرفع حرب الشعارات الدينية سواء كانت اسلامية أو مسيحية للتأثير علي الناخبين أمام اللجان.. وإنما التزم بموضوعية في دعايته الانتخابية في حينها، ولم يرتكب مخالفة أمام أبواب اللجان.. ولذلك فإن ما حصده الوفد من مقاعد في الجولة الاولي، يعد في الاعراف البرلمانية دليلاً قوياً علي التزامه بالقواعد المنظمة للانتخابات.. فلم يحصل علي مقعد بالتزوير أو تقديم الرشاوي .. ولم يطعن أحد علي نتائج مرشحيه الفائزين في الجولة الاولي علي خلاف باقي الاحزاب الاخري التي ارتكبت مخالفات كثيرة ولم تحقق فيها حتي كتابة هذه السطور اللجنة العليا للانتخابات.